المحتوى الرئيسى

200 يوم من عاصفة الحزم في اليمن.. ما الذي تحقق؟

10/12 10:47

دخلت عاصفه الحزم، التي اطلقتها السعوديه بقياده تحالف عربي في 26 مارس الماضي، لدعم شرعيه الرئيس "عبد ربه منصور هادي"، يومها الـ 200، امس الاحد، دون تحقيق الكثير من اهدافها، وفقًا لمراقبين.

وبعد اكثر من 6 اشهر من المعارك والغارات الجويه التي تشنها مقاتلات التحالف العربي علي مواقع مسلحي حركه انصار الله "الحوثي" وقوات الرئيس السابق "على عبد الله صالح"، لم تنجح العاصفه في كسر شوكه "تحالف الحرب الداخلي"، الذي تتهمه الحكومه بالانقلاب علي الشرعيه، رغم انها قصت الكثير من مخالبه.

وتقول الحكومة اليمنية وقوات التحالف العربي، ان 75% من الاراضي اليمنيه باتت تحت سيطرتهم، بعد ان كانت قوات الحوثي وصالح قد احكمت قبضتها علي ثلثي الاراضي اليمنيه، قبل انطلاق عاصفه الحزم. 

في التقرير التالي، تسلط "الاناضول" الضوء علي ابرز الانجازات التي حققتها عاصفه الحزم، بعد مرور 200 يوم علي انطلاقها، وماذا تبقي في طريقها، وحجم خسائر اليمنيين في الحرب.

- تحرير "العاصمه المؤقته" عدن و4 محافظات جنوبيه 

كانت عمليه اجتياح الحوثيين لمدينه "عدن"، جنوبي اليمن، التي اعلنتها الحكومه عاصمه مؤقته لليمن في فبراير الماضي، سببًا في انطلاق عمليه عاصفه الحزم، وكانت المدينه الاولي التي يتم دحرهم منها. 

وفي منتصف يوليو الماضي، اعلنت الحكومه اليمنيه تحرير عدن رسميًا من الحوثيين، في عمليه مشتركه قادتها قوات الجيش والمقاومه الموالين للرئيس هادي، مسنودين بقوات من التحالف العربي وغطاء جوي لمقاتلاته. 

وبعد تامين عدن، تم تطهير محافظات، لحج والضالع وابين وشبوه، جنوبي البلاد، حيث تقدمت قوات برية ضخمه مسنوده بغطاء جوي من عدن، ونجحت في دحر الحوثيين الي حدود المحافظات الشماليه. 

ومنذ سبتمبر الماضي، باتت جميع المدن الجنوبيه الثمان (حضرموت والمهره وسقطري لم تقع تحت سيطره الحوثيين)، تحت قبضه الحكومه اليمنيه، باستثناء جيوب صغيره لمسلحي الحوثي في "بيحان" بشبوه، وبعض المناطق الحدوديه مع المحافظات الشماليه.

- عوده حكومه خالد بحاح الي عدن 

ثاني ابرز المكاسب التي حققتها عاصفه الحزم، هو عوده الحكومه اليمنيه برئاسه "خالد بحاح" لممارسه مهامها الرسميه من عدن، بعد نفي دام سته اشهر في العاصمه السعوديه الرياض. 

ويري مراقبون ان عوده "بحاح"، في 16 سبتمبر الماضي، كانت من اقوي الصفعات التي تلقاها الحوثيون وصالح، واكّدت ان الشرعيه الدستوريه افشلت الانقلاب وعادت لممارسه مهامها من داخل البلاد. 

تراس بحاح اجتماعات رسميه في عدن، ودَشَّن العام الدراسي، وزار مضيق باب المندب الاستراتيجي، قبل ان يتعرض الثلاثاء الماضي لمحاوله اغتيال، عندما انفجرت سياره مفخخه امام مقر اقامته في "فندق القصر" بعدن. 

ظهر بحاح في اليوم ذاته، وحمّل تحالف الحوثي وصالح مسؤوليه الهجوم الانتحاري الذي تبناه تنظيم داعش، واسفر عن مقتل جنود حراسه يمنيين وعرب. قال بحاح ان الهجوم الارهابي لن يحقق اهدافه بجعلهم يتركون عدن، لكنه غادر صباح الاحد الي الرياض مجددًا، بشكل مفاجئ. 

مصادر حكوميه قالت للاناضول، ان سفر بحاح للرياض مؤقت، وبناء علي طلب الرئيس هادي للتشاور، خصوصًا مع احاديث حكوميه عن عدم امتلاكها لموارد ماليه تمكنها من القيام بمهامها، حيث مازال الحوثيون يديرون ميزانيه الدوله والبنك المركزي من صنعاء.

- عوده هادي الي عدن

بعد ايام من عوده الحكومه، عاد الرئيس "عبد ربه منصور هادي" هو الاخر الي عدن في 22 سبتمبر الماضي، فيما كان الحوثيون يحتفلون في صنعاء بالذكري الاولي لاجتياحهم العاصمه اليمنيه. 

تحدي "هادي" التحذيرات التي اطلقها الرئيس السابق "صالح" في تصريحات للصحافه، والتي قال فيها ان هادي "لن يعود الي اليمن".

تراس هادي في عدن اجتماعات للحكومه ولفصائل المقاومه المسلحه من محافظات مختلفه، وزار قصره الرئاسي المدمر ومقر القوات الخاصة السعوديه والاماراتيه المرابطتان في عدن منذ تحريرها من الحوثيين. 

في  27 سبتمبر، غادر هادي "عدن" الي نيويورك، لالقاء كلمه اليمن في اجتماعات الجمعيه العامه للامم المتحده في دورتها الـ 70، ومن هناك، قال انه لن يسمح بتكرار "التجربه الايرانيه في اليمن". 

عاد هادي بعدها الي "جده" السعوديه، ولا يُعرف ما اذا كان سيعود الي اليمن، ام ان نائبه "خالد بحاح"، الموجود في الرياض للمشاوره، سيخلفه في اداره شؤون الدوله من عدن.

- استعاده مارب ومنابع النفط 

خلافًا لمعركه استعاده مدن الجنوب، احتاجت القوات المشتركه، المؤلفه من الجيش الموالي لهادي والمقاومه وقوات التحالف العربي، الي اكثر من 4 اسابيع لدحر الحوثيين من محافظه مارب النفطيه، شرقي اليمن. 

واعلن الجيش اليمني وقوات التحالف، اليومين الماضيين، تحرير مارب بالكامل، رغم انباء عن وجود جيوب للحوثيين في المناطق الحدوديه للمحافظه مع شبوه والجوف وصنعاء، وتحديدًا في "مجزر" و"حريب". 

وقال سكان محليون، ان الحياه عادت الي مدينه مارب بعد دحر الحوثيين، وان التيار الكهربائي عاد للمحافظه منذ الجمعه الماضيه، بعد انقطاع دام اشهر. 

و كلفت معركه مارب اطراف الصراع عشرات الضحايا، ففي حين لم يعلن الحوثيون والقوات المواليه لهادي عن قتلاهم، اعلنت الامارات رسميًا مقتل نحو 55 جنديا لها، فيما اعلنت السعوديه مقتل 10 جنود.

شكلت عمليه تحرير مضيق باب المندب، التحدي الاكبر لقوات التحالف العربي، نظرًا لحساسيه المعارك في المضيق الاستراتيجي علي ممر الملاحه الدوليه. 

وقالت مصادر عسكريه للاناضول، ان عمليه التحرير تمت من خلال عمليه عسكريه خاطفه، لم تتجاوز 5 ساعات، حيث تمكنت القوات المشتركه المواليه لهادي من تامين "جزيره ميون" المشرفه علي ممر الملاحه، ومضيق باب المندب الاستراتيجي، التابع لمحافظه تعز، والتقدم نحو مديريه "ذوباب" الواقعه علي البحر الاحمر. 

و قالت مصادر عسكريه للاناضول، ان معركه باب المندب كلفت التحالف 27 قتيلًا وعشرات الجرحي، فيما قتل 50 مسلحًا حوثيًا.

- الاهداف القادمه للتحالف: تعز وسواحل البحر الاحمر 

باتت محافظه تعز، وسط اليمن، هي الميدان الوحيد الان، الذي تدور فيه المعارك بين التحالف العربي وقوات هادي من جهه، والحوثيين وقوات صالح من جهه اخري، وبالفعل تم تامين "ذوباب" والتقدم في "الوازعيه"، في طريق ميناء "المخا" التاريخي. 

ومنذ ايام، يشن التحالف قصفًا بحريًا وجويًا غير مسبوق علي مواقع الحوثيين في "المخا" و"الخوخه" وفقًا لشهود عيان للاناضول، في تمهيد للسيطره عليها وبدء عمليه انزال بحري لعتاد حديث في ميناء المخا، المنفذ البحري الوحيد لـ "تعز". 

ووفقًا لمصادر حكوميه للاناضول، فان الهدف القادم للتحالف، يتركز علي التقدم والسيطره علي جميع السواحل اليمنيه علي البحر الاحمر، من "المخا" وحتي "ميدي"، لقطع كافه الامدادات علي الحوثيين واحتمال تهريب اسلحه لهم عبر البحر.

لم يحدد التحالف موعد خوض معركه العاصمه صنعاء، رغم تلويحه بها قبل اسابيع. 

ومنذ نجاحه في تامين مارب المتاخمه للعاصمه، بدا الحوثيون، السبت الماضي، تدشين حمله "المليون توقيع" لما يسمي بـ"الشرف القبلي"، الذي يدعوا كافه القبائل المحيطه بالعاصمه صنعاء الي حمايتها من اي قوات قد تزحف اليها.

وقال سكان للاناضول، ان الحوثيين بداوا بحفر خنادق في الجبال المحيطه بصنعاء ، كذلك الحال بالنسبه لمعاقلهم في صعده. ويتوقع ان يتم الزحف صوب صنعاء من قبل التحالف وقوات هادي من اتجاه مارب، فيما سيتم الزحف صوب صعده من ناحيه الجوف.

- المحافظات التي مازالت في قبضه الحوثي كامله

رغم مرور 200 يوم علي الحرب، الا ان الحوثيين ما زالوا يمتلكون مدينه الحديده وميناءها، غربي اليمن، ومدينه حجه (شمال غرب) والتي تمتلك ميناء "ميدي" ومديريات حدوديه مع السعوديه، وصعده وعمران، احد ابرز معاقلهم الرئيسيه والتي تنتج المقاتلين القبليين.

وفي الوسط، وبالاضافه الي العاصمه صنعاء، يسيطر الحوثيون علي "ذمار" و"اب"، وسط اليمن، و"المحويت" و"ريمه" و"الجوف"، وجميعها محافظات شماليه لم تدر فيها معارك ميدانيه، واقتصرت المواجهات ضدهم شمالًا في "تعز" و"مارب" و"البيضاء".

يعترف التحالف ان المعركه في المحافظات الشماليه، تختلف عن تلك التي حررت مدن الجنوب الخمس في غضون خمس ايام.

وقال العقيد "ابراهيم ال مرعي" في منشور له علي تويتر "تحرير الجنوب كلفنا 6 جنود خليجيين، فيما خسرنا 64 جنديًا في مارب قبل ان تبدا المعارك".

واحتاج التحالف الي شهر لحسم معركه مارب، ويبدو ان الوضع سيتعقد كلما تقدموا في مدن شماليه تعد معاقلا للحوثيين، ولهم حاضنه شعبيه فيها مثل "الجوف" و"صعده" و"صنعاء" و"ذمار" و"عمران" و"حجه". 

الي ذلك، يري مراقبون ان التحالف سيسلك اولا طريق سواحل البحر الاحمر جميعها من اجل تامينها، ثم يقرر التوغل فيما بعد بمناطق نفوذ الحوثيين وقوات صالح في الشمال اليمني.

- الحوثي وصالح: دُمرت منازلهم، لكنهم مازالوا احياء

طيله الاسابيع المنصرمه من عاصفه الحزم، دمرت مقاتلات التحالف جميع منازل الرئيس السابق "صالح" وزعيم الحوثيين "عبد الملك الحوثي"، بصنعاء وجميع المحافظات، في سبيل القضاء عليهما باعتبارهما قاده الانقلاب علي الشرعيه، لكن ذلك لم يحدث. 

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل