المحتوى الرئيسى

«حرب النجوم 7 ـ يقظة القوّة».. لعبة المليارات

10/07 01:30

في معرض حديثه عن المخرج السينمائيّ وس كرافن (1939 ـ 2015)، عند تحقيقه «كابوس في شارع الم» (1984)، يقول الكاتب جون غريفن في كتابه «جوني ديب، متمرّد هوليوود» («السفير»، 26 اب 2015): «لماذا تُصنع تتمّه (للفيلم)، في حين ان الفيلم هذا مكتفٍ بذاته؟»، متسائلاً: «كم مرّه يُفترض بالقصّه هذه ان تُروي، قبل الانتهاء منها؟» (ص. 54).

التعليق معقودٌ علي الفيلم المذكور اعلاه، الذي يُمثّل فيه جوني ديب احد الادوار الثانويه في بدايات مشواره السينمائيّ. لكنه قابلٌ للطرح ازاء «السلاسل السينمائيه»، اي الافلام التي تُنجز اجزاء عديده منها، مباشره بعد النجاح التجاري الكبير للفيلم الأول، او تكون التتمه حاضره في المشروع قبل انجاز الجزء الاول، تماماً كما يحصل لاحقاً مع جوني ديب نفسه، عند اقرار تحقيق جزءين اثنين من السلسله السينمائيه «قراصنه الكارايبي»، الواحد تلو الاخر. سلاسل تُشكّل حلقات متتاليه يستكمل بعضها البعض الاخر (ثلاثيه «العرّاب» لفرنسيس فورد كوبولا مثلاً)، او تكون نسخاً اضافيه يُمكن مشاهده كل واحده منها علي حده، او من دون ان تكون هناك حاجه لمتابعتها بالتسلسل الزمني لانجازها («الحديقه الجوراسيه»، وان يحتاج المُشاهد الي بعض المعطيات لادراك اللعبه الاساسيه منذ بداياتها). سلاسل سينمائيه تبلغ حدّاً كبيراً من النجاح التجاريّ (مليارات الدولارات الاميركيه)، ويحصل بعضها علي نجاح نقديّ يُساهم في مزيد من الترويج الجماهيري لها هنا وهناك، في اصقاع مختلفه من العالم.

التوقّف عند السلاسل السينمائيه هذه نابع من حملات ترويج اعلاميّ لـ «حرب النجوم»، احدي اكثر السلاسل نجاحاً دولياً. ففي 18 كانون الاول 2015، تبدا العروض التجاريه لجزء سابع، ياتي بعد «ثُلاثيّتين»، اي فصلين اثنين يتالّف كلٌّ منهما من 3 حلقات: فصلٌ اول مُنجَزٌ بين العامين 1977 و1983، وفصلٌ ثانٍ (تدور احداثه قبل زمن احداث الثلاثيه الاولي) مُنجز بين العامين 1999 و2005. الجزء السابع هذا، «حرب النجوم، الحلقه السابعه: يقظه القوّه»، يُشكّل اول حلقه من الثلاثيه الثانيه. اما ولاده السلسله، فتتمّ علي يديّ جورج لوكاس، الذي يجد نفسه «مضطرّاً» ـ بعد اعوام عديده علي تحقيقه الجزء الاول في العام 1977، بميزانيه تساوي 11 مليون دولار اميركي فقط (ايراداته الدوليه تبلغ 775 مليوناً و398 الفاً و700 دولار اميركي) ـ الي «اعاده» تحقيق افلام الثلاثيه الاولي بتقنيات احدث واجدد واكثر تطوّراً، لانه لم يستطع تحقيق ما يصبو اليه، حينها.

لا يتّسع المجال هنا لقراءه معمّقه لمضامين الافلام ونصوصها المكتوبه وعوالمها المُصوّره بخيال بديع، وحيويه تشويقيه محمّله علي مفاهيم اخلاقيه واسئله حياتيه ووجوديه وفكريه مختلفه. لكن طرح الموضوع هنا نابعٌ من ان القدرات التقنيه الهائله، الموظَّفه في خدمه السلسله هذه، معطوفه علي مزيد من طرح مفاهيم واسئله متنوّعه، تقول عكس ما تفشل سلاسل اخري في صناعته: الابداع في المتخيّل المكتوب للقصص اداه وحيده لنجاح التقنيات الحديثه في صناعه السينما. هذا يعني ان «جمال السينما» يبقي مرتبطاً ببراعه المتخيّل الكتابيّ، معطوفاً علي براعه المتخيّل البصري ـ الشكلي.

تقول الارقام مساراً اخر لـ «حرب النجوم». فالنجاح التجاري الكبير يُفضي، لاحقاً، الي بيع جورج لوكاس حقوق «الملكيه الفكريه» للسلسله الي شركه «والت ديزني»، في تشرين الاول 2012، باكثر من 4 مليارات دولار اميركي بقليل. لن يكون الرقم مثيراً للدهشه، اذا كانت ايرادات الجزء الاول من الثلاثيه الثانيه «حرب النجوم، الحلقه الاولي: تهديد الشبح» (1999) للوكاس، تبلغ ملياراً و27 مليوناً و44 الفاً و677 دولار اميركي، هو الذي تبلغ ميزانيته 115 مليون دولار اميركي فقط. علماً ان اعاده عرضه مجدّداً بتقنيه الابعاد الثلاثه في العام 2012 حقِّقت ايرادات دوليه بقيمه 533 مليوناً و827 الفاً و888 دولاراً اميركياً.

جي. جي. ابرامز يُخرج الجزء 7، عن قصّه لجورج لوكاس طبعاً، في حين ان ابرامز ولورنس كاسدان يضعان السيناريو انطلاقاً منها. اما التمثيل، فموزّع علي «ابطال» اساسيين يعرفون نجاحاً دولياً بفضل السلسله، كهاريسون فورد وكاري فيشر، الي جانب ممثلين «جدد» في السلسله: جون بوييغا، وديزي ريدلي، واوسكار اسحاق، وادام درايفر وغيرهم. تروي القصّه ما يجري بعد 30 عاماً علي معركه «اندور» الحاصله سابقاً. الكوكب معرّض لمزيد من الاعتداءات والتحرّشات. اعضاء «تحالف المتمرّدين»، الذين يُشكّلون «تجمّع المعارضه»، يحاربون بقايا الامبراطوريه الموحَّده تحت جناح «الامر الاول». غير ان مقاتلاً «غريباً» يُدعي كيلو رين (درايفر) ـ يبدو متاثّراً بشخصيه دارك فيدور، المشهوره في الحلقات السابقه ـ يُطارد اعداء «الامر الاول» في الكوكب كلّه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل