المحتوى الرئيسى

ما الذي يفعله العرب في العاصمة الصينية بكين؟

10/11 13:44

من السهل التعرف علي العرب في شوارع بكين، عاصمه الجمهويه الصينيه. تجد اليمني والاردني والسوداني والتونسي والجزائري والليبي وغيرهم. كلٌّ منهم جاء لهدف معين. يقضي حاجته ثم يعود الي وطنه الام. ولكن من النادر جداً ان تجد عربياً يقيم في الصين.

الحديث مع العرب الذين تلتقيهم في الصين مصادفهً قد يبدا باسئله مثل "انت عربي؟"، "من اي بلد حضرتك؟" وقد ينتهي بعد الحديث عن الاوضاع في العالم العربى بالاستفسار عن مواقع المطاعم العربيه. كثيرون من العرب الذين تصادفهم يخبرونك عن مشكلتهم في التاقلم مع المطبخ الصيني، وعن مشكله الاطعمه غير الحلال. لهذا تجد ان معظم العرب يتجهون الي تناول الاسماك والمأكولات البحرية. ومنهم مَن لا يتناول طوال فتره اقامته الا الفواكه والخضر.

في شوارع بكين التي تؤوي 21,148,000 نسمه، حسب احصاءات عام 2013، كل امريء يعلم جيداً دوره في الحياه. العرب جاؤوا لهدف محدد، فمنهم تاجر جاء لعقد صفقات شراء اجهزه كهربائيه منزليه، ومنهم مَن جاء للبحث عن مهندسين مختصين بالصناعات الثقيله، وهناك مَن جاء ليعالج جسده بالطب التقليدي الشعبي الصيني، وهناك مَن جاء للدراسه.

اثناء محاولتي شراء ربطه عنق من احد اسواق الحرير في بكين، تعرّفت علي السيده الجزائريه احسان بنت المرزوقي. تدخلت قائله للبائع باللغة الصينية "تاغويلو" فكان ان حصلت علي ربطه العنق بسعر مخفض جداً لم اتوقعه. سالتها عن معني الكلمه فقالت لي ان معناها "السعر مرتفع جداً".

وروت المرزوقي: "انا تاجره ملابس نسائيه منذ سنوات، والصين هي من اهم البلدان في عالم تجاره الحرير. لكن دون خبره ومعرفه سيصبح اي تاجر عربي اضحوكه لان التجار الصينيين لا يرحمون لا القريب ولا الغريب. وكما حدث معك، يمكنك بسهوله تخفيض سعر ربطه العنق من 150 يووان (24$) الي 80 يووان (13$)، فهل تتخيل ماذا يحدث في الصفقات الكبيره؟".

واضافت: "منذ سبع سنوات ازور بكين مرتين سنوياً. صار التجار المختصون بالحرير وتفصيل الملابس النسائيه يعرفونني الي حد ما. في كل زياره امضي ما يقارب عشره ايام واعود بعد عقد عدد من الصفقات التجاريه الناجحه. التجاره والعمل هما اساس بكين فهي اكبر المدن التجاريه في الصين وربما في العالم".

تاجر الالمنيوم الفلسطيني، الحاج عماد صافي لا يتحدث لا اللغه الانغليزيه ولا الصينيه، لكنه يعقد صفقات تجاريه يعجز ابناء الصين انفسهم عن عقدها. هي لغه المال والاعمال التي يفهمها التجار في ما بينهم. وقال صافي لرصيف22: "اكثر ما يزعجني هو طعامهم. لم استطع الاعتياد عليه. لذلك، احمل معي كلما اتيت الي هنا طعاماً عربياً ومعلبات واجباناً. حتي الخبز اجلبه معي. هنالك بعض المطاعم العربيه هنا لكنني لا استطيع الاتكال عليها لانني اتنقل دائماً بين المدن ولا اعود قبل اخر الليل".

تحولت بكين الي مكان يقصده طلاب العلم ومَن يريد الحصول علي معارف وتدريبات في مواضيع وتخصصات مفقوده في عالمنا العربي. هيكل محمد التونسي، موظف في وزاره البيئه التونسيه، قال: "جئت الي بكين للمشاركه في دوره تدريبيه مدتها شهر مختصه بالحفاظ علي البيئه وبناء القدرات في تخضير المدن. مضي علي وجودي اسبوعان ولم استطيع التاقلم مع عاداتهم المختلفه. اشتاق الي كل شيء في تونس، الي اكلها المميز من العلوش (الخروف) والحوت (السمك)، الي قهوتنا. اشتاق الي سماع اللغه العربيه".

واضاف مبتسماً: "برغم كل ذلك، علينا التعرف علي جميع عادات الشعوب وخصوصا شعوب اسيا وبالتحديد الصين، لاننا نجهلها ولا نعلم عنهم الا القليل. اعتقد ان بكين ليست عاصمه الصين فقط، وانما عاصمه العالم الاقتصادي والعملي. ونحن العرب ما زلنا نراوح في المكان نفسه دون اي تطور بل تراجعنا الي الخلف اكثر من اي وقت وخصوصاً بسبب الحروب العربيه الداخليه".

توصف المنطقه التي يوجد فيها عدد من المطاعم العربيه والشرقيه في بكين بشارع العرب. اسماء المطاعم في هذا الشارع مستقاه من الثقافه العربيه مثل "مطعم الف ليله وليله"، "معطم السفير الفلسطيني"، "مطعم الاكلات العربيه الشعبيه"، "مطعم الحلال"، "مطعم العرب". حين تمشي في هذا الشارع ستلفت انتباهك اللغه العربيه الصادره من الاشخاص المتحلقين حول بعض الطاولات المصفوفه خارج المطاعم. ستشعر بنوع من الالفه وستتخيّل انك تمشي في احدي العواصم العربيه.

اثناء مروري بجانب احد المطاعم، سمعت صوتاً ضعيفاً باللغة العربية: "اهلاً وسهلاً، تفضّل، في الداخل لدينا العديد من الوجبات العربيه". انه صوت فتاه صينيه ترتدي ملابس عربيه. "توجد موسيقى عربية، اهلا وسهلاً، تفضل". تلك الفتاه اسمها زيهوي ميناونا وتبلغ من العمر 33 عاماً. هي من مواليد الكويت وتعمل في هذا المطعم منذ 4 سنوات، وتعدّ رساله ماجستير بعنوان "العلاقات العربيه الصينيه بعد الربيع العربي".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل