المحتوى الرئيسى

محمد عامر يكتب: كوميديا ناقصة | ساسة بوست

10/12 19:55

منذ 2 دقيقتين، 12 اكتوبر,2015

مضي موسمان ونصف الموسم من العرض المسرحي الكوميدي “تياترو مصر”، بطوله اشرف عبد الباقي، وعلي ربيع، وحمدي الميرغني، وساره درزاوي، وغيرهم من الممثلين الشباب.

اعجب العرض المبتكر طبقه كبري من الشباب والكبار كذلك في مصر وبلدان عربيه اخري، وصار ظاهره مسرحيه جديده انتجت شبابًا تصدروا مشهد المسرح والسينما المصرية في العامين الاخيرين. العرض المسرحي الذي بدا منذ عامين واكثر قليلًا لفت الانتباه، ربما لقدرته الاستثنائيه علي تخريج وجوه جديده، لم يقابلها المشاهدون من قبل، وكلهم من الشباب.

لا جديد في “تياترو مصر”

وبرغم حداثه الفكره وما خلقته من ضجه في الاوساط الاعلاميه والمجتمعيه، الا ان العرض المسرحي ذاته عابه الكثير من النقوصات؛ منها غياب الموضوع الجديد. منذ الحلقه الاولي، وعلي مدار ست واربعين حلقه اُذيعت حتي الان، لم يقدم اشرف عبد الباقي ورفاقه “الناجحون نسبيًا” فكره واحده جديده. منذ الحلقه الاولي وكل احداث العرض المسرحي، اما قائمه علي تقليد سيناريو فيلم قديم “مثل عرض “الزوجه الثانيه” في الموسم الاول، او تقليد فكاهي لشخصيه مشهوره مثل عرض “وااسلاماه” في الموسم الاول كذلك، او فكره قديمه مستهلكه مثل عرض “خيانه زوجيه” في الموسم الثاني، او تشويه سياسي مثل عرض “طابور العرض” في الموسم الثالث المعروض حاليًا.

في تصريح مباشر لنجم العرض المسرحي، قال الممثل “اشرف عبد الباقي”: “نقدم كوميديا نظيفه بعيدًا عن الافيهات الجنسيه”. ياتي التصريح بعد فتره ليست بالبعيده عن تقديم العرض المسرحي “المعلم الزعبلاوي” في الموسم الاول، وهو العرض الذي ظهرت فيه شخصيه “ظاظا” التي اداها الممثل الشاب “عبد المنعم رياض”، وادّي فيها شخصيه “المخنث” الذي يتلاعب بجسمه وكلامه وحركاته الانثويه الفجه لاثاره الاخرين جنسيًا. ربما خان الممثل “اشرف عبد الباقي” التعبير في مساله “البعد عن الافيهات الجنسيه”، لكن عليه مراجعه عروضه السابقه قبل طرح تصريح كهذا.

اغاني شعبيه وخروج عن النص

يعتمد “تياترو مصر” اعتمادًا كليًا علي اسلوبين لوحظا بدء من العرض الاول وحتي الاخير:

استخدام الاغاني الشعبيه بافراط وخروج عن النص بافراط اكبر. لا يخلو عرض مسرحي في “تياترو مصر” من اغنيه شعبيه يرقص علي الحانها الهابطه نجم العرض “علي ربيع” بصوره فجه لا داعي لها ولا كوميديا فيها.

قد لا يعي “علي ربيع” – لحداثه خبرته – مدي تاثير الاغاني الشعبيه السلبي علي المجتمع، ولكن ماذا عن القائمين علي العرض بالكامل؟ الشيء الاخر هو الخروج الدائم والممل عن النص. كنّا نتعجب قبل ذلك من قدره عادل امام الكبري في الخروج عن النص في مسرحيه “الواد سيد الشغال” في لقطته الشهيره مع “مصطفي متولي”. اعجبنا ايضًا خروج “سناء يونس” عن النص امام الاستاذ “فؤاد المهندس” في مسرحيه “سك علي بناتك”. ولكن، عندما يكون الخروج عن النص ظاهره لا يخلو منها عرض مسرحي في “تياترو مصر” وبصوره غير مبرره وغير محبذه، يصبح الامر بمثابه “استظراف” لا محل له من الاعراب. لاحظ المشاهدون خروج “اشرف عبد الباقي” الدائم عن النص وحواراته الجانبيه مع زملائه علي المسرح وامام الجمهور، وكان الجمهور امام صبيان لا يعرفون اساسيات الوقوف علي خشبه المسرح.

مرّ الموسم الاول من “تياترو مصر” بسلام من دون الفاظ نابيه مبالغ في تكرارها، ولكن مع بدايه الموسم الثاني بدات تلك الالفاظ في الظهور بصوره متكرره جعلت المشاهدين – ومنهم اطفال طبعًا – يتوقفون عن متابعه العرض الشهير. ولان الشيء بالشيء يُذكر، لا يفهم المشاهد ما الداعي او المضحك في ان تُذكر كلمه “امك” او “يخربيت امك” اكثر من مره في عرض واحد، وتكررت الحادثه في اكثر من عرض. لا يبخس احد حق الممثلين الشباب في “تياترو مصر” حقهم، فقد اتقنوا اضحاك المشاهد في مواقف وعروض عديده علي مدار عامين واكثر، ولكن في احيانٍ كثيره ايضًا يصيبهم ثقل الدم الشديد الذي يظهر اثره علي المشاهد الذي يكتفي بالصمت واستغراب “الافيه”، وهو الامر الذي تجلي في عرض “حاجه صيني”.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل