المحتوى الرئيسى

إسلام أبو البراء يكتب: حوار مع صديقى الأمريكى | ساسة بوست

10/17 13:03

منذ 3 دقائق، 17 اكتوبر,2015

انهيت كتابه الفقره الاخيره واخذت اسحب نفخات الشهيق والزفير محاولا تهدئه عواصف البرد التي تعبث باركاني الداخليه، ما زال كوب القهوة ممتلئا، لكنه فقد سخونته. ساعد لنفسي كوب قهوه اخر ممزوجا بالحليب والسكر لعله يفلح في تهدئتي او منع دفقات الادرينالين من الاندفاع في اوردتي المتشنجه المتاهبه للصفع والركل.

من فضلك يا عزيزي لا تشعل سيجارتك فانا مصاب بالحساسيه ولا يمكنني تحمل رائحتها، الا تري معي انه من ابسط قواعد الحريه اختيار المرء ما يجعله يشعر بالراحه، ينطبق هذا الامر علي الافراد والشعوب ايضا، لكن الغريب ان امريكا تري ذلك من منظور احادي؛ فهي من نشر وباء الانقلابات العسكرية في الشرق الاوسط؛ للاتيان بانظمه تتبعها سياسيا واقتصاديا وعسكريا، ذلك هو مصدر شعورها بالراحه، ويساعد علي ذلك وجود خونه في تلك البلاد يساعدونها علي اتمام ذلك.

لكن اتعرف هناك امر يحيرني! الم يوجد خونه في فيتنام، عندما تولت احدي التيارات الحكم في فيتنام، وفشلت امريكا في تغيير هذا النظام بشكل سياسي، تدخلت عسكريا وضربت فيتنام بالنابالم؟ كان اختيارا فريدا من نوعه.

كنت اعتقد ان البحث عن الحريه في امريكا يقتصر علي ممارسه الجنس مع امراه تريد في اي وقت، تريد في اي مكان، ربما يسبب منع ذلك خروج مظاهرات حاشده، ربما تمتد الحريات الي ادمان المارايجوانا او زواج المثليين.

اتعرف، تعجبت كثيرا حينما قررت احدي الولايات جعل مخدر المارايجوانا قانونيا؛ لكثره المتاجرين به، وكثره المتعاطين له، وذلك لقطع الطريق علي المهربين. يا للعبث! يشبه الامر ان تقفز من الدور الخمسين بسبب حريق في شقتك، لتسقط صريعا علي الاسفلت! انه الهروب من الموت الي الموت.

ذكرتني ابتسامتك الساخره تلك بدونالد رامسفيلد، نعم، انه وزير الدفاع الامريكي، ابان غزو العراق؛ فقد كتب احد الصحفيين ان تلك الحيه الرقطاء كانوا يحققون معها في حادثه، مفادها ان الجنود الامريكيين كانوا يفتشون منازل بغداد بحثا عن مجاهدين مسلحين، وحينما ارادوا دخول احد المنازل رفض صاحب البيت ذلك؛ حفاظا علي حرمه البيت فما كان من الجندي، الا ان قتل الرجل العراقي بخنجر سلاحه.

وحينما سالوا دونالد عن سبب ذلك، قال ان الجيش الامريكي جيش اقتصادي يعمل علي توفير النفقات، وان المواطن العراقي لا يساوي ثمن الطلقه التي تقتله!

في نفس السياق ايضا كان جورج بوش يتجول بسيارته في شوارع بغداد فصدم سائقه امراه عراقيه حامل ففقدت جنينها اثر الصدمه وهنا امر بوش رجاله ان ياخذوا المراه العراقيه ويعتنوا بها ويعيدوها الي زوجها حبلي كما كانت! ستخبرني ان هذا هو جوهر العداله الامريكيه، من اخطا فعليه اصلاح خطئه.

ساخبرك انا بجوهر العداله الامريكيه، جوهرها ان تفعل ما تشاء وقتما تشاء، لحفظ امنك وسلامتك، فيصبح حينها مؤشر الامان في واشنطن باللون الاخضر ويتركز هم الامريكي في ان ينظر كل يوم الي لوحه الدين العام الامريكي؛ ليعرف كم وصل نصيبه من الدين مقابل ان تحدث انقلابات عسكريه، وتصدر اسلحه الي المحتلين ونشر قوات حفظ سلام في اي بقعه في العالم.

جوهرها ايضا ان تستاذن في انتهاك القانون، فحينما تلقي السي اي ايه القبض علي شخص يعتقد انه ارهابي يتم الاعلان ان التحقيق معه سيكون خارج نطاق القانون، ربما بعد ذلك يتكشف لهم انهم مخطئون فيعتذرون عن ذلك الخطا غير المقصود.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل