المحتوى الرئيسى

طارق الشناوي يكتب: “مالمو” السويدي يمنح الجائزة الكبرى إلى “ذيب” الأردني !!

10/09 13:31

اكتب هذه الكلمه قبل الاعلان الرسمي لجوائز مهرجان “مالمو ” للسينما العربيه في دورته الخامسه التي عُقدت في تلك المدينه الساحره بالسويد .

الجوائز بالفعل اذيعت مساء الثلاثاء الماضي بلجنه تحكيم راسها المخرج محمد خان وعضويه الناقد اللبناني محمد رضا ورئيسه المركز الثقافي للسينما بالجزائر نبيله روزيق ، المنافسه كانت قويه بين العديد من الافلام العربيه ، ولكني اعتقد ان ” ذيب” ارتفع الي مكانه خاصه في لغته السينمائيه تتيح له ان يستاثر بالجائزة الكبرى افضل فيلم عربي .

الفيلم الاردني ينتقل في غضون اقل من عام من” ابوظبي” الي “القاهره “ثم ” الدوحه ” في مهرجان ” اجيال ” لسينما الأطفال ،ومرورا بالعديد من المهرجانات العالميه ليستقر اخيرا في “مالمو “، ويرشح ممثلا للسينما الأردنيه في الاوسكار 2016 فهو ينطبق عليه كل الشروط التي تؤهله لكي يحصل علي فرصته كافضل فيلم ناطق باللغه غير الانجليزيه .

الشريط لا يمكن اعتباره فيلما للاطفال رغم ان البطوله لطفل وبنفس المقياس لا يمكن اعتبار مثلا ان الافلام التي جمعت بين انور وجدي وفيروز افلام اطفال برغم ان القوه الضاربه فيها كانت لفيروز، و لا فيلمي “ام العروسه “او “الحفيد ” للمخرج عاطف سالم برغم الحضور الطاغي للاطفال.

في فيلم الاطفال تجد الدٌمي تلعب دورا و لا يقدم الشريط السينمائي مشاهد عنف ولا دماء ودائما ينتهي الموقف بالانتصار بوسائل طفوليه ،النموذج الصحيح وايضا الاكثر شهره سلسله ” وحدي في المنزل” اخراج كريس كولومبوس والبطوله في الاجزاء الاولي لماكولاي كالكين .

وفي مهرجان “مالمو ” اطل علينا الفيلم الاردني ” ذيب” لناجي ابو نوار والفيلم ينتقل بقوه من مهرجان الي اخر ودائما تنتظره الجائزه حتي لو فاتته بعضها مثلما حدث في مهرجان ” القاهره” الدوره الماضيه لاسباب متعلقه بقناعه لجنه التحكيم ، التي لم تكن موفقه تماما في استبعادها لفيلم ” ذيب” بينما كان لي حظ المشاركه في العام الماضي في لجنه تحكيم النقاد العالميين ” الفيبرسكي” في مهرجان ابوظبي ومنحنا الفيلم جائزه افضل فيلم روائي عربي وكنا اول لجنه تحكيم تمنح الفيلم الجائزه.

الفيلم يؤكد علي ان المملكة الأردنية تسير بخطي واثقه لتاكيد قدرتها علي صناعه افلام سينمائيه تنتمي الي البلد وتحمل جنسيتها وتملك روحا ابداعيه لا يمكن سوي ان نلحظ وجودها علي الساحتين العربيه والدوليه . ” ذيب” يلعب في مساحه مختلفه حيث ان لديه البيئه البدويه والصحراء الشاسعه فهي المقدمه وهي عمق الكادر ايضا .

هذه المره نعيش الصحراء والمقاومه والاتجار بكل شي ء حتي الايمان ، والتضحيه في سبيل المبدا بكل شيء حتي الروح ، الفيلم يشعل الشاشه بنار ووهج الابداع.

المخرج الاردني ناجي ابو نوار يقدم في اول افلامه الروائيه وبمشاركه من باسل غندور في كتابه السيناريو تلك الرؤيه التي تُقدم لنا عالم الصحراء في الحرب العالميه الاولي، الاحداث تجري عام 1916 بعد اندلاع الحرب بعامين وكيف نواجه الامبراطوريه العثمانيه التي تفرض هيمنتها علي العالم العربى ، نحن امام ثلاث قوي ،الاولي هي اهل الصحراء اصحاب الارض وهم يعملون في مهنه الدليل الذي ينقل الحجيج من تلك البقعه للحج الي بيت الله الحرام ،وهي مهنه متوارثه في تلك العائله ، والثاني قُطاع الطرق الذين لا يعنيهم سوي الاستحواذ علي المال و الخيل والجِمال تحت تهديد السلاح ،ثم الغزاه الذين يريدون السيطره علي مقدرات الوطن ، نحن نتابع هذا الشريط من خلال رؤيه تحمل قدرا يفيض بالطزاجه الابداعيه حيث ان البطل هو الطفل الذي ادي دوره جاسر عيد لم يصل بعد الي مرحله المراهقه وكان عليه وهو في بكاره العمر ان يعيش تفاصيل يتعرف عليها للوهله الاولي ليكتشف معني الوطن والشرف والنضال والقتل والتضحيه والحيله والصراع من اجل البقاء.

صُندوق القنبله الخشبي الذي يحوي اله تفجير تُصبح حافزا قويا ومؤثرا ومباشرا يزيد من جرعه الترقب فهو يظل يهددك كمتفرج بالانفجار وليس فقط الابطال علي الشاشه انه يبدو للوهله الاولي سلاح من اجل تحقيق مزيد من التشويق ، و كلما اقترب احد وخاصه الطفل من هذا الصندوق تزداد درجه الخوف ولكن في الحقيقه هو يتجاوز ذلك بكثير حيث يصبح رمزا لكشف غموض الحياه التي ربما في لحظات تبدو هي ايضا قنبله علي وشك الانفجار في وجه من يقترب منها ،الحاله التي عليها الشاشه حتي في الصمت كانت تعبر عن عين تلتقط الصوره برؤيه مزدوجه بقدر ما هي كشفيه فانها ايضا دراميه وجماليه ، الصحراء من خلال عين المخرج تشع حضورا وابداعا وتتحدي الفقر الظاهر والمباشر الذي يبدو للوهله الاولي في الصوره المتكرره بالضروره قبل ان تنضح بكل تفاصيل الجمال .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل