المحتوى الرئيسى

الإسرائيليون يتسابقون نحو متاجر الأسلحة

10/16 10:59

جنود اسرائيليون متاهبون تحسبًا لعمليات طعن تستهدف مواطنين

الشرطه الاسرائيليه تحبط عمليه طعن في القدس

مقتل فلسطيني طعن شرطيا اسرائيليا في القدس

اسرائيليان اصيبا في عمليه طعن جديده

حوادث طعن جديده في القدس الاثنين

طعن جندي اسرائيلي في حافله في القدس ومقتل المهاجم

فلسطينيه تطعن مجنده اسرائيليه عند حاجز قرب القدس

يزدحم متجر كبير للاسلحه في تل ابيب بالزبائن، الذين جاؤوا لشراء السلاح والذخيره، بعد اكثر من 20 عمليه طعن نفذها فلسطينيون، واسفرت عن قتل 7 اسرائيليين و30 فلسطينيًا، خصوصًا في القدس الشرقيه المحتله، منذ بدايه تشرين الاول/اكتوبر.

ايلاف - متابعه: يدخل احد الزبائن ويخرج مع علبه رصاص يضعها في جيب سترته من دون ان يتكلف في هذه الاثناء عناء خلع خوذه دراجته او قطع اتصاله الهاتفي. ويقول مدير المتجر يفتاح بن يهودا (37 عامًا) "اخر مره قصدنا هذا العدد الكبير من الزبائن كان في السبعينات علي ما اظن. لم ارَ ابدًا مثل هذا التوتر والذعر"، مشيرًا الي ان الطلب علي الاسلحه ازداد اربع مرات عن المعتاد، وانه يقوم بتقنين بعض المواد، بسبب نفادها.

واضاف "يوجد نقص في الغاز المسيل للدموع منذ ايام عده في البلاد. ولهذا لا ابيع سوي عبوتين لكل زبون، واعطي الاولويه للنساء". وبحسب بن يهودا ان الاكثر مبيعًا هي المسدسات من طراز سميث وويسون وجلوك، وحتي الطراز الاسرائيلي المسمي اريحا، والتي تتراوح اسعارها بين 2000 و4000 شيكل (400 حتي 800 يورو).

وقرر المتجر عدم تقاضي المال مقابل دورات الرمايه تحت المتجر، مؤكدا انه "يشارك في جهود السلامه العامه". واكد "عندما يكون هناك هجوم بالسكين او اطلاق نار فان وجود مدني مسلح في حال تلقي تدريبًا جيدا، ونجح في تحييد الارهابي، في ثوانٍ عده، فان هذا قد يؤدي الي قلب الوضع واحداث فرق بين هجوم يوقع جريحًا او عددًا من الجرحي وهجوم يوقع العديد من القتلي". وتابع "ان لم يكن مدربًا فقد يكون الضرر اكبر".

ويجيز القانون الاسرائيلي حمل السلاح خارج افراد القوي الامنيه للمدنيين المقيمين او العاملين في مناطق خطره، مثل مستوطنات الضفه الغربيه والقدس الشرقيه المحتلتين، او العاملين في شركات الامن الخاصه. ويملك قرابه 260 الف اسرائيلي رخصه لحمل السلاح. ومنذ عشره ايام، تضاعفت الطلبات للحصول علي تراخيص للسلاح بنسبه " عشرات عده في المئه"، بحسب متحدثه باسم وزاره الامن العام.

وكان المسؤولون الاسرائيليون وجّهوا نداءات متكرره للجمهور بان يبقوا في "حاله تاهب" وعلي "يقظه" دائمه. وطلب من حراس الامن عدم ترك اسلحتهم في مكان عملهم، بينما طلب من المدنيين الحاملين لرخصه سلاح ان يحملوا اسلحتهم، وتكون ظاهره للعيان. وكان رئيس بلديه القدس نير بركات دعا وسائل الاعلام الاسرائيليه الي مرافقته في جوله في احياء القدس الشرقيه المحتله، وهو يحمل رشاشًا.

وفي الضفه الغربيه المحتله، فان غالبيه المستوطنين، رجالاً ونساء، مسلحون. وقالت عكيفا يسرائيلي، وهي مستوطنه تقيم في مستوطنه تقع في جنوب الضفه الغربيه المحتله، انه قبل اسبوع عندما رشق فلسطينيون سياره جارتها المستوطنه، وجاء الجيش بعد عشرين دقيقه، "وقتها قلت انه عليّ الان ان اخرج مسدس غلوك من الخزنه". وتؤكد انها لم تعد تقود سيارتها الا ومسدسها علي فخذها.

واثارت دعوات التسلح قلق البعض، مثل المحاميه سمدار بن نتان، وهي من قاده ائتلاف الجمعيات المناهضه للاسلحه، الذي يدعي "لا  اسلحه علي طاوله المطبخ". وقالت بن نتان لوكاله فرانس برس انه في السنوات العشر الماضيه، فان القوانين الجديده قللت عدد حاملي الاسلحه الشخصيه للنصف تقريبا، موضحه انه "سيكون من غير المرغوب فيه ان تضيع هذه السياسات بسبب وضع موقت"، في اشاره الي موجه الهجمات الحاليه.

واضافت "علي المدي الطويل، فانه من الواضح انه كلما زادت الاسلحه في الاماكن العامه، زاد الخطر، وليس الامن"، مشيره الي حادثه اقدام يهودي علي طعن يهودي اخر الثلاثاء ظنًا منه انه عربي.

الي ذلك، اعتبر محللون سياسيون فلسطينيون ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعلن في خطابه المتلفز مساء الاربعاء تغيير قواعد اللعبه السياسيه مع اسرائيل وبدايه مرحله جديده، لافتين الي انه اول خطاب له يخلو من اي ذكر لخيار المفاوضات.

وقال استاذ الاعلام في جامعه بيرزيت عبد الناصر النجار لوكاله فرانس برس ان "خطاب الرئيس عباس الاربعاء هو اعلان عن تغيير قواعد اللعبه السياسيه مع اسرائيل التي كانت تعتمد خيار المفاوضات فقط من اجل تكريس حل الدولتين، الذي فشل فشلاً ذريعًا، بسبب العدوان الاسرائيلي الذي لم يتوقف ضد الشعب الفلسطيني". اضاف: "دخلنا مرحله جديده، بدات منذ خطاب الرئيس عباس في الامم المتحده، الذي فتح الباب واسعًا لانطلاق الهبه الشعبيه العارمه التي تشهدها الاراضي الفلسطينية، سيما ان خطابه اعلن فيه عدم نهايه الالتزام الفلسطيني بالاتفاقيات الموقعه مع اسرائيل".

واكد عباس في خطاب مسجل بثه التلفزيون الرسمي، وهو الاول له منذ اندلاع موجه العنف الراهنه، ان الفلسطينيين ماضون في "الكفاح الوطني المشروع للدفاع عن النفس والمقاومه الشعبيه السلميه"، وذلك في وقت سقط فيه اكثر من 30 قتيلاً في اسبوعين من المواجهات بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وحذر الرئيس الفلسطيني من ان استمرار "الارهاب" الاسرائيلي "ينذر باشعال فتيل صراع ديني يحرق الاخضر واليابس، ليس في المنطقه فحسب، بل ربما في العالم اجمع"، مشدداً علي انه "يدق ناقوس الخطر امام المجتمع الدولي للتدخل الايجابي قبل فوات الاوان".

واعتبر النجار ان "الرئيس عباس كانه يقول انه لا عوده للوراء، وان الهبه الجماهيريه خلقت واقعًا جديدًا، وانه سينظر للامام، ويسير مع خيارات شعبه الذي سئم المفاوضات". واضاف ان الرئيس الفلسطيني "رمي الكره في الملعب الدولي، وقال ان اللعبه تغيرت تماماً، وكان حاسما بذلك. لقد شدد علي ان الاتفاقيات انتهت عمليا، واسرائيل تتحمل مسؤوليه انهائها وفشلها ومسؤوليه فشل خيار تحقيق حل الدولتين وفق صيغه المفاوضات السابقه، والذي اصبح تنفيذه غير واقعي".

وهذه المره الاولي منذ انتخابه رئيسًا للسلطه الفلسطينيه في كانون الثاني/يناير 2006 لا ياتي فيها عباس في خطاب مماثل علي ذكر خيار المفاوضات، علمًا بانه كان مهندس اتفاق اوسلو الذي وقع بين الفلسطينيين والاسرائيليين في 1993.

بدوره، قال المحلل السياسي عبد المجيد سويلم لفرانس برس ان خطاب عباس هو اعلان لبدء "استراتيجيه فلسطينيه جديده مدعومه شعبيًا وتتوافق مع نبض الشارع الفلسطيني المحبط من المرحله السابقه، التي فشلت في وصول الشعب الفلسطيني الي حريته واستقلاله". واضاف ان "عباس اعلن كسر الواقع القائم الذي حاولت تكريسه اسرائيل، وقال اننا مستمرون بالنضال الشعبي والسياسي والقانوني للوصول الي اهدافنا التي سينتصر شعبنا في تحقيقها". وراي "ان عباس حسم الليله ان الاتفاقيات مع اسرائيل انتهت".

وفي خطابه، قال عباس "لن نبقي رهينه لاتفاقيات لا تحترمها اسرائيل، وسنواصل الانضمام الي المنظمات والمعاهدات الدوليه، وملفاتنا الان حول الاستيطان والعدوان (...) امام المحكمه الجنائيه الدوليه، وسنقدم ملفات جديده حول الاعدامات الميدانيه التي تمارس بحق ابنائنا وبناتنا واحفادنا".

اما استاذ العلوم السياسيه عماد غياظه فقال لفرانس برس، "لقد اعتدنا علي صراحه وصدق الرئيس عباس رغم الانتقاد، الذي كان يوجه اليه بسبب استمرار المفاوضات، لكنه الليله لم يتطرق الي المفاوضات، وارسل رسائل عده، جميعها تعبّر عن مرحله وسياسه جديده، بداتها القياده الفلسطينيه بعد استنفاذ كل فرص المفاوضات مع اسرائيل". وراي غياظه ان "الخطاب لم يغلق خيار السلام، بل اكد تمسك الفلسطينيين بالسلام والعدل والحريه، والتمسك بالقانون الدولي كعنوان للمرحله المقبله".

واعتبر ان "عباس يريد حصادًا سياسيًا للشعب الفلسطيني من خلال نضال يتلاءم مع طبيعه المرحله التي تمر بها المنطقه. لقد ظهر انه يتحكم بالمرحله بقوه مدعومًا بتحرك شعبي في كل المدن الفلسطينيه، وخاصه القدس. لقد تجاهل كل الاشتراطات السابقه، ولم ينبذ العنف، بل حيا الشهداء، وخاصه الاطفال، وذكر اسماءهم". واضاف ان الرئيس الفلسطيني اعلن "موقفًا صريحًا وواضحًا عن العدوان علي القدس والمقدسات الاسلاميه، وخاصه المسجد الاقصي، مؤكدًا ان هذا خط احمر للفلسطينيين ولكل المسلمين".

وقال "ان خطاب عباس كان ردًا علي خطاب نتانياهو، رغم انه تجاهل ذكر اسم نتانياهو في خطابه نهائياً"، معتبراً ان هذا الرد هو عبر اعتماد "سياسه جديده واسلوب نضال وكفاح جديد سياسي وقانوني يترافق مع حركه شعبيه فلسطينيه منظمه وواسعه ضد الاحتلال اعتقد انها ستطول". وتوقع غياظه ان تكون "المرحله المقبله مدعومه شعبيًا علي عكس المفاوضات السابقه، وبالتاكيد سيحاول خلالها الشعب الفلسطيني انتزاع حقوقه بنفسه وعلي الارض ووفق القانون الدولي، الذي لا يستطيع احد ان يقف ضده سوي اسرائيل".

ينتمي احمد، الفتي الذي قتل الاحد برصاص الجيش الإسرائيلي، الي شريحه واسعه من الاف الشبان الفلسطينيين المنخرطين في المواجهات مع الاسرائيليين، والذين خذلتهم جهود السلام وسدت في وجوههم كل الافاق. خلال جنازه احمد الاثنين، حاول العشرات من رفاقه، الذين لم تتجاوز اعمارهم 15 عامًا، الاقتراب للمس الجثمان الملفوف بالعلم الفلسطيني اثناء اخراجه من مسجد مخيم الجلزون، في شمال رام الله في الضفه الغربيه المحتله.

وقال فارس (13 عامًا) "لا تهمني الدراسه والمستقبل، انا افضل ان اكون شهيدًا مثل صديقي احمد". اضاف فارس، زميل احمد في المدرسه، "لا يهمني ان اذهب الي المدرسه غدًا ام لا، ما يهمني هو ان اقاتل ضد الجيش والمستوطنين".   علي مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت صوره احمد شراكه، وهو يستخدم المقلاع، ويلقي الحجاره باتجاه الجيش الاسرائيلي، "لانه رمز لنا"، كما يقول الكثيرون. وهو ليس رمزًا للشبان المنتفضين علي الظلم والثائرين ضد الاحتلال فحسب، بل هو رمز لجيل يشعر بانه لم يعد لديه ما يخسره ولا يري نهايه للنفق المظلم.

ولد احمد بعد التوقيع علي اتفاقات اوسلو، التي كان يفترض ان تؤدي الي قيام دوله فلسطينيه العام 2000. لكن الدوله لم تاتِ. وانتهت كل جولات التفاوض بين الاسرائيليين والفلسطينيين الي طريق مسدود، بينما تتكرر جولات العنف، وتغرق الاراضي الفلسطينيه في الفقر وانعدام فرص العمل وانواع شتي من الحصار. لا يعرف احمد ورفاقه في الضفه الغربيه مدينة القدس، لانهم ممنوعون من اجتياز نقاط العبور الاسرائيليه. الكثيرون منهم يجاهرون بانهم يريدون الشهاده، وهم بمعظمهم لم يتجاوزوا الـ25 عامًا. لذلك لا يترددون في استخدام السكاكين لطعن اسرائيليين، ولو انهم يدركون ان هذا السلاح قد ينقلب عليهم. قتل منذ بدايه تشرين الاول/اكتوبر حوالي ثلاثين فلسطينيًا في القدس والضفه الغربيه وقطاع غزه، واصيب حوالي 1400 اخرين بجروح.

وقال امين سر اللجنه التنفيذيه لمنظمه التحرير الفلسطينيه صائب عريقات في مؤتمر صحافي الثلاثاء، "هذا الجيل هو الجيل الذي شاهد نمو المستوطنين، وهذه المواجهات هي النتاج الطبيعي لسياسات الحكومة الإسرائيلية المتعاقبه بعد توقيع اتفاقيه اوسلو". ووقعت منظمه التحرير الفلسطينيه والحكومه الاسرائيليه اتفاق السلام العام 1993. ومنذ 2010، توقفت المفاوضات بين الطرفين بعدما اصطدمت بمشكله الاستيطان.

ويقول المحلل السياسي خليل شاهين لوكاله فرانس برس "الجيل الذي يقود المواجهات اليوميه لديه غضب ضد الإحتلال الإسرائيلي، والوجه الاخر لغضبه موجه ضد الخيارات التي اتخذتها السلطه الفلسطينيه، ومنها اتفاقيه اوسلو". في البيره المجاوره لرام الله، يقول شاب ملثم ( 18 عامًا) لوكاله فرانس برس "جئت الي هنا رغم انني قد اتعرض للاعتقال علي يد السلطه التي تفضل المفاوضات، لكني هنا لاقول لها لا للمفاوضات".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل