ليالى قريش.. الليلة 157

بـ شكل عام، اللي اسلموا في مكه كانوا قليلين جدا، استعرضنا بعضهم، والباقيين هـ تيجي اخبارهم مع سير الاحداث.

اللي بـ نلاحظه هنا الاتي ان المسلمين كانوا موزعين علي البطون المختلفه، والاغلبيه كانت من الموالي والحلفاء والعبيد، لكنها مش اغلبيه مطلقه، وكل بيت كان فيه عدد بسيط من اللي اسلموا.

حتي بني هاشم، كل اللي اسلم منهم: الحمزه وعلي بن ابي طالب وجعفر اخو علي، بـ الاضافه لـ عدد قليل من الموالي والحلفاء والعبيد. اما من بني أمية فـ مفيش غير عثمان، وخالد بن سعيد بن العاص، واخوه عمرو بس متاخر عنه.

لكن طبعا لما نتكلم عن اللي اسلموا من بني اميه، مش ممكن نفوت ابو حذيفه بن عتبه بن ربيعه، هو صحيح مش اموي، بس احنا عارفين ان عتبه ابن عم ولاد اميه، واللي رباه اصلا حرب بن أمية، فـ نقدر نعتبره اموي.

وهكذا ينفع نمر علي بيت بيت، نذكر فيها اسم او اسمين، ثم الموالي والحلفاء، ثم العبيد، لكن مفيش بيت خلا تماما، حتي بني مخزوم، اللي كانوا من اكتر الناس هجوما علي الدعوه، كان فيه منهم كذا واحد، اشهرهم طبعا ابو سلمه، جوز ام سلمه، اللي النبي اتجوزها بعدين.

صحيح ابو سلمه له وضعيه خاصه بـ اعتباره حفيد عبد المطلب من الام، لكن يفضل نسبه الي بني مخزوم، وهـ نلاحظ انه ابو سلمه كمان ما تعرضش لـ التعذيب، زي ما تعرض الموالي والعبيد علي يد بني ابو الحكم وغيره.

طيب، احنا اتكلمنا كتير عن مين تعرض لـ التعذيب، ومين تعرض بس لـ مضايقات، ومين محدش تعرض له بـ حاجه، وده يجرنا لـ تتبع سير الاحداث، والصراع اللي حصل في مكه من ساعه اعلان الدعوه، ونقول:

اهل مكه، حسب ما فهمنا، مكنش عندهم خلاف عقائدي مع الدعوه، بـ معني: هم مش مضايقين نهائي من ان فيه ناس بـ تؤمن بـ دين جديد، ده قلناه كتير، واساتذتنا قبلنا قالوه كتير، الخلاف كان اجتماعي سياسي.

احنا عندنا دوله بنيناها سنين ورا سنين، والدوله استقرت، وبقي لها وضع واضح خارجيا وداخليا، خارجيا احنا بـ نتاجر، وبـ ننقل بضايع، ونكسب نسبه، والفلوس اللي بـ نكسبها اكتر من كافيه بـ النسبه لنا.

داخليا، المسائل متقسمه بطون من جهه وطبقات من جهه تانيه، والموضوع كل شويه يتضح اكتر، فـ كل شيء يدخل تحت الاطار ده اهلا وسهلا بيه، واي شيء يهدم التركيبه دي فـ احنا ضده.

طيب، ايه اللي كان في الدعوه يهدم البناء ده؟

ابدا، الصلاه اتفرضت متاخر في مكه، وما استقرتش بـ شكلها النهائي الا في يثرب بعد الهجره، والصوم ما اتفرضش اصلا الا في يثرب، والزكاه فيه خلاف اتفرضت في اواخر مكه ولا اوائل يثرب، لكن فيه اتفاق تام علي ان تنظيمها ومقدارها كان في يثرب، والحج مكه بـ تعمله بـ حذافيره، واللي غيره الاسلام في الحج تغييرات طفيفه، لكن عرفه ومني والمزدلفه وكل ده كان بـ يتعمل.

فـ مفيش دعوه لـ عباده ما هم مش عايزينها.

هو حضرتك متخيل ان اهل مكه كان ينقصهم الخطاب الاخلاقي؟ حتي لو فيه ظواهر سلبيه زي الزنا وشرب الخمر ووأد البنات وخلافه، مكنتش اكتر من ظواهر سلبيه، فيه اعتراف بـ سلبيتها، حتي لو مكنتش كلها بـ تعرض مرتكبها لـ عقوبه.

يعني مثلا، السارق كانت بـ تقطع يده في مكه قبل الاسلام، وفيه روايات بـ تحدد اللي سن العقوبه دي بـ انه كان الوليد بن المغيره، اما شرب الخمر، فـ مكنش له اي عقوبه حتي تحت ظل الاسلام الا متاخر، وفيه كلام ان اللي سن عقوبه شرب الخمر كان عمر في عهده بعد وفاه النبي "وهـ نناقش ده بـ التفصيل".

انما اهل مكه كانوا اهل كرم وشرف ومروءه، او علي الاقل حريصين علي كده.

مكنتش مكه عندها اي مشكله مع عباده الله، ولا علي انه اله واحد في السماء.

اه، بس كان عندهم الاصنام