الدراما السورية تُفصَّل على مقاس النجوم

دارت الدراما المصريّه، منذ نشاتها، في فلك النّجم الاوحد، وعلي مقاس هذا النّجم يُفصّل كلّ شيء، وحسب ارادته تقوم الشركه المنتجه باختيار مخرج المسلسل وابطاله الثانويين. هذا التفرّد لم يكن موجوداً في سوريا، ولم يقم المسلسل السوريّ، الّا في حالات نادرة واستثنائيّه جداً، علي رافعه نجم يمسك بمفاصل العمل جميعها. اليوم يبدو الظرف مختلفاً نسبياً، ويبدو انّ هناك بعض المسلسلات باتت تفصَّل علي مقاس نجم واحد او عدّه نجوم.

اجراء مسح بسيط لعموم الدراما الّتي نفّذت داخل سوريا في الموسم الماضي، يظهر انّ ادوار البطوله في معظمها قد اسندت الي نجوم الرّعيل القديم، فحصل كلّ من عبّاس النوري وأيمن زيدان وبسّام كوسا وسلّوم حدّاد وغسّان مسعود وأيمن رضا، ومعهم سلاف فواخرجي وامل عرفه علي حصّه الاسد من الادوار الاولي، اما «جيل الشباب» فقد اكتفي بمشاركاتٍ خجولهٍ للغايه.

لا يبدو الموسم القادم مختلفاً في محدّداته عن الموسم المنصرم، فبشائر الاعمال التي تصوّر في دمشق، او التي دخلت مرحله التحضيرات، تشير الي انّ حضور النجوم الشباب سوف يكون باهتاً اذا ما قيس بحضور النجوم القدامي.

ضمن هذا السّياق، تقول مصادر من داخل شركه «سما الفنّ»، الجهه المنتجه لمسلسل «احمر» (نصّ علي وجيه ويامن الحجلي/ اخراج جود سعيد) انّ التوقيع مع كلّ من عبّاس النوري وسلاف فواخرجي باتَ قريباً، كما انّ الشركه تضع كلّاً من ايمن زيدان وسلّوم حداد علي قائمه اهدافها لضمان فرص توزيعٍ مضافهً في موسم العرض. امّا مسلسل «احلي عالم» (نص مجموعه من الكتاب/ اخراج محمد عبد العزيز) فيبدو انّه ينوي اعاده دريد لحّام الي مربّع البطولات الصافيه. هكذا سوف يكون العمل الذي سوف تنتجه «المؤسّسه العامه للانتاج التلفزيوني والاذاعي»، قائماً علي مبدا النجم الاوحد، وسيكون حضور الشباب فيه خجولاً نسبياً. ولا يبدو «نبتدي منين الحكايه» (نصّ فادي قوشقجي/ اخراج سيف الدين السبيعي) مختلفاً علي مستوي «فئويه» النجوم، اذ اسندت بطولاته الي ممثلين مكرّسين، حيث عوّض غسّان مسعود غياب عبّاس النوري الذي اعتذر عن عدم المشاركه لاسباب ماديّه، امّا البطوله النسائيه فقد اسندت الي سلافه معمار. هكذا يبدو انّ الخارطه المبدئيّه للدراما المصوّره من الداخل، لن تتمكّن من استعاده النجوم المسافرين، الامر الّذي يجعلها تستند، راغبهً او مرغمهً، علي اقاصيص يلعب بطولتها ممثلون وممثلات من جيل الاساتذه.

خسرت الدراما المحليّه نجوماً شكّلوا، خلال العقد الماضي، ايقونتها وواجهتها علي مستوي ادوار الشباب، اذ غاب كلّ من تيم حسن وباسل خياط وقصي خولي ومكسيم خليل وقيس الشيخ نجيب عن عموم الاعمال الّتي صوّرت في سوريا مؤخّراً. يرجع ذلك الغياب لاسبابٍ بعضها امنيّ وبعضها سياسيّ وبعضها ماديّ وبعضها فنيّ بحت، ما جعل الدراما المصوّره في الداخل تلهث خلف ايجاد بدائل لم ينجح افضلها في تقديم نفسه بصوره نجم قادر علي رفع عملٍ بحاله، وذلك علي الرغم من الاداء المميز الذي قدمه ممثلون وممثلات مثل محمود نصر وسامر اسماعيل ودانا مارديني وحلا رجب في جمله مشاركاتهم خلال العامين الماضيين.