المحتوى الرئيسى

لغم هلالى تحت أقدام الحكومة

10/15 09:21

عندما تتعامل الحكومه بمثل هذا الاستخفاف مع الغضب والارتباك الذي سببه قرار الهلالي الشربيني الهلالي وزير التربية والتعليم رقم 357 لسنه 2015 لتخصيص 10 درجات لحضور وسلوك طلبه الثانوية العامة، فنحن امام حكومه لا تحسن تقدير الامور ولا تدرك خطوره مثل هذا القرار الذي يهدد مجهود اكثر من 530 الف اسره مصريه لها ابن او ابنه في الثانويه العامه.

هل يعرف وزير التعليم ورئيس وزرائه شريف اسماعيل معني 10 درجات كامله في الثانويه العامه وما يمكن ان تمثله بالنسبه لفرصه اي طالب في الالتحاق بكليه دون اخري؟ هل يعرف الوزير ومعه رئيس الوزراء ان الحد الأدنى للقبول في كليات الطب علي مستوي الجمهوريه العام الحالي لم يزد عن 403 درجات او حتي 402 درجه بالنسبه لكليات طب الأسنان لكي يعرف ما يعنيه العبث بعشر درجات كامله في الثانويه العامه؟ وهل يعرف الوزير ان نحو 50 الف طالب تقدموا بتظلمات من نتيجه الثانويه العامه الاخيره بحثا عن درجه واحده او نصف درجه لكي يدرك خطوره الـ 10 درجات؟

لا احد يعارض التحرك لاعاده الانضباط الي المدرسه والعمليه التعليميه فيها، بل ان العكس هو الصحيح، فالكل يتمني عوده المدرسه الي ما كانت عليه من انضباط، لكن البدء بالثانويه العامه وبهذه الصوره المتعجله يقول ان الوزير ومن فوقه ومن معه لا يحسنون تقدير الامور.

عوده طلاب الثانويه العامه الي الفصول تتطلب قبل كل شيء وجود هذه الفصول، لان العديد من المدارس الحكوميه والخاصه اسقطت فصول «ثالثه ثانوي» من خريطه توزيع حجرات الدراسه. وتتطلب عوده المدرس الي الفصل، وتحتاج غرس فكره الانضباط والارتباط بالمدرسه لدي التلاميذ في مراحل الدراسه السابقه.

ثم هل يعرف الوزير كيف سيضبط عمليه تسجيل الحضور والغياب في المدارس الخاصه؟ وكيف يمنع تحويل هذه الدرجات العشر الي وسيله لابتزاز اولياء الامور خاصه ان هذه الدرجات كما ذكرنا كافيه لمنح طالب «متوسط» مكانا في احدي كليات القمه لمجرد قدرته علي شراء هذه الدرجات دون الحاجه الي الحضور، وحرمان طالب متفوق من مكانه في نفس الكليه بعد حرمانه من درجتين من درجات الحضور بسبب غيابه عددا من الايام فقط.

وما قاله وزير التربيه والتعليم في لقائه برؤساء تحرير مجموعه الصحف قبل ايام، يكفي للمطالبه بابعاده فورا عن منصبه حتي لا يصبح لغما جاهزا للانفجار في وجه الحكومه كلها في اي لحظه، فالرجل اعترف بالتفاف مديري المدارس علي مساله الحضور عندما قال له مدير احدي المدارس ان الطلبه «غابوا لانهم شعروا بصداع»، والرجل اعترف بان المدارس غير صالحه للعمليه التعليميه في ظل وصول الكثافه في بعضها الي 120 طالبا في الفصل، والرجل اعترف بان هناك نظام تعليم موازيا ممثلا في المراكز التعليميه والدروس الخصوصيه.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل