المحتوى الرئيسى

رشا شربتجي: الهرب باتجاه الحبّ

10/07 10:24

قلبُ المخرجه رشا شربتجي دليلها، حين تدير دفّه الكاميرا. ذلك ما تقوله لـ«السفير» في حديث خلال تصوير مسلسل «سمرا» في البرباره شمال لبنان. شيّدت خيم الغجر في موقع التصوير، وانجزت شربتجي الي الان ثلث المسلسل المؤلّف من ستين حلقه. تقول: «سنصوّر في مناطق عدّه بين لبنان ومصر، واخترنا منطقه البرباره تحديداً، لانّ الغجر يعيشون عادهً بالقرب من البحر او بعيداً من المدن بالقرب من الحدود». تشير شربتجي الي انّ التصوير قد يستمرّ لشهرين او ثلاثه، بحسب ظروف الطقس، مؤكّدهً انّ هناك التزاماً بعدد الحلقات، اذ انّها لن تزيد عن ستين حلقه، لانّ كاتبه العمل كلوديا مرشليان «كتبت نهايات ساخنه ومهمه في كل حلقه، وكل منها لها تمهيد وذروه باحترافيه عاليه»، بحسب تعبير المخرجه.

يشارك في بطوله العمل الذي تنتجه شركه الصبّاح الممثلون نادين نسيب نجيم، واحمد فهمي، وطوني عيسي، ومني واصف، وسمر سامي، واخرون. وبالعوده الي حديث القلب، تؤكّد المخرجه انّ قلبها يحدّد خياراتها المهنيّه، لانّه «في رحله بحث دائمه عن اناس يعيشون اقداراً مكتوبه لهم، ويمضون سنين طويله من دون ان يفكّر احد بوجودهم، ولا بماذا يُحبّون او يكرهون. هناك شرائح في المجتمع، تعيش في دائره النبذ، ولا تحصل علي حقوقها الاساسيه من تعليم وطبابه واحترام. نحن في عصر نقتل فيه بعضنا البعض، ونصنع السلاح لذلك. نجد من يختار ان يكون مسالماً، واخر لا يجد سبيلاً الي العيش سوي القتل من دون اي ذنب اقترفه الاخر، ولكن ماذا لو كانت الظروف افضل؟ وفي خضمّ كلّ الظروف المليئه بالجور والقهر تنبت قصص حب، وهذا بالضبط ما جعلني اُغرَم بـ «سمرا» الذي يروي قصه الغجر في زمننا المعاصر، اذ يعيشون مكتومي القيد وغير معترَف بهم، وسنضيء عليهم من هذا المنظار ضمن قالب شيّق ومتين».

قبل الازمه السوريّه، انصبّ اهتمام شربتجي علي انجاز اعمال تبحث عن مناطق الفساد لتضع يدها علي الجرح. «كنت صداميه وجريئه حدّ الخطر. امّا اليوم فابحث عن الحب في الحرب، واهرب باتجاهه. حين يختفي صوت العقل، يشكلّ صوت الحبّ بلسماً للمشاهدين، وقد يخفّف عنهم في ظلّ ما يعيشونه من ضغط وفساد ومؤامرات ودمّ وكلّ ما يشاهدونه عبر نشرات الاخبار. امل هذا في الحقيقه، ان يكون المسلسل المليء بالحب بلسماً ولو بشكل مؤقّت لبعض الناس». هل تنساق بذلك خلف الموضه الدراميّه السائده حالياً، بجعل قصص الحبّ محوراً اساسياً لكلّ الاعمال؟ برايها ليس في الامر موضه مستجدّه، فكلّ المسلسلات تقوم علي الحبّ، لانّه المحرّك الاساس للدراما. كذلك، لا تصنّف اعمالها في خانه «موضه الاعمال العربيّه المشتركه». تقول: «في العام 2012، حين اخرجت مسلسل «بنات العيله»، كان فيه خطّ مصري، واخر خليجي، ولم يندرج الامر ضمن الموضه السائده في ذلك الوقت. الموضه لا تشغلني، ابحث عن نصّ، ولا يهمني سواء اكان عربياً مشتركاً ام مصرياً ام صاحب اي هويه عربيه اخري. اقرا ثم اقرا ثم اقرا، وانام بعدها لاستيقظ وحين اتذكّر شخصيات النص وكانّهم اصدقائي، اوافق مهما كان الثمن علي ذلك النصّ ولا ابالي بالعرض المادي ولا انظر اليه. المعيار هو مدي تعلّقي بشخصيات العمل، وتعاطفي او عدم تعاطفي معها». في هذا السياق، تعترف انّها متعاطفه مع معظم شخصيات «سمرا»، لكنّ شخصيّه سمرا التي تؤديها نادين نجيم تستاثر بتعاطفها الاكبر. تقول: «نادين محترفه ولطيفه ولديها مواصفات النجمه الحقيقيه من التزام وحب واخلاص وتفانٍ للعمل، تحفظ دورها وتاتي الي التصوير جاهزه، ولا تملّ من العمل لساعات طويله».

تجد شربتجي انّه من الجميل العمل في مسلسل يكون جاهزاً للتسويق بلا فبركه مقصوده لكونه مسلسلاً مشتركاً. «هذا الكلام ينطبق علي «سمرا» وعلي عملي بصوره عامّه، اري انّ عملي صادق وحقيقي وبيروت تتحمّل شخصيات كثيره حين يتمّ التصوير فيها». وتقول رداً علي سؤال حول قدره بيروت علي ان تكون اليوم هوليود العرب: «مصر لديها الكثير من المحطّات القنوات وشركات الانتاج وتكفي نفسها بانتاجها، امّا بيروت فيمكنها ان تكون حاضنه حقيقيه للاعمال العربيه المشتركه».

ما زالت شربتجي تعدّ مسلسل «تخت شرقي» (2010) من كتابه يمّ مشهدي واخراجها، وهو اهم اعمالها الي اليوم. تعزو الامر الي حواره الحقيقي والمتقَن. «كل ممثل اتقنَ عمله وكل عوامله في ادقّ التفاصيل كانت مُتقَنه، وما زال احبّ الاعمال الي قلبي». خاضت المخرجه تجربه التمثيل مرّه واحده، في مسلسل «الولاده من الخاصره ـ ساعات الجمر» من كتابه سامر رضوان واخراجها. تقول انّ التمثيل لا يعنيها، وكانت مشاركتها لانقاذ الموقف لا اكثر ولا اقلّ. «حين اغوص في عمليّه الاخراج، امثّل كلّ الشخصيّات، لذلك لا يعنيني التمثيل كثيراً، ولا افكّر بتكرار التجربه.

شخص واحد تنتظر شربتجي رايه لدي عرض اعمالها، وهو والدها المخرج هشام شربتجي. تقول: «هو الوحيد الذي يعنيني رايه لانّه حقيقي»، وتضيف انّ زوجها يغار علي عملها ويهمّها رايه لانّه حسّاس ويخاف علي نجاحها وعليها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل