المحتوى الرئيسى

أبرز عشر مدن تراثية عربية دمرها الصراع الحالي - ساسة بوست

10/08 16:08

منذ 1 دقيقه، 8 اكتوبر,2015

في اليمن والعراق وسوريا، هناك حرب علي الارث الثقافي العربي التاريخي، حرب يقودها اطراف عده، ما بين تنظيم ودوله وتحالف دولي، والنتيجه تدمير مدن يُسجل تاريخها في اعرق الكتب التاريخيه.

حالُ كارثي تاره يسجل في فيديو، وتاره يتم بسريه فتلتقط الأقمار الاصطناعية صورًا لدماره، تقرير “ساسه بوست” يستعرض عشر مدن عربية اثريه دمر النزاع اثارها بشكل جزئي او كامل.

اثارها واحده من سته مواقع سوريه مدرجه علي لائحة التراث العالمي، انها مدينة تدمر الغنيه بالمواقع الاثريه، التي وصلت لقمه ازدهارها عندما كانت حليفًا رومانيًا ضد الفرس، خرجت تدمر من عباءه الامبراطورية الرومانية، لفتره قصيره تحت حكم ملكتها الشهيره “زنوبيا” وبدات في غزو الاراضي التي تمتد من تركيا الحديثه حتي مصر، الا ان الامبراطور “اورليان” سحق هذا التمرد الجريء علي وجه السرعه.

دُمّر فيها وبكميات كبيره من المتفجرات قوس النصر الذي شيد منذ الفي عام، حسبما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، فقد قامت عناصر “داعش” في شهر مايو الماضي بتفخيخ وتفجير عده معالم اثريه في تدمر، ابرزها معبدا بل وبعلشمين الاثريان، كما قامت بسرقه كنوز اثريه كبيره من المدينه الاثريه.

الي الفي عام، يعود تاريخ مدينه الحضر العراقيه، وتحديدا الي الامبراطوريه السلوقيه التي سيطرت علي جزء كبير من العالم القديم الذي غزاه الاسكندر الاكبر، فهي واحده من اربعه مواقع عراقيه مدرجه علي لائحه اليونيسكو للتراث العالمي. ادرج اسمها عام 1987.

ازدهرت المدينه بعد دخول الاسلام اليها وتحولت الي موقع استراتيجي في الطريق التجاري التاريخي عبر اسيا الذي عرف باسم طريق الحرير، فهي تقع في صحراء محافظه نينوي، شمال العراق، تشتهر بمعبد الاعمده وسط موقع أثري مترامي الاطراف.

مؤخرًا، اكدت مصادر عراقيه ان المدينه دمرها عناصر تنظيم الدولة الاسلامية، دمروا بعض المناطق بالجرافات، ونسفوا اخري اخري بالمتفجرات، حتي وزاره الاثار العراقيه لم تقف علي حجم الدمار الذي لحق بالمدينه حتي الان.

خورسباد، هي عاصمه الدولة الآشورية في العراق، في زمن سرجون الثاني (تولي العرش عام 721 قبل الميلاد)، ومن اهم معالم المدينه التراثيه، قصر سارجون، تبلغ مساحته 1668 مترًا مربعًا، ويحيط بهذه المدينه سور يبلغ علوه 12 مترًا ذو ابراج يزيد عددها علي 150 برجًا، وفي السور 8 ابواب وكل باب سمي باسم اله اشوري، وتزين مداخل المدينه ثيران مجنحه برؤوس بشريه، تعتبر رمز الحضاره الاشوريه.

تعرضت المدينه لقصف في الثامن من مارس الماضي، علي يد عناصر من تنظيم الدوله الاسلاميه “داعش”، فقد فجر التنظيم وجرف مناطق اثريه في خورسباد، وقالت مصادر عراقيه انه قد نُهبت قطع اثريه نادره كانت في قصر سارجون، وتم بيعها في السوق السوداء.

حضارات متراكمه، من الاشوريه والحثيه الي الهيلينيه والبيزنطيه، ثم الاسلاميه، جمعت في اقدم مدن العالم الماهوله، انها “حلب”، تلك المدينه السوريه التي تضمّ العديد من الاسواق القديمه والمساجد الاثريه، والمدارس الدينيه، حتي كانت “عاصمه للثقافه الاسلاميه” عام 2006.

الان حلب الاكثر تضررًا في النزاع السوري الدولي، حيث تؤكد المصادر السوريه: “ان 80 % من اسواق المدينه دُمرت، و40 % من البيوت القديمه انهارت، وان كلفه اعاده ترميم ما تمّ تدميره قد تصل الي 150 مليار دولار”.

لقد دمرت براميل النظام السوري الاسواق والبيوت القديمه ومسحت المناطق التاريخيه بشكل كامل، هذا النظام الذي يسيطر علي المباني المطلّه علي حلب القديمه.

اضافه لكونها، العاصمه الاقتصاديه والتجاريه لليمن، فهي ايضا “عدن” التراثيه التي تعود بعض مواقعها الاثريه الي مئات السنين، والتي ظلت محافِظه علي مكانتها التاريخيه والروحانيه الي حين اندلعت الحرب في مارس الماضي.

فعقب سيطره الحوثيين علي صنعاء، تغير حال المدينه، دمر المتحف الحربي الذي يعود بناؤه الي العام 1918م، وسُرقت معظم مقتنياته الثمينه من اسلحه قديمه، ومعروضات عن تاريخ اليمن العسكري، وصور واعمال يدويه صنعها الانسان من الحجاره قبل 6 الاف عام قبل الميلاد.

كما دمر مسجد “العلوي” بشكل كامل، وهو مسجد شيده احد ائمه الصوفيه في النصف الثاني من القرن العاشر الهجري، ويُرجع بعض المؤرخين تاريخ بنائه الي السيده “بهجه” وهي اميره من اميرات بني زريع (قبيله حكمت اليمن في الفتره من 1138م – 1175م)، كما دمرت مكتبه عبدالله باذيب بقذائف الحوثيين، وهي مكتبه تقع بمحاذاه المتحف الحربي، وتُعد صرحا ثقافيًا تنويريًا رائدًا، كما تقول المصادر اليمنيه، حيث يعود تاريخ بنائها الي اكثر من 5 عقود.

اسقاط تماثيل ومنحوتات من قواعدها الحجريه ثم تحطيمها بالمطارق، مشهد متكرر يقوم به عناصر تنظيم الدوله الاسلاميه “داعش”، اكثره خاص بمدينه الموصل العراقيه.

لقد دمر التنظيم الكثير من الاثار بالموصل، ففي يوليو الماضي دمر مرقد النبي يونس وقاموا بتفجيره امام الناس، ودمروا متحف الموصل، ثاني اهم المتاحف العراق بعد المتحف الوطني في بغداد، كما احرق عناصر التنظيم الالاف من الكتب والمخطوطات النادره في مكتبه الموصل.

“الصالحيه” كانت مدينه بابليه حتي عام 538 قبل الميلاد، وتحولت الي فارسيه عندما سقطت بيد الفرس وشكلوا الامبراطوريه الفارسيه علي انقاضها، تقع مدينه الصالحيه تلك، في باديه الشام، قرب دير الزور.

واكد تقرير صادر عن الاندبندنت البريطانيه: “ان المدينه الاثريه تعرضت لقصف مدفعي ثقيل في فبراير 2014 وتدمر اكثر من 80% من المدينه علي اثره، كما عانت المدينه من عمليات الحفر والتنقيب العشوائي من قبل عصابات سرقت العديد من القطع الاثريه والعملات القديمه”.

تعود بعض المواقع الاثريه في مدينه “صعده” اليمنيه الي ما قبل الاسلام، كما تضم المدينه التاريخيه عده قلاع وحصون اسلاميه، من اهمها جامع “الامام الهادي الي الحق”، اقدم ثالث مسجد بُني في اليمن، وتحديدًا قبل 1200 سنه، وجامع “البكيريه” الذي بُني اثناء ولايه الوالي العثماني حسن باشا، حيث تم الانتهاء من بنائه في عام 1005هـ الموافق 1597م.

وفي مايو الماضي، استهدفت طائرات سعوديه مسجد الامام الهادي في مدينه صعده؛ كونه كان معقلًا للحوثيين.

طراز معماري فريد تراثي، تزينه زخارف غنيه بالفنيه العاليه، ومبانٍ متعدده الطوابق مزينه باشكال هندسيه، هذا ما يميز كتل النوب والاسوار والمساجد والسماسر والاسواق في اقدم المدن الماهوله في العالم، وهي “صنعاء” اليمنيه، تلك المدينه التي تعد من اهم مواقع التراث العالمي لليونسكو.

تشتهر صنعاء ايضا بماذنها الشاهقه وقبابها البيضاء الناصعه، حيث يوجد فيها حوالي (50) مسجدًا، من اقدمها الجامع الكبير، اول مسجد بني في اليمن، فقد بني في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم.

في الحادي عشر من مايو الماضي، تعرضت البلده القديمه علي وجه التحديد في صنعاء لغارات جويه من السعوديه، تضررت المباني التاريخيه بشكل كثير، ودُمِّر حي القاسمي المدرج ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو، ويضم تسعه الاف منزل من الطين، بني بعضها قبل القرن الحادي عشر.

وعقبت المديره العامه لليونسكو «ايرينا بوكوفا» علي هذه الكارثه بالقول: “هذه الهجمات تدمر التراث الثقافي الفريد في اليمن، والذي هو مستودع لهويه الشعب وتاريخه وذاكرته وشهاده استثنائيه لمنجزات الحضاره الاسلاميه .. ادعو جميع الاطراف الي الامتناع عن استخدام او استهداف مواقع التراث الثقافي والاثار، احترامًا للمعاهدات الدوليه وتنفيذًا لها”.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل