المحتوى الرئيسى

نسخة عربية من مذكرات الفرنسي الذي كشف أقنعة إسرائيل المزيفة

10/14 15:59

تل ابيب اقنعت العالم وبعض “العرب” ان مصر معتديه في 67!!

الابراهيمي : نعم .. العرب قصروا كثيرا بحق فلسطين

جريش لـ”محيط” : اله صهيونيه ضخمه بباريس تحارب المنحازين للحقيقه

”اختصار الصراع في ثنائيه الاسلام والغرب.. يخدم اسرائيل”

سعد الدين : فرنسا تريد مصر قويه .. و”ايريك” مات حزينا علي فلسطين

حواتمه : صديقي “عاش ليروي” الحقيقه .. وبكر : الاستبداد يشوه انتفاضاتنا

بصراحه، تحدث الأخضر الإبراهيمي مبعوث الامم المتحده الاسبق عن تقصير عربي تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدا ان اصدقاء القضيه في العالم لا يزال يمكن الاستفاده منهم، وقد كان بينهم الصحفي الفرنسي الراحل مؤخرا ايريك رولو الذي احتفلت الجامعة الامريكية مساء امس باطلاق نسخه عربيه من مذكراته.

لم يكن “رولو” مؤثرا بتوجيه الراي العام الغربي نحو حقوق العرب المشروعه، ولكنه ايضا استطاع لعب ادوار سياسيه لتحقيق هذا الي واقع ملموس، وكان اهتمامه ينصب علي القضيه الفلسطينيه .

والمذكرات التي انطلقت عبر ندوه نظمها المركز الثقافي الفرنسي ومركز الشرق الاوسط للدراسات بالجامعه الامريكيه برئاسه ساندرين جامبلين، ودار الطناني ناشر المذكرات ، تحمل اسم “في كواليس الشرق الاوسط 1952- 2012.. مذكرات صحفي في جريده لوموند” ، وقد شهدت حضورا كثيفا ومرموقا من اكاديميين وباحثين ومثقفين وشخصيات سياسيه عربيه.

النسخه العربيه جاءت بتوقيع الاخضر الابراهيمي الدبلوماسي الجزائري والذي ربطته صله عميقه بالكاتب، وحضر بالمنصه صديق ايريك الحميم، وهو الصحفي الفرنسي اللامع الان جريش رئيس تحرير “لوموند ديبلوماتيك”، والذي سبق ان وقع طبعه المذكرات الاصليه.

تصدرت القاعه الشرقيه للجامعه الامريكيه صورا مختلفه لايريك رولو المولود في مصر 1926، وسط مكتبته واثناء اعداده للقهوه وهي الصوره التي تصدرت نسخه المذكرات الجديده، وصور له وهو بعد صغير يرتدي الطربوش، ثم عدد كبير من الصور التي جمعته بقاده وزعماء عرب ومنهم جمال عبدالناصر وياسر عرفات ومعمر القذافي وصدام حسين، اضافه لعدد كبير من الرؤساء الغربيين .

واشار الابراهيمي ان قاده اسرائيل اعتادوا بالمحافل الدوليه التظاهر بالوداعه والسلام، والقاء التهم علي الجانب العربي، ولو نظرنا لنتنياهو بمقر الأمم المتحده وهو يقول “اننا نحب السلام للفلسطينيين” لعلمنا كيف يخدعون العالم، ويساندهم لوبي صهيوني ضخم يمتلك اهم وسائل الاعلام الغربيه.

كما تذكر “الابراهيمي” صداقته برولو وزيارتهما للقاهره، يرتديان ملابس صيفيه ويجوبان المقاهي واسف كثيرا لضياع سميراميس القديم، وزار المناطق التي عاش فيها بصباه، وخاصه حي مصر الجديده، وحين طرق باب منزل كان يعيش فيه وجد انه يقطنه فلسطينيون، وقد رحبوا به لما علموه عنه من انصاف لقضيتهم، وقال رب البيت وقتها :”للمره الاولي بالعصر الحديث يكون اليهودي ضيفا مرحبا من الفلسطيني ببيته”  !

وقال السفير الفرنسي بالقاهره، اندريه باران، ان الحديث عن ذكري ايريك رولو الذي فقدناه منذ بضعه اشهر مهم للقارئ العربي، شاكرا الناشر مصطفي الطناني؛ لانه اعاد رولو الي بلده مصر التي عشقها وعاش بها طفولته وشبابه، وتعلق بها، مما كان له الاثر الكبير في قدرته علي فك شفره الشرق الاوسط.

اما الناشر مصطفي الطناني فقال ان الحضور الكبير اكبر شهاده في حق ايريك رولو المواطن المصري الفرنسي.

وقال محمد فايق وزير “الارشاد القومي” الاسبق ورئيس المجلس القومي لحقوق الانسان : “جئت من المكسيك بسبب ايريك رولو، وعلمت برحيله متاخرا. وهنا نحن نكرم اسمه من القاهره التي احبها واشهد حسب علاقتي به التي بدات رسميه اولا، انه صديق حقيقي لمصر في وقت الشده وناقل للحقائق وفقا لاخلاقيات مهنيه نادره، ووقف امام تزييف الحقائق في الاعلام الغربي تجاه مصر والعرب، وكان يقدم النصائح لنا وللفلسطينيين”.

ولمحيط، قال المحلل الاجتماعي البارز د.سعد الدين إبراهيم ان ايريك رولو انتصر لقضايا العرب، وشجعه في محنته، وكان يلتقيه باوروبا والاردن بعض الاحيان، وكان امله ان تتحقق الديمقراطيه والسلام بالشرق الاوسط وان تحققها يجعل من الممكن تحقيق التنميه المستمره، فانفاق اموال ضخمه بالسلاح لا يخدم السلام الدائم، وكان ايريك واحدا من الذين حولوا حياد اوروبا ليكون ايجابيا تجاه العرب ومصر بالتحديد . واضاف ان فرنسا اليوم تمنح مصر حامله طائرات، وهي معدوده بالعالم، وهذا مؤشر الي فهمها اهميه قوه مصر لاستقرار المنطقه .

ولد رولو في القاهره عام 1926 ثم اضطر للانتقال قسرياً الي منفاه الفرنسي في عام 1951 بعد ان تم تجريده من جنسيته المصريه. عمل في وكالة الصحافة الفرنسية وصحيفه “لوموند”، كما تعاون طويلاً مع صحيفه “لوموند ديبلوماتيك” قبل ان يعيّن سفيراً في تونس من 1985 الي 1986 ثم في تركيا بين 1988 و1991 وذلك في عهد الرئيس الاسبق فرانسوا ميتران.

لقد شهد ايريك زهوه العمل الوطني بالقاهره، من مظاهرات ضد الانجليز يقودها حزب الوفد واحتجاجات عماليه ضخمه ، كما شاهد نشاه المنظمات الصهيونيه، وكان نشاطها معلن انذاك والالتحاق بها مسموح به، ولكنه بعد ان التحق باحداها وجد انهم لا يهتمون سوي باسرائيل ولا يعنيهم القضايا الوطنيه بمصر ولا خروج الانجليز، فقرر الاهتمام بالحركات اليساريه لتلبي مطلبه فقد كان مصريا حتي النخاع كما يقولون.

كانت فلسطين قد وقعت بالتقسيم الغربي بعد وعد بلفور، وتاثر ايريك لذلك كثيرا، ويؤكد الان جريش ان يهود مصر لم يكونوا متصهينين بدرجه كبيره، ومعظمهم كان يريد البقاء بالبلاد، ولكنهم اضطروا بعد تضييقات للهجره، ومعظمهم لم يفضل الهجره لاسرائيل.

يروي الان جريش كيف بدا ايريك مسيرته الصحافيه في “الجريده المصريه” عام 1943 اجري فيها علي الخصوص حواراً مع مؤسس جماعه الاخوان المسلمين حسن البنا. غير ان افكاره الشيوعيه تسببت له في مشاكل مع الشرطة المصرية في عهد الملك فاروق اضطرته الي مغادره مصر نهائياً الي فرنسا. وبرغم ان منفاه استمر طوال عقود فانه كان يردد علي الدوام انه “مصري حتي النخاع”.

في عام 1963، اجري رولو مقابله تاريخيه مع الرئيس المصري الاسبق جمال عبد الناصر بوساطه من “هيكل” اعلن فيها ناصر عن بدء السلطات المصريه الافراج التدريجي عن السجناء السياسيين من الشيوعيين. اعطت هذه المقابله رولو مكانه كبيره بين قاده المنطقة العربية سهلته له فيما بعد لقاء كبار الشخصيات السياسيه فيها كما ساعدته علي التنقل بحريه وتغطيه الثوره الايرانيه عام 1979.

غطي رولو حربي عام 1967 و1973 بين العرب واسرائيل، كما اجري مقابلات مع انور السادات والملك حسين وياسر عرفات ودافيد بن غوريون وموشيه دايان واسحاق رابين وشيمون بيريز، وجميع القاده الذين كان لهم تاثير كبير في تاريخ المنطقه.

من اهم كتب ايريك رولو كتاب عنوانه «في كواليس الشرق الاوسط: 1952-2012» ضمنه شهاده حيّه عن تاريخ المنطقه، وخصوصاً التحول الذي احدثته حرب عام 1967 علي مختلف الاصعده في المنطقه العربيه. كما نشر كتاباً اخر بعنوان “صلاح خلف ابو اياد: فلسطيني بلا هويه. حوارات مع اريك رولو” هو حوار مطول مع القيادي الفلسطيني صلاح خلف يختزل حقبه من الكفاح المرير في تاريخ الشعب الفلسطيني.

من جهه اخري شكر الان جريش جهود كل من المترجمه المصريه د. داليا سعودي، والناشر مصطفي الطناني لجهودهما الكبيره بنشر النسخه العربيه للكتاب، واختيارهما مصر بالتحديد لتكون محط الانطلاق.

وكي يضرب المتحدث مثلا عن كيفيه تاثير ايريك رولو بدفع القاده الغرب نحو المصالح العربيه، قال ان الاحزاب والصحف كانت مصطفه لصالح اسرائيل مائه بالمائه في الخمسينات والستينات، وكان ايريك رولو دائم الزياره للاراضي المحتله ، كان يكتب كل شيء يسمعه ويراه من قاده النضال، وتعرف الي ياسر عرفات وقاده منظمه التحرير، ونقل الحقيقه للعالم.

من كتابات رولو عن اسرائيل

وللاسف – يواصل جريش- فالاله الدعائيه الصهيونيه حولت فلسطين لمجرد عشرات يتساقطون سنويا جراء عداء علي الارض، وفي ذلك نزع لجوهر القضيه الفلسطينيه التي تمثل ضمير الأمة العربية، وميزان قياس ضمير العالم كله بخصوص الاتفاقيات الدوليه التي تنص علي حق الحياه وحمايه المقدسات وحفظ الارض وعوده اللاجئين وتجرم الاستعمار ، وكل ذلك يغض العالم الطرف عنه اذا ما كانت المعتديه هي اسرائيل، بل وقد استطاع ايريك رولو ان يكون جزء من تيار يناهض الدول الرافضه للاعتراف بفلسطين وحق تقرير مصيرها بالامم المتحده ومنها الولايات المتحده وكندا .

الاهم من ذلك، يلفت الصحفي الفرنسي، ان نلتفت الي ان وضع قضية فلسطين في سياق العداء الاسلامي الغربي خطر شديد علي القضيه، ويكسب تعاطف الرأي العام العالمي لصالح اسرائيل، لا الحق!

وايريك اهتم ببؤر ثورات عده، ومنها الثوره الايرانيه التي شاهد اندلاعها بالثمانينات وكانت مقالاته ذات وزن كبير لدي الراي العام الفرنسي.

ولفت رئيس تحرير لوموند الي ان المناخ الاعلامي الذي كان ايريك جزء منه يختلف عن الذي نعيشه اليوم، حيث الثوره المعلوماتيه الهائله، ولكن منذ عقود ، كانت الصحافه تختصر باخبار مقرره سلفا وتحليلات لكبار الكتاب يتداولها العالم لفهم ما يجري ، وهذا ما كان ايريك يقوم به .

كان ايريك ايضا مستاء لمقتل اثنين من اقرب اصدقائه بمصر تحت التعذيب، فريد حداد طبيب الفقراء، وشهدي عطيه احد رواد الحركه اليساريه والذي قضي بمعتقلات ناصر، ولهذا فان ايريك رولو قرر ان يكتب عن المعتقلات الناصريه كنقطه سوداء كبيره في عصر هذا الزعيم.

الان جريش صديق رولو يتحدث عنه

وتعليقا علي ذلك يؤكد “الان” ان مساله الديمقراطيه والحريات لم تكن تحتل المرتبه العظيمه من طموحات الشعوب كما هي الان، ولا افكار حريه التعبير ، وكانت قضيه التحرر الوطني هي المهينه علي مطالب الشارع. وربما لهذا كانت اخبار المعتقلين والبوليس السري وغيرها لا تقابل بنفس الانزعاج الذي يجري اليوم وقد تاكدت قيم حقوق الانسان اكثر من ذي قبل .

وردا علي تساؤل “محيط” عمن يحمل عبء فلسطين بين تيار الصحافه الفرنسيه اليوم، قال رئيس لوموند ديبلوماتيك انه لا يزال هناك من ينتصر للحقيقه ، لكن الاعداد تراجعت كثيرا ، لانه لا توجد جريده تقوم بما قامت به لوموند قديما، فالانترنت والفضائيات صارت اهم لدي القراء . واكد ان انحيازات المؤسسات الصحفيه تتغير فقد كانت لصالح اسرائيل 100% بالستينات، وفي السبعينات والثمانينات بدات تتجه لفهم القضيه، لكن الامور حاليا تزداد تعقيدا لانه هناك ضغط دوائر صهيونيه اكبر .

وعن رايه بالسياسه الفرنسيه تجاه الشرق الاوسط، وجد “جريش” ان فرنسا ديجول كانت افضل كثيرا من اليوم تجاه العالم العربى، وكانت سياساتها مختلفه عن الدور الذي تلعبه الان، وان كان يعد اكثر اعتدالا من كثير من المواقف الغربيه بامريكا واوروبا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل