المحتوى الرئيسى

مشروع خطّ حديدي في غرب أفريقيا.. «ثورة مواصلات» إقليمية

10/13 12:49

“نريد تحقيق التكامل الافريقي.. نتطلّع الي بناء افريقيا، ليس عبر الانزواء خلف حدودنا، وانما عبر بسط ايادينا الي ما وراء الحدود”.. كلمات وشّحت، مؤخرا، خطاب رئيس النيجر، يوسوفو محمدو، وتختزل حماسا ينبض علي ايقاع بدايه تشكّل ملامح اقامه خطّ حديدي يربط بين العاصمه النيجريه نيامي وكوتونو العاصمه الاقتصاديه لبنين، ضمن مشروع انطلقت اعماله التحضيريه اوائل نيسان/ ابريل الماضي، وينتظر ان يشكّل رافعه للتنميه الاقتصاديه والاجتماعيه والبيئيه لمنطقه غرب إفريقيا، ونقطه ربط من المتوقّع ان تمتدّ الي 4 بلدان اخري في غرب افريقيا.

هذا المشروع الاقليمي في تقاطع حوض سكاني يقدّر بنحو 300 مليون نسمه بحلول العام 2020 (كوت ديفوار وبوركينا فاسو اضافه الي كلّ من النيجر وبنين ومالي ونيجيريا)، ويصنّفه الخبراء ضمن الاستثمارات الكبري التي من المنتظر ان تكون رافدا تنمويا علي جميع الاصعده في المنطقه.

ابرو مانومي، المختصّ الاقتصادي واحد الكوادر السابقه لـ “بنك غرب افريقيا للتنميه”، اوضح، انّ “هذا الخطّ الحديدي سيسهم في تيسير المبادلات التجاريه بين بلدان المنطقه، وتعزيز التكامل الاقتصادي بينها، وتحسين قدره طرقاتنا علي الصمود امام عوامل التاكل والتي من ابرزها مرور الشاحنات الثقيله، والرفع من تنافسيه اقتصادات المنطقه، من خلال التقليص من كلفه المدخلات المستورده والمصدّره، وتحسين مردوديه المشاريع الهيكليه الاخري مثل الميناء الذي تعتزم النيجر اقامته في دوسو (140 كم عن العاصمه نيامي)”.

مانومي اضاف، في حديث للاناضول، انّ “الثوره تتجسّد في اوسع معانيها، فبالاضافه الي الثورات التي تهزّ الشوارع، توجد ثورات اخري كثوره المواصلات هذه اخري من شانها ان تعيد الامور الي مسارها الصحيح”.

خطّ حديدي يمتدّ علي اجمالا بطول الفين و700 كم، يربط بدايه بين نيامي عاصمه النيجر وكوتونو في بنين ويشمل 6 بلدان، بحسب بيانات نيجريه رسميه. ويجزم خبراء الاقتصاد انه سيفتح افاقا واعده امام سكان جميع البلدان التي يشملها الربط الحديدي، خصوصا وانّ الاشغال التحضيريه انطلقت منذ العام الماضي، كما انّ احدي الشركات العالميه وقّعت مؤخرا، اتقاقيات لبناء وتشغيل الخطّ الحديدي المذكور.

الاشغال ينتظر ان تتم علي مراحل، فمن جمله الالفين و700 كم من الخط الحديدي، تقع الف كم منها في اراضي  بنين والنيجر، بحسب المصدر نفسه، والذي اشار الي انه ستقع، في مرحله اولي، اعاده تهيئه الخط الحديدي الرابط بين كوتونو وباراكو (شمال بنين)، والذي يعود لعام 1936، قبل الشروع، اثر ذلك، في مدّ خطّ جديد من المنتظر ان يربط باراكو في بنين بالعاصمه النيجريه نيامي.

الاشغال التحضيريه لمدّ الخط الحديدي الرابط بين كوتونو- نيامي- واغادوغو- ابيدجان- لومي، ثم نيجيريا لاحقا، انطلقت ايام 7 و8 ابريل/ نيسان 2014، كما بدات رسميا الاشغال علي خط نيامي- دوسو بالنيجر. الجزء الاول من المشروع سينفّذ شراكه بين بنين والنيجر، بتكلفه جمليه تقدّر بمليار يورو (1.140 مليار دولار) بالنسبه للجزء الممتدّ بين كوتونو ونيامي، بحسب المتحدّث باسم الشركه المسئوله عن انجاز المشروع.

قسم من تلك التمويلات سيخصص لتجديد الخطوط الحديديه الموجوده منذ الحقبه الاستعماريه، والرابطه بين كوتونو وباراكو في بنين، وقسم اخر لمدّ 630 كم من الخطوط الحديديه الجديده تربط بين باراكو ونيامي، فيما ستتكفّل شركه بنينيه، انشئت اواخر مايو/ ايار الماضي، براس مال يقدّر بـحوالي 121 مليون دولار، وفقا لمعطيات حكومه بنين، بانجاز اشغال الخط الحديدي الرابط بين النيجر وبنين.

وحاليا، يتوزّع حوالي الف شخص علي حظائر الاشغال سواء في النيجر او بنين، والشركه نفسها استطاعت نيل الصفقه الخاصه بمدّ الخط الحديدي بين ابيدجان وكايا في بوركينا فاسو، غير انها لازالت متحفّظه حيال الاعلان عن تاريخ الانتهاء من هذا المشروع الذي تقدّر قيمته الجمليه بنحو 2.85 مليار دولار.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل