مقترح تشكيل حكومة وفاق وطني ليبية بين الرفض المحلي والترحيب الدولي

طرابلس - (ا ش ا)

تباينت ردود الافعال المحليه والدوليه، حول اعلان المبعوث الاممي لدي ليبيا برناردينو ليون مقترحا بتشكيل حكومه وفاق وطني ليبيه امس الاول بمدينه الصخيرات المغربيه .

فقد توقع عضو مجلس النواب وعضو فريقه في الحوار السياسي الليبي ابوبكر بعيرة، ان يرفض مجلس النواب منح الثقه لحكومه التوافق التي اعلنها المبعوث الاممي ليون، محذرا من امكانيه "انفجار الوضع في ليبيا".

واتهم بعيره، في تصريحات ادلي بها لوسائل الاعلام، ليون بالسعي لتوقيع الاتفاق "مهما كان الثمن"، متهما اياه بـ"خرق ما تم الاتفاق عليه في المسوده، من خلال تعيينه رئيس المجلس الأعلى للدوله علي خلاف مبدا الانتخاب الذي ينص عليه الاتفاق".

واوضح بعيره ان الحكومه في صيغتها الحاليه "ستجعل الجيش في مهب الريح"، معتبرا ان القيادات المقترحه معروفه لمعارضتها لـ"عمليه الكرامه" وقائدها خليفه حفتر.

وخرجت امس الجمعه بساحه الكيش بمدينه بنغازي مظاهره شعبيه رافضه لمقترح المبعوث الاممي لدي ليبيا برناردينو ليون ولاسماء حكومه التوافق، وداعمه للبرلمان والقياده العامه للقوات المسلحه، وعبر المشاركون في المظاهره عن رفضهم المطلق للحكومه التي وصفوها "بحكومه الوصايا".

واكد المتظاهرون علي استمرار العمليات العسكريه لتحرير بنغازي من التكفيريين والمليشيات الارهابيه التي تتلقي الدعم من بعض الاشخاص الذين تم تنصيبهم في الحكومه الجديده.

واعلن المشاركون بالمظاهره في هتافاتهم ولافتاتهم، عن انحيازهم لتشكيل مجلس عسكري بقياده فريق اول الركن خليفه حفتر القائد العام للقوات المسلحه باعتباره السبيل الوحيد لانقاذ ليبيا من ازمتها.

وبدوره، رفض عضو وفد المؤتمر الوطني العام للحوار السياسي الليبي في الصخيرات عبد الرحمن السويحلي اعلان ليون "حكومه التوافق الوطني"، مؤكدا انه "لم يسمع عنها الا من خلال المؤتمر الصحفي".

وقال السويحلي، في تصريحات صحفيه، ان ليون "ليس هو من يقرر من يكون رئيس المجلس الاعلي للدوله"، مضيفا انه يرفض ترشيحه لهذا المنصب، معتبرا الحكومه المعلن عنها "لا تلبي متطلبات النجاح".

ومن جهته، نفي محمد العماري ان يكون المؤتمر قد رشح اي اسماء لتولي مناصب في حكومه التوافق، اما عضو المؤتمر عن حزب العداله والبناء خالد المشري، فقد جزم بان هذه الحكومه "سترفض من المؤتمر الوطني العام"، فيما اكد جمال عاشور رئيس المكتب السياسي لحزب الوطن ان حزبه "لديه تحفظ وفوجئ باسماء الحكومه" وانه "يعترض بشده علي اسلوب ليون في التعامل".

في المقابل، ايدت فرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا وبريطانيا والولايات المتحده تشكيل حكومه وحده وطنيه في ليبيا، برئاسه مصطفي السراج، مثلما اقترحت الامم المتحده لانهاء الصراع بين الفصائل المتحاربه.

وقال الحلفاء الغربيون، في بيان مشترك، ان "التاخير في تشكيل حكومه وحده لن يؤدي الا الي اطاله امد معاناه الشعب الليبي والي استفاده الارهابيين الذين يسعون لاستغلال الفوضي".

ومن جانبها، قالت الممثله الساميه للسياسه الخارجيه والامنيه بالاتحاد الاوروبي ونائبه رئيس المفوضيه الاوروبيه فيدريكا موغريني، ان عرض الحزمه النهائيه للاتفاق السياسي الليبي من قبل الممثل الخاص للامين العام للامم المتحده برناردينو ليون خطوه هامه نحو استكمال مفاوضات صعبه في الاشهر الاخيره وذلك في تصريح لها عقب الاعلان عن حكومه الوحده الوطنيه.

وجددت موغريني تاكيدها علي ان الاتحاد الاوروبي مستعد لتقديم دعم فوري كبير سياسيا، وماليا بحزمه مساعدات تصل الي 100 مليون يورو للحكومه الجديده.

وبينت موغريني ان الاتحاد الاوروبي يؤيد تماما النص النهائي وقاده حكومه الوفاق الوطني، الذين سيكون عليهم الان مسؤوليه تشكيل الحكومه الجديده والاشراف علي تنفيذ الاتفاق..