المحتوى الرئيسى

لا تنتخبوا المتأسلمين للأسباب الآتية

10/15 22:16

سالت شيخاً متديناً تقياً وورعاً: ماذا لو كان المرشحان لمجلس النواب احدهما متاسلم والاخر فاسد، هل اقاطع الانتخابات؟ اجابني شيخنا دون ان يعتدل في جلسته ودون ان يفتح «البخاري» او «مسلم» وافتاني: ان كان الامر كذلك ولم تجد غيرهما فلا حرج عليك ان تختار الفاسد، وهذا اخف الضررين. هذه فتواهم نتجرعها من مئات السنين فلا حرج ان نذيقهم بعضاً مما عملوا.

نعم يا سيدي، ولكن لماذا لا انتخب السلفيين او المتاسلمين؟ قال شيخنا: ساجيبك للمره الاخيره. ولقد قلت لك مراراً ولم تتعلم، ولُدغت من ذات الجُحر مئات المرات. هذه فرصتك الاخيره. حذار ان تقع في شباكهم.

اولاً: الاسلامويون يكذبون وينافقون، فهم لا يؤمنون بالديمقراطيه لانها كفر بواح، وجبت التوبه ممن مارسها مرشحاً كان او ناخباً. حكمها كالدم والميته ولحم الخنزير ياكلها من اشرف علي الهلاك، فاذا اكلوها ووصلوا الي سده الحكم كشروا عن انيابهم المفترسه وغرسوا اظافرهم في لحم العباد، ومثّلوا بهم كما يمثل الدواعش باهلنا في العراق. شرعُ هؤلاء يبيح لهم هذا. المعاريض والتقيه وسيلتهما ومندوحتهما للكذب والنفاق. الرسول رخّص للمسلمين الكذب فتره الاستضعاف هروباً من بطش اعدائهم. وحين اشتد عودهم في المدينه نُسخ ذلك بايات السيف، ولا يحق للمسلم الكذب بعدها. ابن الخطاب عمر يُبطل العمل بنص قراني واضح، وهو المؤلفه قلوبهم في الزكاه، وحجته: اصبحنا اهل قوه ولسنا اهل ضعف ولم نعد بحاجه اليهم، فكيف بعد القوه يجيز السلفيون لانفسهم الكذب علي انهم اهل ضعف؟ من يكذب عليك في الوسيله يكذب عليك عند الهدف.

ثانياً: الاسلامويون ليسوا اهل سياسه وليسوا اهل حكم، فالدين ثابت والسياسه فن الممكن. الدين احكامه راسخه (توقيفيه) والسياسه تتحرك مع المصلحه، تحكمها برجماتيه مرنه طيّعه تخرج وتدخل من كل الابواب. الدين لا يحكم في الامور الا بحلالها وحرامها، اما السياسه فالربح والخساره والمصلحه والمواءمات اساس اتخاذ القرار. الدين لا يقف علي الحياد، اما مع او ضد، والسياسه تكون «مع» في الصباح، و«ضد» في المساء، وعلي الحياد عند الظهيره. الدين لا يعترف بالاديان الاخري ويحاربها ويضيق عليها الطريق حتي تسلك اضيقه، والسياسه تقف علي مسافه واحده من كل الاديان. الدين يفرق بين المواطنين علي اساس العقيده، والسياسه تلتزم بالقانون الذي لا يميز بين المواطنين علي اساس عرقي او طائفي، والجميع لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات. فكيف يكون المواطن في بلده من الدرجه الثانيه علي اساس دينه ومعتقده ونامن علي الوطن من حرب طائفيه لا محاله.

ثالثاً: الاسلامويون ليس لهم خطه علميه للمستقبل للنهوض بالامه او الاندماج مع حضارات العالم، بل كل همهم الصدام الدائم مع العلم والحضارات الاخري، والعوده بنا الي الماضي تحت دعاوي (عموميه اللفظ) فيعيشون خارج الزمان. فتاوي رضاعه الكبير، او زواج الرضيعه، وتحصيل الجزيه، والبحث عن تنميه موارد الدوله عن طريق غزو الدول وسبي النساء والغلمان، وفتح اسواق النخاسه لبيع العبيد، وبدلاً من فتح بورصه للاوراق الماليه لتداول الاسهم والسندات نفتح بورصه لبيع النساء، وتحدد اسعارهن علي اساس ما تزنه المراه من لحم ومن انوثه، ومدي حسنها وجمالها وزرقه عينيها. تارك الصلاه يُستتاب ويُقتل. قتال الكافرين فرض عين علي كل مسلم. جواز سرقه اموال غير المسلمين والاستعانه بها علي الجهاد، وغيره كثير لم يعد صالحاً بل متصادم مع البشريه. وهذا ما اخشاه عليكم، ان تعيشوا في الظلام وتصطدموا مع العالم. ولا ادري كيف يتركك العالم تغزوه وتسبي اولاده وتبيعهم في سوق النخاسه؟ اي هبل وخبل هذا. فكيف تسمح انت وغيرك لهؤلاء بان يمارسوا العمل النيابي بما فيه من مهام تستوجب الاخذ بالعلم والتعاون مع العالم وهم في صدام دائم معهما؟

رابعاً: الاسلامويون عيونهم ليست علي الوطن، فهو حفنه من التراب النجس كما يقولون. وجهتهم هي الوهابيه ممولهم واسيادهم. المواطنه عندهم زواج غير شرعي كزواج المسلمه من المسيحي. للمراه عندهم اكلها وشرابها مقابل الاستمتاع بها وقضاء شهوه الرجال، فاذا كبرت او مرضت وتعذّر عليها امتاع الرجل سقط حقها في الاكل والشراب والعلاج والكفن (وغير هذا كثير). ستقول ليس في حديثهم هذا الان، فالمراه والمسيحيون علي قوائمهم. قلت لك كل هذا ميته ولحم خنزير وتقيه ومعاريض حتي اذا وصلوا ستسمعون وتعيشون العذاب كما يعيشه اهل الخلافه الان.

رابعاً: الاسلامويون يرشون الناخبين، ولعن الله الراشي والمرتشي، واعلم ان من يشتريك حين تستيقظ صباحاً يبيعك حين تنام مساء. ومن دفع فيك جنيهاً واحداً حصّله من جيبك الافاً. اياك ان تقول انهم يستخدمون وسيله غيرهم وهم اصحاب حق مثلهم. اقول لك: مسموح منهم اذا كان شعارهم ليس شعاراً اسلامياً، اما لو كان هدفهم اعلاء كلمه الله ومنهجهم منهج الله فلا طريق الي الله سوي الصدق والشرف. ان الله لا يقبل الا طيباً.

اخيراً: لماذا فضلت الفاسد علي هؤلاء؟ اجيبك: الفاسد ليس فيه كل ما سبق، ويمكن تقويمه، اما هؤلاء فلا تقويم ولا اصلاح يُرجي منهم، واخيراً فساده فساد مال، وهؤلاء فسادهم فساد عقل وتخلف امه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل