المحتوى الرئيسى

عسل الصحراء المغربي.. رحلة "الشتاء والصيف"

10/09 09:32

مع بدايه حلول الشتاء يضطر مربو النحل في منطقه "تزنيت" الامازيغيه (جنوبي المغرب) للسفر بخلاياهم الي ما يزيد علي 700 كلم شمالاً، ليغذي النحل نفسه علي رحيق اعشاب اخري، غير تلك التي الفها في الصيف، ليُخرج عسلاً بنكهات مختلفه.

وفي مناحل "تزنيت" وعلي طول الشريط الساحلي يتغذي النحل خلال فصل الصيف علي اعشاب ونباتات "الدغومس"، و"الزعتر".

وتُعرف تزنيت، ومناطق الجنوب المغربي عموماً، باعشابها ونباتاها الطبيه الكثيره، التي يتخذها النحل مرعي له، والعسل اسماً له، ويجعل مربو النحل من الارض التي تنبت عليها مجالاً لحرفتهم ويتخذونها "مناحل".

في منطقه منبسطه قرب مدينة تزنيت "تتخذ التعاونيه الفلاحيه" لتربية النحل وانتاج العسل، منحلها الاصلي، حيث تنتصب اعشاب "الدغومس" الشوكيه، منطقه يقول عنها الحسين الازرق، رئيس التعاونيه، انها "تتميز بنحلها الصحراوي الاصفر، الذي يقاوم الحراره، وبجوده عسلها العاليه، مقارنه مع المناطق الاقرب للبحر، حيث ترتفع نسبه الرطوبه ما يؤثر علي جوده العسل".

يستمر الحسين وشركاؤه في المنحل "القاري" من 15 يونيو/حزيران الي 20 اغسطس/اب، قبل ان يجنوا العسل في هذه المنطقه، والانتقال الي منطقه اقرب الي البحر علي شريط ساحلي يصل حوالي 70 كلم في اتجاه سيدي افني (جنوب)، في النصف الثاني من انتاج "الدغموس" والاستقرار فيها الي بدايه اكتوبر/تشرين الاول.

في بدايه موسم الشتاء، يضطر النحالون الي الاستقرار في مناحل تقع في منخفض تكون فيه المؤثرات البحريه دافئه، لتبدا مرحله يطلقون عليها "الاعداد الشتوي"، حيث يستريح النحل لغياب ما يرعي عليه، ويتعهد النحالون برعايته والتفرغ لمعالجه الامراض التي قد تصيب الخلايا.

وبين فبراير/شباط، ومارس/اذار يعمل هؤلاء علي تكثير المنحل وخلايا النحل.

يقول الازرق انه بالنظر الي الحداثه التي طالت قطاع تربيه النحل وانتاج العسل بالمنطقه الا انهم باتوا يتحكمون في تحسين سلاله النحل وجوده عسله، وذلك بفضل الدعم الذي يجدونه من قِبل برنامج للبنك الدولي للدعم والتكوين، عبر تعاونيه تشمل جميع النحالين باقليم (محافظه) تزنيت.

ويُنتظر ان تتفتح بالمنطقه ثلاث وحدات صناعيه لانتاج وتربيه ملكات النحل، وانتاج الغذاء الملكي، وحبوب اللقاح، وكذا انتاج الخلايا الخشبيه الفارغه، وشمع الاساس الذي يملاه النحل بالعسل، خاليه من المواد الكيميائيه او المشتقات البتروليه التي ينفر منها النحل، حسب بوجمعه بوزهور، الامين المالي للتعاونيه، في حديثه مع الاناضول.

يقسم نحالو التعاونيه "لنهضه اولاد جرار" في المنطقه خلايا النحل الي مجموعات، حسب نوع النبات الذي يرعي عليه، بين من يتغذي علي "الدغموس" او "الزعتر" او غيرهما، كما يفرقون بين النحل العنيف والمسالم، مع سعيهم المستمر الي تغيير العنيف ليصبح مسالماً من خلال تغيير الملكه.

ولا يقتصر النحالون في عملهم علي تزنيت والمناطق المحيطه بها، بل انهم في فصل الشتاء، وفي غياب النباتات التي يرعي عليها النحل، يضطرون الي التنقل بخلاياهم ليلاً لمسافه قد تصل الي 700 كلم شمالًا، بمنطقه سيدي سليمان، حيث يكثر "النحل الاسود".

واذا ما حل النهار قبل الوصول الي المنحل يضطرون الي التوقف طيله النهار لكي يستريح النحل، ومع حلول الليل ثانيه يعاود "موكب النحل" رحلته الي حيث النحل المقصود، مع توفير اسباب الحياه وخصوصاً الماء.

ويستمر النحل في الرعي علي نبته ما لمده قد تتجاوز الشهر بيومين او اربعه ايام، قبل الانتقال الي منطقه ونبته اخري.

في رحله تربيه النحل يظل النحالون متيقظون تجاه الطيور والحشرات التي تاكل النحل او حتي الملكه، اشدها واكثرها فتكاً حشره اسمها "لافارواز" صغيره جداً، لكنها تمتص النحل، اضافه الي مرضين اثنين يطلقون عليهما "الحضنه الاوروبيه"، و"الحضنه الاميركيه" نسبه الي موطن اكتشافهما، حتي الضفادع والقنافد لا تسلم خلايا النحل منهما.

وتاسست التعاونيه الفلاحيه "لنهضه اولاد جرار" عام 2012 من قبل مجموعه من الشباب خريجي الجامعه المغربيه في تخصصات مختلفه، لكن اغلبهم بعيد عن تخصص الفلاحه او تربيه النحل، كما يقول بوجمعه بوزهو، انهم اجتمعوا في اطار مشروع للتشغيل الذاتي.

ووفق بوزهور، فان الانتاج السنوي من العسل في المنطقه يترواح بين 3000 و5000 كيلوغرام، وان التعاونيه تعتمد في تسويقها لمنتوجها من العسل علي معارض دوليه، خصوصاً في فرنسا، وكذا معارض في المغرب، اضافه الي الزبائن المباشرين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل