المحتوى الرئيسى

مترجم: لماذا يصمت الغرب عن الانتهاكات الوحشية في اليمن؟ - ساسة بوست

10/10 12:18

منذ 12 دقيقه، 10 اكتوبر,2015

ما الذي علي المحك في اليمن اكثر من الانتهاكات المنهجيه لاتفاقيات جنيف بشكل فاق اي انتهاكات شهدتها الحروب الاخيره التي دعمتها القوي الغربيه في العالم العربى (العراق، سوريا، ليبيا وقطاع غزه) حتي تلتزم تلك الدول بالصمت المطبق؟

لمده سته اشهر كان هناك حصار للغذاء والوقود، وغدت اداره المساعدات (حتي من خلال الامم المتحدة) جزءًا من استراتيجيه الحرب، وجري قصف اهداف مدنيه وتاريخيه وتربويه ودينيه وطبيه، وتدمير البنيه التحتيه من الطرق والكهرباء والماء، واستعمال الاسلحه المحظوره.

كل هذا يحدث في بلد يزيد تعداد سكانه علي عشرين مليون شخص، والذي لا يوجد لديه دفاعات جويه فعاله، وهو بلد مشرع للقصف الجوي مثل الذي شهدته غزه. ولكن مثلما اشار مسؤول في وزاره الخارجيه الاسرائيليه، فان مبادئ القانون الانساني الدولي التي تنتهك بشكل منهجي في اليمن هي تلك التي تحتج بها هيئات الامم المتحده والحكومات ووسائل الاعلام الغربيه، والمنظمات المدنيه عندما يتهمون اسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزه.

وبعباره اخري، من خلال صمته وتوفير الدعم لقصف التحالف في اليمن، يكمل المجتمع الدولي محو مرجعيه القانون في الحرب.

وهذا ثمن كبير يجري دفعه بغيه النجاح في صراع يبدو انه لا يحظي بالتغطيه الصحفيه المطلوبه.

كيف يمكننا فهم اسباب الصراع؟ الناطقون باسم الحكومات الغربيه يذكرون ان ميليشيا الحوثي استولت علي العاصمه مما اضطر الحكومه الشرعيه الي مغادرتها. وهكذا، فان دعاه ‘الشرعيه’ في مجلس الامن الدولي (باستثناء روسيا) اعتبروه ضروريًا لاعاده الحكومه السابقه، علي الرغم من ان الجزء الاكبر من الجيش الوطني اليمني انحاز الي جانب الحوثي، الي جانب وجود قاعده شعبيه كبيره لها في صنعاء والشمال اليمني. وهذا واضح. ولكن نادرًا ما نتذكر انه قبل عام، رعت الامم المتحده اتفاقًا سياسيًا (اتفاق السلام والمشاركه الوطنيه) وشاركت في التوقيع عليه جماعه الحوثي والاحزاب اليمنيه الاخري، فقط حتي يجري رفد ممثل الامم المتحده، وتعيين اخر، وتوقفت المناقشات السياسيه مع حركه الحوثي، وتشكل تحالف عسكري لاعاده ‘الشرعيه’ داخل اليمن.

وبعدما مضي التحالف نحو تدمير ليس فقط اليمن ولكن القانون نفسه، فان استمرار المفاوضات السياسيه بالتاكيد كانت تكلفتها اقل بكثير.

هل حقًا لا يجب التلفظ ببعض الكلمات؟ علي سبيل المثال، شعارات الحوثي تدعو الي “الموت لامريكا واسرائيل”. وهذا الشعار الذي تتعالي صيحاته في شوارع العاصمه من الواضح انه غير مقبول للقوي المعنيه. حتي وان كان يتردد في بلد عربي صغير هامشي، وزاد صخبه بعد صب اللعنات علي العاهل السعودي منذ بدا القصف.

وتظل الحقيقه ان جماعه الحوثي هي حركه دينيه سياسيه تعمل، علي عكس القاعده او داعش، مع الاحزاب العلمانيه السياسيه، بما فيها الحزب الإشتراكي اليمني، ومرارًا وتكرارًا تتفاوض سياسيًا، وكان اخر تلك المفاوضات الموافقه علي الشروط الاساسيه لقرار مجلس الامن رقم 2216، الذي يعطي التحالف غطاءً لهجومه لاستعاده “الشرعيه”.

لذا ما الذي يقع علي المحك حتي يصمت العالم علي قصف التحالف لليمن منذ سته اشهر؟

هل هو المال فقط؟ من الواضح ان المملكه العربيه السعوديه (مع امتلاكها طائرات حربيه بريطانيه اكثر مما يمتلكه الجيش البريطاني) ومجلس التعاون الخليجي يمكنهما شراء الكثير من وسائل الاعلام، والاسلحه، والناس. الا ان الدعم المقدم من قبل كل من الولايات المتحده وفرنسا والمملكه المتحده الي التحالف يتجاوز ما يمكن ان يشتريه المال. لذا، ما الذي يقع علي المحك؟

الفرنسيون، الذين يسهلون الحصار البحري، ما يزال لديهم قاعده عسكريه في جيبوتي. وهي تسمح لهم بمواصله دورهم كلاعبين في شبكه عالميه (تضم قاعده دييغو غارسيا و1400 قاعده عسكريه اميركيه في الخارج) توسعت من ايام الحرب البارده. واليوم، لا تقتصر وظيفه القاعده الواقعه في جيبوتي علي البر، ولكن تحت البحر ايضًا، وذلك بهدف مراقبه كابلات الاتصالات، التي تمر بين الصين واسيا والغرب في قاع البحر. وعلي الرغم من ان كم الزائرين الي جيبوتي من الضفادع البشريه الفرنسيه قد يبدو لوهله انه يهدف الي مراقبه الكابلات، فلا بد ان هناك تنسيقًا اوسع مع الغواصات الاسرائيليه التي تقوم بدوريات في البحر الاحمر.

يهدف التحالف الي ان يكون التطبيق العملي الاول لـ”قوه الانتشار السريع” التابعه لدول مجلس التعاون الخليجي التي تتلقي استشارات سرًا من قبل الضباط الاسرائيليين والامريكيين في اليمن. وهذا التنسيق في الهجوم الذي وقع في بلد عربي هو امر غير مالوف. كيف جري تسويق هذا؟ تشير حاله الغضب التي اشتعلت عقب وفاه جنود من قوات دول مجلس التعاون الخليجي الغازيه في مارب الي ان اليمن كان يُحلم به كبرنامج للتدريب علي الحروب علي غرار الحرب الاسرائيليه الاخيره، حرب يحددها القصف الجوي، ولكن من دون اثاره غضب دولي بسبب جرائم الحرب مثلما تعاني اسرائيل.

هل بات اليمن حقل تجارب للحروب الجديده؟ يبدو ذلك غريبًا منذ ان كان اليمن، بالمقارنه مع غزه، اكبر بكثير، واتضح ان شعبها اكثر فقرًا من الصوره التي رسمتها اجهزه الاستخبارات، وما زال هناك شيء من القوه لدي الجيش علي ارض الواقع. ولكن اذا تذكر المرء كيف خدم اليمن كمختبر للطائرات الامريكيه بدون طيار، بما في ذلك عمليه اغتيال استهدفت مواطنًا امريكيًا، ربما يكون ذلك مقنعًا.

في الواقع هناك شيء لامع حول الطريقه التي جري بها تسويق الحرب من قبل قاده دول مجلس التعاون (باستثناء عمان التي رفضت المشاركه) حتي لو كنا، الجمهور العام، لم نر الكتيّبات. بالنسبه للاماراتيين سيؤدي ذلك الي ازدهار للتجاره في المحيط الهندي والانفتاح علي شرق افريقيا ولكن بما يخضع لاختيارات اداره دبي. وبالنسبه للسعوديه كان الامر اكثر من ذلك بكثير: فهم يهدفون الي السيطره الموحده علي صحراء “الربع الخالي” وكميات اسطوريه غير مستغله من النفط والغاز الذي كانت تحرسه الولايات المتحده طالما كانت الحكومه يمنيه، وهي ممارسه لصنع وتفتيت المجتمعات والحكومات بقصف دقيق للسكان الذين يعتمدون علي واردات الغذاء. وانتصار مذهل جدا، حيث ستصبح شبه الجزيره العربيه ملكهم بالكامل، وسيكون ممكنًا الاحتفال بالسلام مع اسرائيل قريبًا علنًا.

في اوائل يونيو، وفي مؤتمر لمجلس العلاقات الخارجيه، اوضح اللواء انور عشقي السعودي الامر. وانضم اليه في هذا المؤتمر سفير اسرائيل دوري غولد. ما قاله عشقي ليس خبرًا جديدًا في السعوديه. ولكن من النادر التصريح به علنًا، هذا هو ما قاله عشقي:

“في شبه الجزيره العربيه، هناك حقل نفطي واعد في الربع الخالي، الذي من شانه ان يلزم دول مجلس التعاون الخليجي واليمن بالتعاون من اجل حمايته. ولا بد ان يكون هذا الاتحاد علي غرار الاتحاد الذي اقره دستور الولايات المتحده الذي وحد امريكا ومنحها ديمقراطيتها. اما بالنسبه لحقل اوغادين النفطي الواعد في اثيوبيا، فانه سيوحد القرن الافريقي تحت قياده اثيوبيا. ولا بد ان يجري بناء جسر بين القاره الافريقيه وشبه الجزيره العربيه: جسر النور الذي يجب ان يربط مدينه النور في جيبوتي بمدينه النور في اليمن.

كل هذا يتطلب عددًا من الامور:

1-تحقيق السلام بين العرب واسرائيل.

2-تغيير النظام السياسي في ايران.

4-تحقيق السلام في اليمن وتنشيط ميناء عدن لان هذا سوف يعيد التوازن الي التركيبه السكانيه للتوظيف في منطقه الخليج.

5-انشاء قوه عربيه بمباركه امريكيه واوروبيه لحمايه دول الخليج وكذلك الدول العربية والحفاظ علي الاستقرار.

6-سرعه انشاء نظم ديمقراطيه مع احترام مبادئ الشريعه الاسلاميه في العالم العربي.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل