المحتوى الرئيسى

«السفير» تستطلع معارك ريف حماه

10/16 01:05

لطالما ارتبط الحديث عن جبهه ريف حماه الشمالي المتصل بريف ادلب بـ«الانتكاسات» التي لحقت بالجيش السوري خلال الشهور الماضيه. ففي كل فتره يكثر فيها الحديث عن انتصارات علي محاور الريف الشمالي والشمالي الغربي تتراجع القوات السورية من خط الي خط، ضمن عمليه «اعاده التموضع»، بحسب مصدر عسكري سوري.

ليس حدثاً طارئاً ذاك الذي فرض علي الساحه الميدانيه تغيرات ساهمت بقلب المعادله، فهذه الجبهه اصبحت من اولويات الطيران الروسي، الذي لا يفارق سماء بلده جورين، التي تعتبر اهم مراكز تجمّع للقوات السوريه.

علي مشارف المواقع تظهر المجنزرات والمدرعات وتشكيلات الجيش السوري المؤلله وهي تشق طريقها نحو الجبهه التي تقدّمت الي الاطراف الشماليه والشرقيه لبلده البحصه. علي كل المفارق تتجمع الحشود العسكريه علي شكل مجموعات، وهم عناصر «الفرقه السادسه» التابعه الي «الفيلق الرابع اقتحام».

ويبدو من خلال تحركهم بين المواقع ان لهؤلاء الجنود خبره كبيره بتفاصيل ساحه المعركه، ومع جغرافيا المنطقه الصعبه، والتي تزداد حده تضاريسها في نهايه سهل الغاب، اي نقطه التقاء الارياف الثلاثه (حماه الشمالي وادلب الجنوبي واللاذقيه الشمالي الشرقي). هذه التشكيلات العسكريه، التي تجمّعت تحت لواء الفيلق، عادت اليوم لتعيد السيطره علي مواقعها التي خسرتها علي مدي الشهور الماضيه، بخبره المقاتل العالم بطبيعه المواقع وبقوه تفوق المرحله السابقه باضعاف من حيث العتاد والذخيره والوسائط الناريه.

نجاح اولي المعارك، التي خاضتها قوات الجيش في هذه المنطقه بعد اعلان القياده العامه للجيش والقوات المسلحة السورية بدايه معركه كبري علي مختلف الجبهات، كانت في بلده البحصه في الطرف الشمالي لجورين، والتي انجزت خلال ساعات، ما ساهم باعطاء الجنود دفعاً معنوياً كبيراً لاستكمال المعركه الكبري.

ويبدو واضحاً علي وجوه العناصر والقاده العسكريين ان المعنويات في هذه المرحله تختلف كثيراً عن السابق. ففي وسط بلده البحصه يقف قائد ميداني علي سطح احد المواقع يراقب الادخنه التي تتصاعد من نقاط تابعه الي «جيش الفتح» استهدفتها المدفعيه.

ويقول القائد الميداني لـ«السفير»، ان «الجندي اليوم يدرك بان التجهيزات اللوجستيه والتعبويه المؤمنه علي درجه عاليه وتكامل فعاليه الوسائط الناريه بمسانده الطيران الروسي الاستطلاعي والهجومي ستحقق انتصاراً حتمياً. هذه العوامل سترفع من دون شك الروح المعنويه للمقاتلين المتعطشين للانتصارات». ويضيف ان «العمل العسكري المنظم في نقطه التقاء ريف اللاذقيه بريف حماه سيفرض ايقاعه علي الارض. نحن ننتظر وصول القوات التي تعمل في ريف اللاذقيه علي محور جب الاحمر لتثبت قوتها الناريه علي كامل التلال وصولاً الي جبل المغر، حتي يكون ظهر القوات محمياً لتستكمل وحدات الانتشار العسكري عملها باتجاه بلدات السرمانيه والشيخ سنديان وغانيه وصولاً الي اشتبرق باتجاه جسر الشغور. لن يقف امام قواتنا اي قوه ان تمّ سير العمليه بهذا الاتجاه».

تهدا المعركه للحظات لتعود من جديد كافه مرابض المدفعيه وقواعد الصواريخ التابعه للجيش استهدافها لخط يمتد عشرات الكيلومترات وعلي كافه الاتجاهات. يبدو واضحاً من المشهد العام للجبهه المشتعله علي خط عرضي، ممتدّ من سهل الغاب من الجهه الشرقيه لجبال الريف الشرقي للاذقيه حتي السفوح الغربيه لجبل الزاويه، ان الجيش السوري يسعي لفتح كل نقاط النار في هذا المحور لتشتيت كل خطط الارهابيين في حال استعدادهم للدفاع عن موقع او حشد امكانيات لصد التقدم العسكري من محور ما.

ومن خلال مراقبه تفاصيل ساحه المعركه والجبهه يبدو ان حجم الامكانيات والوسائط الناريه «النوعيه» وكميه الذخائر المتوفره تمكّن الجيش السوري من تنفيذ هذا التكتيك، وبقوه اكثر من اي وقت مضي. استراتيجياً حققت قياده العمليات العسكرية الهدف، والطلب من جعل الوجهه المقبله في هذا المحور مجهوله، حيث بدات تاثيرات العمليه تظهر علي الارض نتيجه حالات الفرار الكثيره والاقتتال بين المجموعات المسلحه المنضويه تحت رايه «جيش الفتح»، الذي تقوده «جبهة النصرة»، بعد انسحاب عناصرهم من بلده فورو.

علي الطرف الشرقي لبلده البحصه، تقف مجموعه من القاده الميدانيين. يتابع احدهم بمنظاره مواقع الارهابيين في الزياره وتل واسط ومحطه زيزون، وهي الجهه الشرقيه لخط التقدم العسكري باتجاه الشمال الي ريف ادلب. ويتابع، علي جهازه اللاسلكي، اخبار جبهه جب الاحمر في ريف اللاذقيه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل