المحتوى الرئيسى

بالصور| مجاهدو سيناء.. أقمار صناعية فكَّكت تحركات العدو

10/06 19:08

تاتي الذكري الـ 42 لانتصار السادس من اكتوبر ومعها تشرع الذاكره نوافذها علي صفحات منسيه تحمل في طياتها بطولات من نور سطرها "ابطال سيناء" المجاهدين، الذين قدَّموا الدعم والمسانده للقوات المسلحه ابان الحرب، فكان لهم دور بارز في تحقيق النصر وتحرير ارض الفيروز من الإحتلال الإسرائيلي.

"مصر العربية" رصدت سيره عدد من الابطال المجاهدين من ابناء قبائل سيناء، اعضاء منظمه سيناء العربيه، حيث تعاونوا مع الجيش منذ احتلال سيناء عام 1967 مرورًا بحرب الإستنزاف حتي تحقيق النصر في "6 اكتوبر".

وحسب ما تضمنته ملفات جمعيه مجاهدي سيناء فانَّ عدد المجاهدين المسجلين ضمن اعضاء منظمه سيناء العربيه يبلغ 750 مجاهدًا من مختلف عائلات قبائل سيناء، وجميعهم حاصلون علي وسام نجمة سيناء ونوط الامتياز من الدرجه الاولي بمنحه من الرئيس الراحل محمد انور السادات والرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.

حسن علي.. المجاهد النمر الاسود

المجاهد حسن علي خلف احد ابناء قبيله السواركه، لقب بـ"النمر الاسمر" لشده دهائه ومراوغته وتعدد اساليبه في التخفي والمناوره في سبيل جمع المعلومات عن المعسكرات الاسرائيليه لصالح القوات المسلحة.

وينتمي خلف لقبيله السواركه، وولد ونشا وما زال يقيم بقريه الجوره جنوب مدينه الشيخ زويد بشمال سيناء، وبدا مسيرته الجهاديه وهو لا يزال طالبًا في الصف الثاني الثانوي، عندما احتلت القوات الاسرائيليه سيناء، وقد شهدت منطقه الجوره والشيخ زويد ورفح مجازر حقيقيه علي يد القوات الاسرائيليه المحتله التي كانت تقتل كل من يقابلها سيناء سواء من الجنود او المدنيين رجالاً ونساءً.

وامام كل هذا، ذهب "حسن" الي بورسعيد بامر والده عبر الملاحات خوفًا عليه، لكن بعد ان وصل حسن الي البر الغربي التحق بافراد منظمه "سيناء العربيه" التي شكَّلتها المخابرات الحربيه، وبعد تدريبه ذهب في اول مهمه في سيناء خلف الخطوط لتصوير المواقع الاسرائيليه في مناطق رمانه وبئر العبد والعريش.

نجح حسن وتوالت العمليات الناجحه، واهمها ضرب قياده القوات الاسرائيليه في العريش التي تضم عناصر المخابرات ومبيت لطياري الهليكوبتر وكان مقرها مبني محافظه سيناء القديمه بالعريش.

عوده صباح.. مجاهد بنكهه حرِّيف

من بين المجاهدين الذين كبدوا العدو الاسرائيلي خسائر فادحه "عوده صباح " من ابناء قبيله الترابين بوسط سيناء، وهو من ابلغ المخابرات الحربيه عام 1972 انَّ القوات الاسرائيليه في سيناء تجري التدريب علي عبور مانع مائي عند منطقه سد الروافع بوسط سيناء، وانَّه شاهد معدات عبور عباره عن خراطيم فوق ناقلات كبيره.

كانت هذه المعلومه من المعلومات المهمه جدًا بالنسبه للقوات المسلحه التي كانت تعد وقتها لعبور قناه السويس باتجاه الشرق، وهو ما كانت تعد له اسرائيل للعبور باتجاه الغرب، وارسل المجاهد "عوده" بعض الصور الفوتوغرافيه الي المخابرات الحربيه التي التقطها لمعدات العبور الاسرائيليه.

في اكتوبر 1973، وبعد عبور القوات المسلحه قناه السويس وقبل حدوث ثغره الدفرسوار، ابلغ عوده صباحًا المخابرات الحربيه انَّ معدات العبور السابق الاشاره اليها تخرج من المخازن وتتجه نحو قناه السويس، وكان ذلك اول بلاغ صحيح عن احتمال عبور العدو لقناه السويس في الدفرسوار.

امَّا المجاهد موسي رويشد الملقب بـ"مهندس الالغام" فهو شاب من ابناء سيناء المجاهدين تخصَّص في زرع الالغام في طريق مدرعات وعربات القوات الاسرائيليه في سيناء، واجري عده عمليات ناجحه بعد وضع الالغام في اماكن مختلفه مع اخفائها بطريقه فنيه رائعه يصعب علي القوات الاسرائيليه اكتشافها.

 ذاع صيته في سيناء، وبدات المخابرات العسكريه الاسرائيليه "امان" في البحث عنه في كل مكان دون جدوي، وبشهاده قائد سلاح المهندسين الاسرائيلي فانَّ رويشد توصَّل لفك شفرات الالغام الاسرائيليه، وتمكَّن من تدميرها وكبد الجيش الاسرائيلي خسائر فادحه وساهم في عبور قوات الجيش لحقول الالغام التي كانت تحيط بمعسكرات وقود وذخيره تمَّ تفجيرها وتدميرها تمامًا.

وعندما تمَّ تكليف موسي رويشد بنسف مستودعات الذخيره الاسرائيليه في سيناء ادَّي المهمه بنجاح رغم تحصينها، ونفَّذ اكثر من 30 عمليه، وفي اخر عمليه شاركه صديقه البطل سلام دحروج الذي استشهد خلال الحرب، واصيب البطل موسي الرويشد بجروح غائره في جانبه الايمن وسقط مغشيًّا عليه.

وعندما افاق وجد نفسه وسط الجنود الاسرائيليين الذين حاولوا بكل الطرق اجباره علي الاعتراف علي افراد الشبكه التي يعمل معها لكنه رفض، فاحضروا والدته معصوبه العينين لعله يتراجع عن اصراره لكنها همست في اذنه قائله: "اصمد فالشدائد تصنع الرجال"  وحكمت اسرائيل علي البطل موسي الرويشد بالحبس لمده 13 عامًا لكن اطلق سراحه بعد مبادلته برفات اربعه جنود اسرائيليين.

كان للشيخ المجاهد سمحان موسطي مطير، اهم مشايخ جنوب سيناء، وكان قاضٍ شرعي ورجل دين، ومن اكثر ابناء سيناء خبره ودرايه بسيناء وجبالها ووديانها واكثر المشايخ تعاونًا مع القوات المسلحه.

وحسب روايه الشيخ المجاهد عيسي الخرافين، فانَّ الشيخ سمحان كان موجودًا في سيناء عند اجتيازها بواسطه القوات الاسرائيليه، وبدا مباشرهً تقديم المساعدات لافراد القوات المسلحه من سيناء ومدهم بالمعلومات ومساعدتهم في الوصول لمعسكرات العدو من خلال درايته بالطرق الوعره .

ومن ثمَّ تمكَّن المجاهد سمحان من العبور الي البر الغربي، حيث وصل سفاجا علي متن سفينه صغيره وسلَّم نفسه الي المخابرات الحربيه المصريه وبدا يتعاون معها في ارسال رسائل الي قبائل الجنوب عبر اذاعه "صوت العرب"، وتمكَّن من توجيههم للتقدم نحو المعسكرات الاسرائيليه ورصد حركه الجنود وعدد معداته، ومن ثمَّ تفجيرها بواسطه عبوات ناسفه كان ابناء قبيلته يزرعونها بجانب المعسكرات خلال رعي الاغنام.

كان المجاهد السيناوي شلاش خالد العرابي من انشط مندوبي المخابرات الحربيه وابرز رجال منظمه سيناء العربيه الذي انهك المخابرات الاسرائيليه بكل اجهزتها وافقدها توازنها في اواخر السبعينيات، لذلك سمي بـ"هدهد بئر العبد" ورصد جهاز الامن الاسرائيلي المعروف باسم "الشين بيت" الاف الدولارات مكافاه لمن يرشد عنه او يساعد في القبض عليه حيًا او ميتًا.

و"شلاش" هو المجاهد الذي نُشرت قصته في كتاب "المخابرات السريه العربيه"، للكاتب الاسرائيلي ياكوف كاروز، وهو الفدائي الذي قال عنه المدعي العام العسكري الاسرائيلي "عوزي زاك" انَّه وشبكته من اخطر شبكات الجاسوسيه التي كشفت عنها اسرائيل الي الان اثناء محاكمته امام المحاكم العسكريه الاسرائيليه والتي حكمت عليه في التهم الاربعه التي وجهت اليه بالسجن لمده 93 عامًا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل