بافاروتي يوقظ الأحلام ويغرقها بألوان مهرجان الدوحة الثقافي

اطلق مغني التينور الايطالي لوتشيانو بافاروتي العنان لصوته ليشدو باعذب الالحان في ليله لا تشبه بقيه الليالي، فقد توافد قرابه الفي شخص لحضور حفل بافاروتي الذي يزور قطر لاول مره للمشاركه في ليالي مهرجان الدوحه الثقافي الثاني.

وكانت مفاجاه الحفل الظهور غير المتوقع للمغنيه الاميركيه سينثيا لورانس الحائزه علي جائزه بافاروتي للغناء في لوس انجلوس. وتعتبر سينثيا واحده من ابرز مغنيات دار ميتروبوليتان للاوبرا في نيويورك. وقد فاجا اداؤها الممتزج بحركات سريعه ومتناغمه مع الموسيقي جميع الحضور الذين حرصوا علي معرفه كل شيء عن تاريخها الفني.

سينثيا لورانس وبافاروتي بعد انتهاء احدي الاغاني في الحفلاما بافاروتي فقد حرص كعادته علي اشراك الجمهور في الغناء عندما قدم مقطعا من اوبرا لاترافيتا مع لورانس. وقد ادي المغني الايطالي معظم اغنياته باللغه الايطاليه في حين حرصت لورانس علي تقديم مقاطع من اوبرات المانيه وايطاليه علي حد سواء.

واحتفل بافاروتي هذه السنه بمناسبه مرور 42 عاما علي بدء مسيرته الفنيه. وذكر في مؤتمر صحفي عقده بالدوحه اول امس ان النهايه هي خاتمه كل شيء وانه قرر اعتزال عالم الغناء الاوبرالي عام 2005، لكنه اكد انه لن يتوقف عن اقامه الحفلات الخيريه لدعم الاطفال والفقراء في دول العالم الثالث. واضاف انه سيترك الامر للامين العام للامم المتحده كوفي انان، موضحا انه سيفعل ما يامره به من اجل صالح البشريه.

وقال بافاروتي للجزيره نت الاربعاء الماضي انه لا يستطيع فعل شيء لدرء خطر الحرب المحتمله علي العراق وتجنيب الاطفال ازمات نفسيه سيتعرضون لها من جراء الرعب الذي ستسببه، حتي وان فعل كل ما بوسعه. واضاف ان الحرب علي العراق حرب مصالح وثروات، وان الجانب الاقتصادي هو السبب الرئيس وراء الهجوم العسكري المحتمل.

ولد لوتشيانو فرناندو بافاروتي يوم 12 اكتوبر/ تشرين الاول 1935 بمدينه مودينا الايطاليه، وكان صوته منذ الصبا رخيما، ما جعل طبيب اسرته يتنبا له بمستقبل زاهر في الغناء. وبدا بافاروتي مشواره الفني الطويل في الجوقه الغنائيه لمدينه مودينا بجانب والده الخباز صاحب الموهبه الموسيقيه الذي توفي هذا العام عن عمر يناهز التسعين.

بافاروتي مع خوسيه كاريراس في الصين (ارشيف)وقد شكل بافاروتي ثلاثي التينور مع المغنيين العالميين خوسيه كاريراس وبلاسيدو دومينغو، وقدموا اجمل الحفلات الغنائيه للجمهور في جميع انحاء العالم. وشارك بافاروتي مع نجوم البوب من امثال التون جون وبونو وسيلين ديون واخرين في حفلات لجمع اموال لمشروعات علاجيه وتعليميه للاطفال في البوسنه وليبيريا وغواتيمالا وكمبوديا واقليم التيبت. كما غني بافاروتي مع المطرب العراقي كاظم الساهر في ايطاليا.

وقد اختاره انان مؤخرا للعمل كمبعوث سلام للامم المتحده. وتعرض بافاروتي لمشكلات فنيه وصحيه في الاونه الاخيره منها الانتقادات المتكرره التي وجهها له خبراء الاوبرا بسبب تراجع اسلوبه في الغناء. وفي احدي المناسبات فشل المغني الذي وصف في يوم من الايام بانه "اسطوره الحفلات الراقيه" لاسلوبه الفني غير العادي، في ان يظهر هذه البراعه التي كانت دائما طوع حنجرته.