المحتوى الرئيسى

جذور الصراع فى سوريا (1)

10/06 17:16

جذور الصراع في سوريا 1

دخلت القوات الفرنسيه الي دمشق بعد الحرب العالميه الأولى ضمن اتفاقيه سايكس بيكو حكم سوريا، خلال فتره الانتداب الفرنسي 12 مفوضًا ساميًا، حتي اتي الجلاء في 1946 ظهرت العديد من الاحزاب لكن اشهرها "البعث" الذي اتهم في مهده بانه "حزب انقلابي".

المساله السوريه تكاد تعصي علي الحل، لاسيما بعد دخول كل هذه الاطراف في الحرب الدائره هناك، علي اختلاف مصالحها. امريكا وروسيا تدخلان الحرب للحفاظ علي مصالحهما في المنطقه، وللتاكيد علي انتهاء مرحله العالم احادي القطب.

اوربا هي الاخري تريد ان تقضي علي تنظيم "داعش" في ارضه، بدلا من ان يتمدد اكثر من ذلك، ويصير مهددا القارة العجوز. اما العرب فالاختلاف سيد الموقف. السعوديه تقود المعسكر القائل بانه لا بشار بعد اليوم، بينما تقود مصر معسكر الهدوء والعقل وانتظار ما سوف تسفر عنه الاحداث، اما تركيا وايران فمازالا يبحثان عن الدور المهم في المنطقه.

لكن، مع كل هذه الاحداث والحوادث المتسارعه علي ارض سوريا، منذ اندلاع ما سُمي بثورات الربيع العربي عام 2011، لابد ان نبحث ونفتش في الطريق الذي مهد لكل هذا، لعلنا نصل او يصل غيرنا للحل.

سنبدا في السطور التاليه الحديث عن مرحله انتهاء الاستعمار الفرنسي، وولاده الدوله الوطنيه السوريا، وفي مواضع اخري قادمه سناخذ التاريخ السياسي السوري مرحله تلو الاخري، حتي نصل الي ما نشاهده الان.

ادت الحرب العالميه الاولي (انتهت 1918) الي انهيار اربع امبراطوريات عظمي هي: امبراطوريه روسيا، وامبراطوريه النمسا والمجر، وامبراطوريه المانيا، والامبراطوريه العثمانيه، التي كانت سوريا من ضمن تركتها.

زالت هذه الامبراطوريه الاخيره، وخلفت مكانها دوله تركيه خاليه من بعض مقوماتها السابقه، من شعوب ارمنيه، تم قتلها او تهجيرها، ويونانيه، تم طردها، وعربيه، لم يسطع تاريخها باي بصيص من نور منذ قرون. لقد قضت الامبراطوريه العثمانيه "الرجل المريض" نحبها اخيرًا، ولم يبق للدول الاستعماريه المنتصره (انجلترا وفرنسا) الا ان تتقاسم تركته.

كان اتفاق سان ريمو في ايطاليا في ابريل 1920، الذي اكد اتفاقات (سايكس/ بيكو) لتقسيم دول الامبراطوريه العثمانيه، اعطي لفرنسا حق الانتداب علي لبنان وسوريا، ولانجلترا حق الانتداب علي فلسطين وسوريا الجنوبية (شرق الاردن) والعراق.

بالفعل دخلت القوات الفرنسيه الي دمشق في 24 يوليو 1920، بعد معركه ميلسون التي حاول فيها السوريون، بقياده العقيد يوسف العظمه، وزير الحربيه انذاك، والملك فيصل، الوقوف ضد الاستعمار الفرنسي، فكان جيشه ضئيلا للغايه، لا يتعدي الـ5000 مقاتل تقريبًا، ومؤلفا من خليط من الجنود النظاميين وغير النظاميين، من متطوعين وبدو وعدد قليل جدا من المدافع؛ فتم سحقها في خان ميسلون علي مشارف دمشق.

قتل العظمه، وطُرد فيصل الي العراق، وصار ملكا لها حتي وفاته.

دخلت سوريا في عهد الانتداب وظلت نحو ربع قرن من الزمان، فتم تقسيمها بالفعل الي دويلات صغيره. حكم سوريا خلال هذا العهد 12 مفوضًا ساميًا عن الفرنسيين، وكانت النهايه عندما امر الجنرال اوليفا روجيه العام 1945، باطلاق المدافع علي دمشق وعلي مبني البرلمان، فدمر بعض احياء العاصمه، وقتل مئات المدنيين، وهذا ما الزم القوات البريطانيه بالتحرك الفوري للتصدي وتحييد القوات الفرنسيه.

بالفعل سقط الانتداب بعد حماقه روجيه بعام واحد، وطُرد الفرنسيون من دمشق، ودون ايه مهله، وبذلك اصبحت سوريا اول دوله انتدبت عليها فرنسا ونالت استقلالها.

اختارت سوريا قبل الاستقلال نظام الجمهوريه البرلمانيه، واسفرت الانتخابات عام 1943، اي قبل 3 اعوام من الجلاء، عن فوز حزب الكتله الوطنيه، ما ساعد علي اختيار زعيمه شكري القوتلي رئيسا للجمهوريه، الذي راي ان انقاذ البلاد يكمن في الغاء نظام المديرين واعاده العمل بالدستور، واجراء انتخابات حره، وتاليف حكومه تعبر عن الاراده الشعبيه، وتتسلم السلطه من الانتداب.

ما بين مرحله القوتلي حتي مرحله الانقلابات العسكريه، التي سوف نتحدث عنها في موضع اخر قادم، ظهرت العديد من الاحزاب، فظهر مثلا الحزب الوطني، الذي قصر سياسته علي العاصمه السوريه دمشق، فلم يطرح اي منهج مفصل ولم يخضع لاي نظام، فقط اعتمد علي مجموعه من القيادات ذوي التاريخ الوطني المشرف.

حزب الشعب انشق عن حزب القوتلي (الكتله الوطنيه)، بل كان معارضا شرسا له، بسبب سياسات الحزب الحاكم، الذي كان ينحصر طموحه، وفقا لقيادات الشعب، في ضمان وجوده السياسي والمحافظه المحدوده علي استقلال الدوله. بالفعل انشئ حزب الشعب، ومثل مصالح اهل حلب والمنطقه الشماليه، واكتسب تاييد عائله الاتاسي الاقطاعيه ذات الاملاك الشاسعه في حمص.

تاسست العديد من الاحزاب في تلك الفتره، غير الاحزاب المذكوره، ومنها الحزب الحديدي، وحزب الوحده، وعصبه العمل القومي، ذو التوجه العروبي، والجبهه الوطنيه المتحده، والهيئه الشعبيه، فضلا عن وجود جماعه الاخوان المسلمين.

ايضا تاسست بعض الاحزاب خارج سوريا، وتحديدا من مصر ولبنان، ومنها الحزب القومي السوري، الذي اسسه انطون سعاده ببيروت، وتوجهه قومي عروبي ايضا، اضافه الي الحزب الشيوعي.

اما حزب البعث، فهو الاهم، وسوف يطول الحديث عنه فيما بعد، لكن زمنيا، تشكل هذا الحزب سنه 1947، رافعا شعارات "الوحده والحريه والاشتراكيه"، ومن ضمن اهدافه الايمان بالقوميه العربيه، ووحده الامه ورسالتها الخالده، وامن الحزب وقت انشائه، بان السياده والسلطه مصدرهما الشعب، وعمل علي ايجاد نظام اقتصادي عادل يحول دون الاحقاد والنزاعات الداخليه دون انحياز لطبقه دون اخري.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل