المحتوى الرئيسى

الشارع الفلسطيني يبتعد عن خطاب أبو مازن

10/15 18:39

يعكس تصاعد اعمال العنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين حاله طلاق بين الشبان الذين يرشقون الحجاره في اتجاه المحتل الاسرائيلي ورئيسهم محمود عباس الذي يبقي "المتحدث الوحيد باسم الشعب الفلسطيني" بالنسبه الي المجتمع الدولي، حيث يبتعد الشارع الفلسطيني عن هذا الخطاب الرسمي.

وبعد اسبوعين من اعتصامه بحبل الصمت علي الرغم من التصعيد الذي ينذر باندلاع انتفاضه ثالثه، خرج عباس، مساء الاربعاء، عن صمته في خطاب الي الامه بثه التلفزيون الرسمي الذي اوقف تغطيته المباشره للمواجهات الميدانيه منذ بضعه ايام، ولكل برامج التحليل التي تهاجم علانيه السلطه الفلسطينيه.

وعلي الرغم من اعلان عباس مواصله "الكفاح الوطني المشروع للدفاع عن النفس" وخلو خطابه من ذكر المفاوضات مع "اسرائيل"، الا ان دعوته الي "مقاومه شعبيه سلميه" لا تجد علي ما يبدو صدي لدي الشباب الفلسطيني المنتفض، ولا حتي لدي الاجيال الاكبر سناً التي تعتبر ان الفلسطينيين جربوا السلميه مرارًا وتكرارًا من دون ان يحققوا اي نتيجه.

وبات الشارع الفلسطيني يرفض باعلي الصوت استراتيجيه ديبلوماسيه الخطوه خطوه، ونبذ العنف، واليد الممدوده دوماً لتحقيق السلام، وهي استراتيجيه لم يحد عنها عباس يومًا.

وعباس هو من وقع في العام 1993 باسم "منظمة التحرير الفلسطينية"، اتفاقات اوسلو التي ارست دعائم السلطه الفلسطينيه. وعباس ايضاً هو الذي كان في طليعه المنددين باعمال العنف حين اندلعت الانتفاضه الثانيه.

واظهر استطلاع للراي نشرت نتائجه اخيراً، ان 65 في المئه من الفلسطينيين يرغبون باستقاله الرئيس البيروقراطي البالغ من العمر 80 عاماً، والذي ينوء تحت الارث الثقيل لسلفه الزعيم التاريخي ياسر عرفات، والذي يمسك بكل مفاصل السلطه في الضفه الغربيه المحتله. وبحسب الاستطلاع نفسه، فان 57% في المئه من الفلسطينيين يدعمون قيام انتفاضه ثالثه.

وخلال التظاهرات، لا ينفك الشبان المنتمون الي حركه "فتح"، حزب الرئيس عباس، يدعون الي انتفاضه ثالثه.

في المقابل، يواصل اوب مازن(كما يحب الفلسطينيون تسميته) الدعوه الي حركه "شعبيه" لا تتوسل العنف، كما فعل في ايلول، في خطابه من علي منبر الامم المتحده، وكذلك ايضاً امام المحكمه الجنائيه الدوليه.

داخل فريقه تعلو اصوات تعارض سياسته، ومن ابرز هؤلاء المعارضين محمد دحلان المقيم في المنفي ومروان البرغوثي السجين في "اسرائيل".

وبالنسبه الي دحلان، فان "الشعب الفلسطيني لن يرضي باي غلطه.. ويرفض مواقف الحد الادني"، في حين ان البرغوثي دعا في مقاله نشرتها الصحف الي "التحرك الان لاستعجال الوصول الي.. اخر يوم للاحتلال والذي سيكون اول يوم للسلام".

وعباس مضطر ايضًا الي التنسيق مع الاسرائيليين الذين يتهمون السلطه الفلسطينيه بتاجيج مشاعر الحقد ضد الدوله العبريه.

ويري الباحث ناثان ثرال ان الحراك الفلسطيني انفصل منذ مده طويله عن الكوادر التقليديه سواء اكانت السلطه الفلسطينيه او منظمه التحرير.

وقال: "في القري اللجان المحليه هي التي تنظم التظاهرات ضد الاستيطان او جدار الفصل. الاضرابات عن الطعام التي ينفذها الاسري لا تتم باوامر من السلطه الفلسطينيه او باشرافها. الفلسطينيون الذين يشنون هجمات يبدون معزولين والاحداث في قطاع غزه افلتت بالكامل من ايدي السلطه".

وعلي الرغم من الاعلام الحزبيه التي يرفعها المتظاهرون ومن الجهود التي تبذلها هذه الاحزاب لركوب موجه الاحتجاجات الشعبيه، يبدو ان الحراك الشعبي اصبح متقدما باشواط علي هذه الاحزاب، بحسب ما يؤكد خبراء.

اما بالنسبه الي الاحتجاجات الشعبيه علي الاجراءات الاسرائيليه في محيط المسجد الاقصي، فان "الحركه الاسلاميه"، الفصيل الاسلامي في اراضي العام 48، هي التي تقود الحراك الشعبي في هذا الميدان.

وفي مواجهه الهجمات التي يشنها يومياً مستوطنون في الضفه الغربيه وفي مواجهه ما يطلق عليه الفلسطينيون "استفزازات" يهوديه في باحه المسجد الاقصي، وفي مواجهه اجراءات الاحتلال، دعا عباس مجدداً، الاربعاء، المجتمع الدولي الي توفير "حمايه دوليه" للشعب الفلسطيني، رامياً بذلك الكره في ملعب الاسره الدوليه التي لديها حاليا انشغالات اخري والتي لا تنفك وساطتها بين الفلسطينيين والاسرائيليين تفشل المره تلو الاخري.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل