المحتوى الرئيسى

تعرف على مواجهات ما بعد "أوسلو" بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي

10/17 02:05

يُقال ان "اوسلو" هي الرصاصه الرحيمه التي اودت بالانتفاضة الفلسطينية الاولى، حتي ان يوم توقيع الاتفاقيه كان هو يوم نهايه الانتفاضه التي راح ضحيتها الاف الفلسطينيين، وكان من المفترض ان تمهد "اوسلو" الطريق لقيام دولة فلسطينيه، الا انها - كما تبيّن لاحقاً - لم تزد الوضع الا تعقيداً.

"هافينغتون بوست عربي" ترصد اهم الاحداث والمشاهد في الواجهه بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في الاراضي المحتله منذ اتفاقيه أوسلو، ومروراً بالانتفاضة الأولى والثانيه، وانتهاءً بهبه الاقصي 2015.

1994 - الثار لمجزرة الحرم الابراهيمي

بعد "اوسلو" بعام واحد فقط حدثت مجزره الحرم الابراهيمي في 25 فبراير 1994 في الخليل، والتي نفذها اليهودي باروخ غولدشتاين وراح ضحيتها 29 فلسطينياً وجُرح 150 اخرون.

وردت كتائب القسام علي المجزره بمجموعه من العمليات، كانت اولها "العفوله"، حيث قام احد اعضاء كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركه حماس، ويُدعي رائد زكارنه، بتفجير سياره مفخخه في محطه حافلات في العفوله ادت الي مقتل 9 وجرح 50 اخرين.

العمليات استمرت حتي اواخر تسعينيات القرن الماضي، وقامت اسرائيل خلال 3 سنوات بملاحقه احد مهندسي هذه العمليات، وهو يحيي عياش، الذي لم تتمكن اسرائيل من اغتياله الا عام 1996، وشارك في جنازته 100 الف فلسطيني.

بعد محاولتين لاسرائيل لم تنجحا لفتح نفق اسفل المسجد الاقصي يمتد طوله حوالي 450 متراً، حيث كانت اول محاوله عام 1986، والثانيه عام 1994، الا ان المرّه الثالثه اندلعت شراره هبّه النفق واستمرت 3 ايام، سقط خلالها 63 قتيلاً و1600 جريح.

النفق لم يكن الا الشراره التي تسببت في اندلاع هذه الهبّه، فقد كان التوسع في الاستيطان، واستمرار اسرائيل في سياساتها، بالاضافه الي المماطله والتسويف في كُل الوعود التي حصل عليها الفلسطينيون والتي لم يتم تنفيذها، كانت هي الاسباب الرئيسيه لاندلاع هذه الهبّه وكانت محطه اخري في تاريخ المقاومة الفلسطينية بعيداً عن المفاوضات.

علي ارض الواقع فان الامور كانت تزداد سوءاً، ففي عام 1997 حدثت عمليه مزدوجه في سوق ماحانيه يهودا في القدس هزّت الشارع الاسرائيلي قُتل فيها 13 وجُرح 150 اخرون.

وفي 1998 استغلت اسرائيل انشغال العالم بالعراق لتتوسع في مستوطناتها في الضفه، وفي 1999 انتخب ايهود باراك رئيساً للوزراء في اسرائيل ووعد بالسلام، الا ان الواقع علي الارض كان اعقد من هذه الوعود.

بعد حوالي 6 اعوام من اوسلو، بات الفلسطيني متاكداً ان الاتفاقيه لم تزد الاوضاع الا تعقيداً، وساد شعور بالاحباط من نجاح المُفاوضات، فقد تم تاجيل اعلان استقلال الدوله الفلسطينيه مرّه اخري في ابريل/نيسان عام 1999، ورغم المُفاوضات الجاريه الا ان الاوضاع كانت تتجه الي الانفجار

ففي سبتمبر/ايلول عام 2000 قرر ارييل شارون الدخول الي المسجد الاقصي ليفجّر الوضع وتبدا انتفاضه لم تنتهِ الا عام 2005، راح ضحيتها 4412 فلسطينياً و48322 جريحاً، مقابل 334 قتيلاً من الجيش الاسرائيلي و735 من المستوطنين.

ولعل اكثر ما طغي علي هذه الانتفاضه هو كثره العمليات في الشارع الاسرائيلي، بالاضافه الي العمليات المسلحه التي كان اشهرها معركه مخيم جنين التي قُتل فيها 58 جندياً اسرائيلياً وجرح 142، وكان ذلك بمثابه هزيمه فادحه للجيش الاسرائيلي.

2006 - انتخاب حماس لقياده الشعب الفلسطيني

بعد الانتفاضة الثانية بعام تقريباً تم تنظيم انتخابات تشريعيه فلسطينيه شاركت فيها حركه المقاومه الاسلاميه "حماس"، وكانت المُفاجاه ان الشعب الفلسطيني اختار حماس حيث تمكنت من حصد 76 مقعداً من اصل 132 مقعداً، بينما فازت قائمه حركه فتح بـ43 مقعداً.

ومع ان الانتخابات حصلت في اجواء ديمقراطيه وبمراقبه دوليه ومحليه، الا ان الكثير من الجهات الدوليّه عارضت وجود حماس في الانتخابات، وهددت بقطع المعونات، كما ان هناك جهات فلسطينيه رفضت التسليم بحقيقه انتصار حماس بغالبيه الاصوات.

اختيار الفلسطينيين لحماس كلّفهم الكثير، فقد اعتبرت اسرائيل نجاح حماس بمثابه زلزال سياسي، ولهذا بدات بحمله اعتقالات واسعه في صفوف حماس وتصفيه قياداتها.

كان من ابرز عمليات اسرائيل ضد الفلسطينيين مجزره الشاطئ، حيث قصفت البوارج الاسرائيليه شاطئ غزه بينما كانت عائله "هدي غاليه" تقضي عطله نهايه الاسبوع، ليقتل والد هُدي و5 من اشقائها وتم تصوير الطفله هدي وهي تبكي وتصرخ بجانب جثّه والدها.

بعد اسبوعين فقط من مجزره الشاطئ، قام الفلسطينيون بعمليه "الوهم المتبدد" التي اسرت فيها الجندي جلعاد شاليط.

وعقب فوز حماس في الانتخابات قامت اسرائيل بحصار غزه حصاراً خانقاً، وهو الحصار الذي زاد بعد سيطره حماس علي غزه في 2007 ليتفاقم الوضع حتي انفجر في نهايه 2008.

السبت 27 ديسمبر هو احد اكثر الايام دمويه في تاريخ فلسطين منذ عام 1948، حيث عُرف هذا اليوم بيوم السبت الاسود والذي تسبب فيه القصف الاسرائيلي بقتل 200 فلسطيني وجرح 700.

في هذه الحرب قتلت اسرائيل 1417 فلسطينياً علي الاقل، واصابت 4336 اخرين، وفي هذه الحرب ايضاً قام الفلسطينيون باستخدام الصواريخ التي وصلت منطقه جاني يافني بالقرب من مدينه اشدود من خلال صواريخ غراد متوسطه المدي، وقد كانت هذه ابعد نقطه تصلها الصواريخ الفلسطينيه حتي ذلك الحين.

مع ان غزه لم تكن قد تعافت من الدمار الذي لحق بها في حرب 2008، الا ان تنامي قوه حماس كان مبرراً كافياً لاسرائيل كي تغتال احد كبار قاده حماس وهو احمد الجعبري، لتُعلن بذلك الحرب علي غزه فيما سمّته "عمود السحاب"، ليرد الفلسطينيون بعمليه "حجاره السجيل" التي استمرت 8 ايام وراح فيها 154 فلسطينياً.

في حجاره السجيل، قام الفلسطينيون بقصف تل ابيب، وهو ما لم يحصل مُنذ استهداف صدام حسين لتل ابيب عام 1991، وكان ذلك من خلال صواريخ جديده لكتائب عز الدين القسام اعلنت عنها حماس خلال الحرب باعتبارها "مفاجاه"، وكانت تلك من خلال صواريخ ام 75، وهي حصيله اكثر من 10 اعوام من عمل حماس في صناعه واطلاق الصواريخ.

ير بالذكر انه وفي نفس الحرب اطلق الفلسطينيون صواريخ باتجاه القدس، وهو ما اثار الرعب في الشارع الاسرائيلي، حيث لم يكن سماع صفارات الانذار في القدس امراً متوقعاً.

الحرب الثالثه علي قطاع غزه لم تنتظر اكثر من عامين، فالاوضاع في الساحه الفلسطينيه كانت مشحونه جداً خلال تلك الاعوام، نتيجه تنامي اليمين المتطرف في اسرائيل، وتنامي قوّه المستوطنين وكثره الاعتداءات علي المسجد الاقصي واعتقال كثيرين ممن اطلق سراحهم بعد صفقه شاليط.

اتهمت اسرائيل الفلسطينيين بخطف 3 مستوطنين من الخليل، الذين عُثر علي جثثهم لاحقاً، وقام المستوطنون بخطف الطفل محمد ابوخضير من شعفاط في القدس، لتندلع بعدها موجه عنف حاده.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل