لماذا وقفت ناقة النبي عند بيت أبي أيوب الأنصاري في الهجرة؟

لما وصل النبي صلي الله عليه وسلم الي المدينة المنورة، تزاحم عليه الانصار، كل يطلب منه النزول في بيته، فيمسكون بناقته ويريدون توجيها الي بيوتهم، فاذ بالنبي يقول لهم "دعوها فانها ماموره"، لتقف الناقه امام دار أبي أيوب الأنصاري.. فما سر هذه الدار؟

ذكر القسطلاني في المواهب اللدنيه، ان هذا البيت الذي لابي ايوب، بناه للنبي الملك تُبَّع الاول الحِمْيَرِيُّ، لما مر بالمدينه، وترك فيها 400 عالم، وكتب كتابًا للنبي ودفعه الي كبيرهم، وساله ان يدفعه للنبي عند بعثته، فتداول الدار الملاك الي ان صارت لابي ايوب، وهو من ولد ذلك العالم، كما ان أهل المدينة الذين نصروا النبي من اولاد اولئك العلماء، فعلي هذا انما نزل الرسول بمنزله، لا في منزل غيره".

اما تفاصيل هذا الكتاب الذي تركه تُبّع الاول، جاء في السيره الحلبيه، فكان نصه "الي محمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين ورسول رب العالمين، من تبع الاول الحميري، امانه الله في يد من وقع هذا الكتاب في يده، الي ان يدفعه الي اصحابه.. اما بعد:

"يا محمد، فاني امنت بك وبربك ورب كل شيء، وبكل ما جاءك من ربك من شرائع الاسلام والايمان، واني قلت لك ذلك، فان ادركتك فبها وَنِعْمَتْ، وان لم ادركك فاشفع لي يوم القيامه، ولا تنس فاني من اصل الاولين، وبايعتك قبل مجيئك وقبل ان يرسلك الله، وانا علي ملتك ومله ابراهيم".

الغريب ان تُبّع ختم الكتاب بايه قرانيه، وهي "للهِ الاَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللهِ" (سوره الروم: 4- 5)، وذكرها قبل نزول القران، وكان ذلك قبل مولد النبي بالف سنه، كما ذكر صاحب السيره الحلبيه، فلما قرا النبي الكتاب قال: "مرحبًا بتبع الاخ الصالح ثلاث مرات"، واضاف "لا تسبوا تبعا فانه كان قد اسلم".