المحتوى الرئيسى

"زواج مصلحة" وراء إتمام صفقة ميسترال

10/11 10:23

قالت تقارير ان الولايات المتحده اعطت الضوء الأخضر لفرنسا لاتمام صفقه  بيع سفينتين هجوميتين برمائيتين من طراز ميسترال الي مصر.

واكد موقع "شئون خليجيه" ان قرار باريس ليس نتيجه نوايا الفرنسيين والمصريين بقدر ما هو تاثير للتحركات الامريكيه، التي اوجزها في ثلاثه تحركات، اتخذتها الولايات المتحده، هي التي دفعت ميسترال الي حوزه المصريين:

 (1) اظهرت توسعات حلف شمال الاطلسي شرقًا وصولا الي دول البلطيق؛ سعي واشنطن وراء النفوذ في اوروبا الشرقية، بما في ذلك العديد من دول الإتحاد السوفيتى السابق. صحيحٌ ان الناتو ليس فقط كيانًا امريكيًا، لكن الولايات المتحده تعتبر مؤثره بشكل كبير في الحلف، ويحظي اي تحرك للناتو، علي اقل تقدير، بمباركه واشنطن. تُوِّج هذا التوجه الامريكي شرقًا في احداث اوكرانيا؛ وكنتيجه مباشره، ضغطت الولايات المتحده واوروبا علي فرنسا لرفض بيع سفن ميسترال لروسيا، التي موَّلت بناءها. 

(2) جاء التحرك الامريكي الثاني عقب استجابه رد فعل الجيش المصري علي الربيع العربي. لكن التجربه المصريه القصيره مع الديمقراطيه، وعدم استقرار حكومه محمد مرسي، تمخّض عن اعاده سيطره الجيش بالطريقه السلطويه المعتاده. 

ردًا علي ذلك، اضطرت الولايات المتحده الي توقيع بعض اشكال العقاب، رغم ان مصر حليف منذ فتره طويله؛ واختارت واشنطن قطع معونتها العسكريه التي تقدر بمليار دولار سنويًا الي مصر. ورغم ان القرار لم يفسد العلاقات الامريكيه-المصريه، فانه لم يغير وجهه نظر مصر حيال الاعتماد علي الولايات المتحده باعتبارها المورد العسكري الوحيد.. ومنذ ذلك الحين سعت القاهره لتنويع محفظتها من موردي الاسلحه. 

(3) صحيحٌ ان نقص الموارد المصريه اعاق بشكل كبير هذه الجهود، لكن التحرك الامريكي الثالث جاء في صالح القاهره. اذ تطوَّر الاتفاق النووي الايراني، الذي كان ينظر اليه سابقا باعتباره حلما، ليصبح ممكنا، ثم حتميًا. وادي ذلك الي تغيير موازين القوي في الشرق الاوسط، وتَرَك السعوديه متشككه حيال الامن السياسي الذي يوفره تحالفها مع الولايات المتحده. 

ونتيجه لذلك، اصبحت محاولات الرياض لمواجهه النفوذ الايراني مباشره في المنطقه اكثر نشاطا. وكانت الخطوه الكبيره في هذه العمليه، هي: سعي السعوديين لتعزيز التحالفات الامنيه الاقليميه، التي تعمل لتحقيق المصالح السعوديه. تضمن ذلك محاوله تشكيل قوه عربيه، تجمع فيها دول مجلس التعاون الخليجي بين مواردها الضخمه وعناصرها العسكريه المحدده؛ لتشكل قوه موحده، بالتعاون مع دول عربية اخري. 

ومصر هي حجر الزاويه في هذه القوه العربيه المقترحه بسبب قدراتها العسكريه، خاصه القوه البشريه. لكن تجميع الائتلافات الامنيه عمليه شاقه وطويله، ولم تسفر كافه محاولات الرياض ذات الصله حتي الان عن اي شيء ملموس.

في نهايه المطاف، اسفرت التحركات الامريكيه المذكوره انفًا عن زواج مصلحه، فبينما تريد مصر شراء معدات من جهه اخري غير الولايات المتحده، لكنها لا تستطيع تحمل تكلفتها، فان السعوديه تريد اعاده التوازن في الشرق الاوسط عبر ائتلاف يتخطَّي مظله الامن الامريكي، وتوافر سفينتين حربيتين متقدمتين، من طرف خارجي، يمكن ان يجمع كافه المصالح في بوتقه واحده، وفق التقرير. 

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل