البيئة البحرية اللبنانية: مروج ومستعمرات وحلزونات وأخاديد

تختزن البيئه البحريّه اللبنانيّه كماً هائلاً من النُظم الايكولوجيه، لا سيما تجمّعات الشعاب المرجانيّه، ومروج الأعشاب البحرية، ومستعمرات الحلزونات البحريه، والاخاديد البحريه العميقه، وغيرها من انواع الثروه السمكيه والحيوانيه.وتعدّ هذه الحياه البحريه الغنيه، جزءاً من البحر المتوسط الذي يعتبر بؤره عالميّه للتنوع الحيوي، كما لا تُختصر في بقعه معينه من البحر في لبنان، بل تتنوع بين منطقه واخري.

وتتناول دراسه بحثيّه اعدّتها جمعيه «انماء القدرات في الريف» بالتعاون مع الاتحاد الدولي لحمايه الطبيعه، مموله من مؤسسه «درسوس» السويسريه، البيئه البحريه وركائزها في لبنان، كما تفصّل خصائصها وموجوداتها.

وتشير الدراسه الي انَّ قاع الشعاب المرجانية، هو قاع صلب ينتج من تراكم الطحالب الكلسيه الشبيهه بالصخور والحيوانات الصغيره ذات الاصداف الصلبه مثل ديدان حفر الانابيب والرخويات. وتتواجد هذه القيعان حتي عمق 60 متراً، حيث تشكّل اجمل النُظم الايكولوجيه في البحر المتوسط واكثرها تنوعاً، اذ تسمح بتعايش انواع متعدّده من الاسفنجيات والديدان والزقيات والقنافذ البحريه ونجم البحر، ولذلك تعدّ مقصداً للغطاسين لما تحتويه من غني وجمال.

وتعدّ هذه القيعان موطناً لمئات الكائنات البحريه، الَّا انَّها معرَّضه للخطر بسبب تصريف المياه العادمه في البحار وبعض ممارسات الصيادين الجائره.

امَّا مروج الاعشاب البحريه، فهي نباتات فريده من نوعها، تعيش في البيئه البحريه ولها اوراق وجذور وازهار وبزور. وتحتاج هذه النباتات الي مياه نظيفه وضحله، اذ انَّها تعتمد علي ضوء الشمس لانتاج غذائها خلال عمليه البناء الضوئي، كما انَّها تساعد علي المحافظه علي نوعيه المياه من خلال امتصاص المواد الغذائيه، وانتاج الاوكسيجين، وتجميع الرسوبات الناعمه. وتعتبر هذه المروج موطناً مهماً لمئات الكائنات البحريه، اذ تُوفِّر لها الملجا والطعام، كما تؤمّن مكاناً امناً لصغار الاسماك.

وتعيش مستعمرات الحلزونات البحريه ـ وهي من فصيله معديات الارجل البحريه التي فقدت شكلها الحلزوني النموذجي ـ ملتصقه علي الاسطح الصلبه باصداف انبوبيه مطاوله بشكل غير منتظم.

وهناك نوعان من هذه الحلزونات غير العاديه مرتبطين بعضهما ببعض، ويشكّلان معاً مستعمرات، الَّا انَّ هذه المستعمرات مهدّده بالانقراض، وتتواجد بشكل استثنائي في المناطق الدافئه من البحر المتوسط، فضلاً عن انَّها تشكل موطناً ومصدر طعام لمجموعه كبيره من المجتمعات الحيوانيه والاعشاب البحريه المتنوعه، وهذه الحلزونات مدمره بشكل واضح بسبب تنميه المناطق الساحليه وتصريف المياه الاسنه في البحر.

وتحتوي الاخاديد والكهوف البحريه علي اوديه عميقه منحوته تحت الماء، وتعدّ هذه الكهوف البحريه اماكن طبيعيه تحت الماء تضم نظماً ايكولوجيه متميزه تسكنها الحيوانات المتكيفه مع الكهوف البحريه في مناطق مختلفه من البحر المتوسط، بالاضافه الي العديد من الحيوانات مثل الاسفنجيات واللزقيات البحريه وشقائق البحر والمرجان، التي تعتبر مصدراً واعداً في الطب.