المحتوى الرئيسى

اكتشف فوائد "الفضول" في كتاب البرتو مانجويل

10/07 09:19

القاهره- ( ا ش ا ):

لعل الثقافه المصريه بحاجه لاذكاء قيمه الفضول المعرفي وثقافه التساؤل فيما يشكل هذا النوع من الفضول الحميد قاعده في الثقافة الغربية تنطلق منها العديد من الاكتشافات العلميه المبهره والانجازات التي غيرت وتغير اوجه الحياه الانسانيه.

والفضول في سياق ثقافه التساؤل يقف علي النقيض من الظلاميه والثقافه الماضويه القامعه للسؤال والمكتفيه بالماضي والرافضه بصوره مريضه لاي تجديد بما يلحق افدح الخسائر باي محاوله للتقدم والاستجابه الفعليه لتحديات تتجدد باستمرار واشكاليات لم تكن مطروحه في الماضي.

وها هو الكاتب والاديب الارجنتيني الاصل والكندي الجنسيه البرتو مانجويل الذي يعيش حاليا في فرنسا محاطا بـ 30 الف كتاب اختار "الفضول" عنوانا لكتاب جديد هو بالفعل "مثير للفضول" بقدر مايؤكد علي حقيقه جوهريه الا وهي ان الفضول ولد مع الانسان الاول واستمر كدافع لاستمراريه الحياه علي الارض.

ومراقبه سلوكيات حيوانات مثل القطط والكلاب تكشف عن ان الفضول ليس حكرا علي الكائن الانساني كما يمكن بالملاحظه فهم علاقه الفضول بالتعلم عبر التجربه والمحاوله والخطا وهكذا يحق وصف الفضول "بالمعلم العظيم".

غير ان الانسان يبقي الاكثر فضولا ورغبه في الاستقصاء بين كل الكائنات كما يؤكد البرتو مانجويل في كتابه الجديد وهذا الفضول الانساني الطاغي مفيد في رحله البحث عن فرص جديده بل وتصور او اختراع هذه الفرص.

ويؤكد العديد من اساتذه وخبراء علم النفس ان الفضول جزء اصيل من المنظومه الاساسيه للمشاعر الانسانيه فيما يصف البرتو مانجويل مؤلف هذا الكتاب الجديد نفسه بانه صاحب عقل متسائل ويفخر بوصفه كاحد كبار الفضوليين.

واذا كان التاريخ الثقافي يقدم دروسا داله حول اهميه الفضول المعرفي فواقع الحال اننا في وضعنا الراهن بحاجه للفضول بمعني العقل المتسائل والمستفسر ليحل محل العقل الاسير والمكبل والمقيد بقيود عديده اغلبها من صنع عقولنا.

ومن الدال في الثقافه الغربيه ان كتابا اخر يحمل العنوان ذاته :"الفضول" كان قد صدر من قبل بقلم كاتب بريطاني متخصص في مجال الكتابات العلميه وهو فيليب بال كما ان الفضول كقضيه ثقافيه يشكل قوام كتاب "الاشياء" لايمي ليخ فيما تتفق هذه الكتب والكتابات الغربيه علي اختلاف المعالجات حول اهميه الفضول المعرفي وامكانات السؤال والعقل المتسائل.

وللفضول فوائد جمه ومخاطر عظيمه ايضا ويمكن وصفه "بملح الحياه" فهو حاضر في تفاصيل المشهد الانساني عبر الزمان والمكان , فهو حاضر مثلا في جائزه نوبل للفيزياء التي منحت هذا العام للعالم الياباني كاييتا وزميله العالم الكندي ارتر بي ماكدونالد تقديرا لبحوثهما حول "كتله النيوتريونات" واكتشاف الذبذبات في جسيم النيوترون بما يفيد انه يمتلك كتله.

والتجليات الحميده للفضول المعرفي ستتوالي خلال الساعات والايام القليله المقبله مع الاعلان عن بقيه الفائزين في جوائز نوبل لهذا العام بينما يثير الكتاب الجديد لالبرتو مانجويل تاملات حول دور الفضول في انجاز اعمال ادبيه وثقافيه خالده مثل "الكوميديا الالهيه" للشاعر الايطالي دانتي اليجيري والامكانات التي يتيحها الفضول لارتياد مناطق جديده في السرد الادبي وابداعات الشعر.

ثم ان الفضول يشكل محركا رئيسا لجهود انسانيه فذه في مجال الاكتشافات الاثريه وحل الغاز وشفرات الماضي ناهيك عن ابجديات لغات سادت ثم بادت وان كانت الثقافه الغربيه ذاتها لاتخلو من قصص واساطير داله حول مخاطر الفضول الانساني الزائد مثل قصه "صندوق باندورا" التي وردت في الميثولوجيا الاغريقيه حيث لم تصمد باندورا امام اغواء فضولها ففتحت الصندوق الذي يحوي كل شرور البشريه!.

ولاجدال ان الفضول حاضر وبقوه في مستجدات المشهد الاقليمي وتطورات العلاقات الدوليه وقد يتاجج بتساؤلات مثل التي تثيرها الصحافه الغربيه الان حول الدوافع الحقيقيه للتدخل العسكري الروسي في سوريا والتاكيد علي وجود اسباب خفيه لموسكو.

وبالتاكيد الفضول اقوي من الخوف عند البعض ومن هنا يقترن الفضول بالخطر وهاهو كتاب "الفضول " لالبرتو مانجويل يتضمن قصه مؤلمه عن الفيلسوف طاليس المالطي وهو احد الحكماء السبعه عند اليونان وقد سقط في بئر وهو غافل جراء فضوله المتقد بمتابعه حركه النجوم في السماء!.

ويقول الكاتب والشاعر والناقد البريطاني الراحل صمويل جونسون ان الفضول حاضر دوما في العقول العظيمه والمعطاءه وهو اول المشاعر واخرها اما الفيلسوف اليوناني العظيم ارسطو فقد اعلي من شان الفضول لحد القول ان الكثير من البشر يعيشون من اجل اشباع فضولهم فحسب فيما حاله النهم غير قابله للاشباع.

لاحاجه للقول ان هذه الحاله اسهمت وتسهم كثيرا في اعمار الارض وتحقيق مانسميه بالتقدم الانساني كما انه لابد من القول ان الفضول يمكن تطويعه وتكييفه بما يحقق حياه افضل ليتفادي الانسان المخاطر ويتمتع بامكانيه افضل للفهم والتحكم قدر الامكان في عديد الظواهر عبر رحله المسير والمصير!.

ولئن كان من ذهب الي ان الفضول يصل ذروته عندما يدرك اي شخص في صباه ان الموت مصير كل انسان فهناك من يقول ان الفضول يتجاوز الموت ذاته!، لاريب ان مايحدث بعد الرحيل عن الحياه الدنيا كان وسيبقي مثيرا لاقصي درجات الفضول الانساني، ولكن هل تنطبق مقوله ان الفضول يتراجع كلما تقدم الانسان في العمر علي كل البشر ام ان هناك فئات مثل العلماء والباحثين لاينخفض منسوب فضولهم ابدا؟!، في كل الاحوال الفضول حاضر في العديد من قصص الاكتشافات العلميه التي غيرت اوجه الحياه الانسانيه.

واذا كان الفضول قرين ثقافه التساؤل فكثيرا ماتبقي اسئله هامه في حياه الانسان دون اجابه تشفي غليل الفضول لان الكثير من التصرفات والممارسات الانسانيه تبدو مستعصيه علي التفسير وقد تكون دوافعها غير مفهومه من منظور المنطق او العقل.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل