ليالى قريش.. الليلة 151

زيد بن عمرو بن نفيل، كان صاحب دعوه لـ التوحيد، واللي وقف له الخطاب بن نفيل "اخوه وعمه في نفس الوقت"، شفنا الكلام ده.

زيد كان عنده اولاد وبنات، والخطاب كان عنده ولاد وبنات، واحد من ولاد الخطاب "عمر" اتجوز واحده من بنات زيد "عاتكه"، والعكس كمان: واحد من ولاد زيد "سعيد" اتجوز واحده من بنات الخطاب "فاطمه".

سعيد بن زيد ورث عن ابوه الميل لـ التوحيد، وعمر بن الخطاب ورث عن ابوه عداؤه لـ الدعوات الشبيهه. فـ كان طبيعي ان سعيد يدخل الاسلام من اللحظه الاولي، وعمر يعادي الموضوع من اول ظهوره، وفيه روايات عن اشتراك عمر في تعذيب اللي يمكن تعذيبهم من الجواري والعبيد الملتحقين بـ الاسلام.

سعيد لما اسلم، مراته "فاطمة بنت الخطاب" اسلمت معاه، وكانت خليتهم تضم معاهم كمان الخباب بن الارت، ومكنش اسلام التلاته معلن. بـ حسب الروايات يعني. في حين كان عمر منخرط في الدوله المكيه، لـ حد اختياره كـ سفير، نظرا لـ فصاحته وبلاغته. كمان هو كان ممثل لـ بني عدي في اي اجتماع قرشي رسمي، حتي لو بني عدي مكنوش من اقوي تلات اربع بطون في مكه.

هنا بقي بـ يتقال ايه: ان النبي كان بـ يدعي ربنا "اللهم اعز الاسلام باحد العمرين"، و"العمرين" هنا هم عمر بن الخطاب وعمرو بن هشام "اللي هو ابو الحكم، اللي هو ابو جهل"، ومش هـ اقول لك ان الحديث ده تصنيفه ضعيف، لا، ده كمان اللي بـ يخرجوا الاحاديث، بـ يقولوا: "لا اصل له"، مش هـ اقول لك كده، لكن فعلا الامر ده مش منطقي، مكه كانت مليانه ناس لو اسلم اي واحد فيهم كانت الموازين كلها اختلفت، كفايه عتبه بن ربيعه، لو كان اسلم كانت خلصت وقتي.

مش بس كده، فيه حاجات تانيه هـ نفهمها من السياق اللي جي علي طول دلوقتي، فـ خلينا نتابع القصه، والمهم، ان عمر فضل فتره طويله معادي لـ الدعوه الجديده، لـ حد ما حصل تحول فجائي، ودخل الاسلام بعد تسع سنين من بدايه الدعوه، يعني قرب الهجره.

فيه حاجه انشغل بيها الناس، وهي تفسير التحول الفجائي، وكـ العاده، فيه حاجه الهيه في الامر، خلينا نشوف قصه اسلام عمر المنتشره والمشهوره بين الناس، ونعلق عليها، وبعدين نقول هي ليه مش صحيحه، ومش ممكنه ومش مهمه اصلا، وان المهم اندفس في التاريخ.

قال لك عمر بن الخطاب كان ماشي في الطريق، رايح يقتل النبي، علي اساس انت عارف الصوره الذهنيه عن عمر، انه لما بـ يزعل بـ يدق العنق علي طول. فـ قابله راجل من بني زهرة، وقال له: رايح فين يا عمر؟ رايح اقتل الراجل اللي صبا ده، واللي افسد علينا عبيدنا والخ الخ.

فـ الراجل قال له: ويعني بني عبد مناف هـ يسيبوك؟ ولا بني زهره هـ يسيبوك؟ "مش فاهم بني زهره مالهم، بس ماشي"، فـ قال له: ولا بـ يهمني.

فـ الراجل لما يئس وحس ان عمر هـ ينفذ كلامه اكيد، قال له: طب مش تروح تشوف اختك الاول؟

ما هي اسلمت هي وجوزها.

فـ ده اللي خلي عمر يتراجع عن قتل النبي، وطلع علي بيت اخته، لقي الخليه كلها قاعده: سعيد وفاطمه وخباب، فـ قعد يخبط ع الباب: افتحوا، افتحوا. الخباب استخبي، وفاطمه فتحت لـ عمر، فـ دخل عليهم، ودور فيهم الضرب "ما قتلهمش الحمد لله" وقال لهم: صباتم؟