المحتوى الرئيسى

تلاجة وغسالة.. رشاوى لـ«ستات العشوائيات»

10/16 11:43

للمراه بشكل خاص اهميه كبيره عند المرشحين، ليس فقط لانها تمثل 49% من القاعده الانتخابيه، ولكن ايضاً لكونها العنصر الابرز في طوابير الانتخابات.

بعض المرشحين يرون ان غياب الوعي السياسي والظروف شديده القسوه التي يعاني منها سكان العشوائيات تجعل تلك المناطق ارضاً خصبه لرشاواهم الانتخابيه، ويجعل صوت المراه الانتخابي هناك صيداً سهلاً يتسابقون فيما بينهم للحصول عليه.

تجولنا في منطقه «بطن البقره» بمصر القديمه، بيوت متهالكه ووجوه نال الفقر منها، اطفال يلهوون ونساء يعمل اغلبهن في جمع وفرز القمامه، بينما تعمل اخريات في بيع الخضار والمخلل، سالناهن عن انواع الرشاوي التي تقدم اليهن في مواسم الانتخابات، وجاءت الاجابات شديده التنوع.

«هنجهز لك بنتك»، «هندفعلك مصاريف مدرسه العيال»، «هنقوّم لجوزك محامي»، «هنشتري لاولادك هدوم المدرسه»، تلك بعض النماذج لانواع الرشاوي الانتخابيه التي يعرضها المرشحون علي الناخبات هناك طمعاً في اصواتهن، تبدا الحكايه كما ترويها ايه ذات العشرين عاماً بان يختار المرشح سيده من المنطقه يكون معروفاً عنها شعبيتها الجارفه او انها مصدر ثقه بين الاهالي هنا، ثم يطلبون منها ان تكون وسيطاً بيننا وبينه، ثم يطلبون منها ان تقنع كل واحده منا بانها ستساعدها في امر ما، تضيف «ايه»: «يعني البنات اللي قدي مثلاً بتقولهم اسعار جهاز العرايس غاليه عليكم احنا علينا الغساله والتلاجه بس هاتوا صور بطاقاتكم عشان نعرف لجانكم الانتخابيه وتروحوا تنتخبوا المرشح بتاعنا»، وتنهي قائله: «احنا غلابه قوي، عاملين زي الغريق بنتعلق في قشايه، وكل المرشحين عارفين ان اسهل حد يشتروه هما الغلابه».

تجلس «ام سيد» علي الارض في مساحه لا تزيد علي 3 امتار وامامها طاسه مليئه بالزيت موضوعه فوق وابور صغير، تنتظر المراه الخمسينيه حتي يسخن الزيت ثم تضع فيه شرائح الباذنجان الذي تقوم بتخليله بعد ذلك وبيعه لابناء المنطقه، تقول «ام سيد»: «توفي زوجي بعد ان تمكن منه المرض وترك لي بنات «علي وش جواز» وقبل الانتخابات تاتي الوسيطه التي تعمل لصالح مرشح معين وتعرض عليَّ مساعدتي في تجهيز بناتي، وفي كل مره اذهب لاعطي لهم صوتي ولا يعطونني اي شيء».

اما «ام كريم» عرضت عليها وسيطه احد المرشحين ان تدلي بصوتها لصالحهم مقابل غساله اوتوماتيك، تقول السيده الاربعينيه «انا بنتخبهم عشم في ربنا، انا بناتي ايتام وكنت محتاجه الغساله دي عشان اجهز بيها بنتي، وبعد ما اديتهم صوتي ما اخدتش منهم حاجه، وبرغم كده البنات اتجوزوا عشان ربنا اكرم من اي حد».

«عبايات لستات المنطقه» كانت تلك هي احدي الرشاوي الانتخابيه التي قدمت للناخبات في المنطقه مقابل الادلاء بصوتهن، تقول «ام ملك»: «لما كانوا بيوزعوا العبايات رحت عشان اخد واحده بس مالحقتش، بس قدرت اخد شنطه مدرسه لبنتي وهي فرحت بيها قوي عشان كان نفسها في شنطه جديده للمدرسه»، تضيف «ام ملك»: «حتي مصاريف المدرسه بيقولوا لنا هندفعها لعيالكم بس تروحوا تدوا صوتكم ونشوف الحبر الفسفوري علي ايديكم الاول».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل