المحتوى الرئيسى

قصة موجات "تسونامي" التي اجتاحت جزيرة بأسرها

10/12 08:54

انهار الجانب الشرقي من بركان "بيكو دو فوجو" وسط المياه. وعندما بلغت صخور الجزء المنهار من هذا البركان الكائن في جزيره فوجو مياه المحيط بقوه وعنف، نشات جراء ذلك موجة مد عاتيه (تسونامي) بلغ ارتفاعها 240 مترا (800 قدم)، واجتاحت جزيرة سانتياجو الواقعه علي بعد 34 ميلا.

وتعد جزيره فوجو جزء من ارخبيل "كيب فردي" (جزر الرأس الأخضر) الواقع قباله سواحل شمال غربي افريقيا.

ولحسن الحظ كانت جزر الراس الاخضر في ذلك الحين غير ماهوله، اذ لم يبدا استيطانها سوي في منتصف القرن الخامس عشر، ولولا ذلك لكان تاثير ذاك المد العاتي كارثيا علي اي شخص يقطن تلك الجزيره.

وحتي اليوم، لا يزال بركان "بيكو دو فوجو" نشطا، حيث يثور كل 20 عاما تقريبا.

وبرغم ان انهيارا مثل ذاك الذي حدث منذ 73 الف عام يشكل حدثا نادرا الي حد بعيد، فان بوسع الباحثين دراسه ما جري في الماضي، لتوقع وتفهم نتائج اي انهيارات بركانيه محتمله قد تقع في المستقبل.

وفي عام 2005، بدا الباحث الجيولوجي ريكاردو رامايو من جامعه بريستول البريطانيه اجراء دراساته في جزر الراس الاخضر. وسرعان ما لاحظ الرجل وجود سلسله من الصخور غربيه الطابع علي جزيره سانتياجو.

وكلما مضي رامايو قدما في بحثه، كلما اكتشف المزيد من هذه الصخور، التي بلغ عددها في نهايه المطاف 40؛ وكان وزن بعضها يفوق 700 طن.

الغريب ان هذه الصخور الضخمه كانت مختلفه تماما عن اي رواسب بركانيه اخري موجوده علي جزيرة سانتياغو. وقد اكتشف الباحث ان تلك الصخور مكونه من ذات المواد التي تتكون منها الصخور الواقعه علي شاطئ الجزيره، والتي كانت قد وصلت الي هناك بفعل موجات المد العاتيه (تسونامي).

وقد افترض العلماء ان موجات المد تلك كانت محدوده للغايه نظرا لان الرواسب البركانيه التي خلّفتها في شكل صخور ظلت عند مستوي سطح مياه المحيط.

ولكن احدث دراسه اجراها رامايو في هذا الصدد اشارت الي ان تلك الموجات كانت ضخمه بحق.

وتقع تلك الصخور، التي عكف رامايو علي فحصها وتحليلها، علي ارتفاع 220 مترا فوق سطح البحر. ولا يعني ذلك، بحسب الباحث، سوي امر واحد؛ الا وهو ان موجه المد العاتيه التي احدثها الانهيار الجزئي الذي وقع لبركان "بيكو دو فوغو" كانت قويه لدرجه ادت لدفع الصخور الرسوبيه كل هذه المسافه الي داخل الجزيره.

ويقول رامايو في هذا الصدد: "موجات تسونامي ليست امواجا تتناثر مياهها في رفق، بل هي اشبه بفيضانات لمياه بكميات هائله يمكن ان تبلغ مستويات مرتفعه".

وقد تمكن رامايو وزملاؤه من تحديد الفتره الزمنيه التي وقعت فيها موجه (تسونامي) التي ضربت تلك الجزيره، وذلك من خلال تحديد عمر الصخور غريبه الطابع التي عُثر عليها هناك. ونُشرت المعلومات المتعلقه بهذا الامر في دوريه "ساينس ادفانسس".

كما كان بوسع هذا الفريق من الباحثين تقدير حجم تلك الموجه، من خلال حساب الطاقه الدافعه اللازمه لدفع صخور بذلك الحجم لمسافه تزيد علي 600 متر، رغم ان هذا التقدير ليس الا "اوليّا"، كما يُقر رامايو.

اما اذا نظرنا الي الامر من زاويه اوسع نطاقا، فسنجد ان جهود رامايو وزملائه قدمت دليلا اضافيا علي ان الانهيارات البركانيه الكبيره قد تُحدِثُ موجات تسونامي عملاقه.

وقد كان واضحا من قبل بالفعل ان مثل هذه الانهيارات قد تقود لحدوث موجات "تسونامي" محدوده، ولكن لم يكن هناك من قبل من يمكن ان يقول بثقه ان ثمه احتمالا لان تُحدِثُ موجات اكثر قوه وضخامه انهيارات من ذاك القبيل.

ويقول رامايو : "انهيارات جوانب (البراكين) يمكن ان تحدث بسرعه بالغه للغايه وعلي نحو كارثي، ولذا يمكنها اشعال شراره موجات تسونامي عملاقه".

ويضيف الباحث بالقول: "هذه الامور حقيقيه، ومن المحتمل ان تحدث مره اخري".

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل