المحتوى الرئيسى

عسل الصحراء المغربي: رحلة الشتاء والصيف

10/09 02:19

مع بدايه الشتاء، يضطرّ مربّو النحل في منطقه تزنيت الامازيغيه جنوب المغرب، للسفر بخلاياهم الي ما يزيد علي 700 كيلومتر شمالاً، ليغذّي النحل نفسه علي رحيق اعشاب اخري، غير تلك التي الفها في الصيف، ليُخرج عسلاً بنكهات مختلفه.

وفي مناحل تزنيت، وعلي طول الشريط الساحلي، يتغذّي النحل خلال فصل الصيف، علي اعشاب ونباتات الدغومس، والزعتر.

وتُعرف تزنيت ومناطق الجنوب المغربي عموماً، باعشابها ونباتاتها الطبيه الكثيره، التي يتخذها النحل مرعي له.

في منطقه منبسطه قرب مدينة تزنيت، تتخذ التعاونيه الفلاحيه لتربية النحل وانتاج العسل منحلها الاصلي، حيث تنتصب اعشاب الدغومس الشوكيه. ويقول رئيس التعاونيه الحسين الازرق، انَّ المنطقه «تتميّز بنحلها الصحراوي الاصفر الذي يقاوم الحراره، فضلاً عن جوده عسلها العاليه، مقارنه مع المناطق الاقرب للبحر حيث ترتفع نسبه الرطوبه، ما يؤثر علي جوده العسل».

يستمر الحسين وشركاؤه في المنحل القاري من 15 حزيران الي 20 اب، قبل ان يجنوا العسل في هذه المنطقه، وينتقلوا الي منطقه اقرب الي البحر علي شريط ساحلي يصل حوالي 70 كيلومتراً في اتجاه سيدي افني (جنوب)، والاستقرار فيها الي بدايه تشرين الاول.

وفي بدايه موسم الشتاء، يضطرّ النحالون الي الاستقرار في مناحل تقع في منخفض تكون فيه المؤثرات البحريه دافئه، لتبدا مرحله يطلقون عليها اسم «الاعداد الشتوي»، حيث يستريح النحل بسبب غياب ما يرعي عليه، ويتعهّد النحّالون برعايته، والتفرغ لمعالجه الامراض التي قد تصيب الخلايا.

وبين شباط واذار، يعمل هؤلاء علي تكثير المنحل وخلايا النحل.

يقول الازرق انَّه بالنظر الي الحداثه التي طالت قطاع تربيه النحل، وانتاج العسل في المنطقه، الَّا انَّهم باتوا يتحكّمون في تحسين سلاله النحل وجوده عسله، وذلك بفضل الدعم الذي يجدونه من قبل برنامج «البنك الدولي» للدعم والتكوين، عبر تعاونيه تشمل جميع النحالين في اقليم محافظه تزنيت.

ويُنتظر ان تفتتح في المنطقه ثلاث وحدات صناعيّه لانتاج وتربيه ملكات النحل، وانتاج الغذاء الملكي، وحبوب اللقاح، وكذلك انتاج الخلايا الخشبيه الفارغه، والشمع الاساس الذي يملؤه النحل بالعسل.

يقسم نحالو التعاونيه خلايا النحل الي مجموعات، حسب نوع النبات التي يرعي عليه، بين من يتغذي علي الدغومس او الزعتر او غيرهما، كما يفرقون بين النحل العنيف والمسالم، مع سعيهم المستمر لتغيير العنيف ليصبح مسالماً، من خلال تغيير الملكه.

ولا يقتصر النحّالون في عملهم علي تزنيت والمناطق المحيطه بها، بل انّهم في فصل الشتاء، وفي غياب النباتات التي يرعي عليها النحل، يضطرون الي التنقل بخلاياهم ليلاً، لمسافه قد تصل الي 700 كيلومتر شمالاً في منطقه سيدي سليمان، حيث يكثر النحل الاسود.

واذا ما حلّ النهار قبل الوصول الي المنحل، يضطرّون الي التوقف طيله النهار كي يستريح النحل. ومع حلول الليل ثانيه، يعاود موكب النحل رحلته الي حيث المكان المقصود، مع توفير اسباب الحياه وخصوصاً المياه.

ويستمر النحل في الرعي علي نبته ما، لمده قد تتجاوز الشهر بيومين او اربعه ايام، قبل الانتقال الي منطقه ونبته اخري.

في رحله تربيه النحل، يظلّ النحالون متيقظين اتجاه الطيور والحشرات التي تاكل النحل او حتي الملكه، اشدّها واكثرها فتكاً حشره اسمها لافارواز صغيره جداً، بالاضافه الي مرضين اثنين يطلقون عليهما «الحضنه الاوروبيه»، و»الحضنه الاميركيه» نسبه الي موطن اكتشافهما.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل