المحتوى الرئيسى

الكنيسة الروسية وبوتين.. هل هو تبادل أدوار؟

10/06 16:00

كالقطره التي افاضت الكاس جاء دعم الكنيسه الارثوذكسيه في روسيا لقرار موسكو شن غارات جويه في سوريا ضد تنظيم الدولة الاسلامية، ووصفت ذلك بانه "معركه مقدسه".

دعم الكنيسه هذا جاء في تصريح لرئيس قسم الشؤون العامه في الكنيسه فسيفولود تشابلن، الذي قال ان "القتال ضد الارهاب هو معركه مقدسه اليوم، وربما تكون بلادنا هي القوه الانشط في العالم التي تقاتله".

واثار التصريح عاصفه من ردود الفعل، الامر الذي دفع ببطريركيه أنطاكيه وسائر المشرق للروم الأرثوذكس لاصدار بيان توضيحي اشارت فيه الي ان "وسائل الاعلام المحليه تناقلت ترجمهً غير دقيقه تدل علي سوء فهم او استخدام لتصريح تشابلن" .

ويقول رئيس دير "سيده البلمند البطريركي" الارشمندريت يعقوب خليل لصحيفه لبنانيه ان "ما ادلي به تشابلن جاء في اطار مقابله اذاعيه، ولم يصدر بيان رسمي عن الكنيسه الروسيه. وما قاله هو ان مقاومه الارهاب اخلاقيه، واذا اردتم مقدسه. لم يقل اطلاقا ان الكنيسه الروسيه اعلنت حربا او معركه مقدسه، لم يتطرق الي جهاد مقدس او حرب دينيه او حرب مسيحيه او ارثوذكسيه".

ويؤشر دعم الكنيسه للتدخل الروسي في سوريا الي الحرص علي اضفاء صبغه دينيه ومباركه من الكنيسه لخطوه الرئيس فلاديمير بوتين، وترسل رساله للمسيحيين بان لديهم ظهيرا دوليا يستطيعون الاعتماد عليه بعد فشل الاميركيين في مساعده مسيحيي العراق وسوريا للتشبث بارضهم.

ورغم ان القياده الروسيه لم تنبس ببنت شفه عن مسيحيي سوريا، فان اهدافها المعلنه من الحمله هي "القضاء علي الارهاب ومكافحه جماعاته ولا سيما تنظيم الدوله"، ولكن هناك من فهم كلام الكنيسه علي انه "حرب صليبيه، ونحتاج الي صلاح الدين جديد لتحقيق النصر"، كما غرد الخبير العسكري والاستراتيجي فايز الدويري.

ويبلغ عدد مسيحيي سوريا 1.5 مليون وفقا لاحد المصادر الحكوميه، ولكن العدد تناقص بشكل حاد مع استعار الحرب السوريه وازدياد الهجره وسيطره تنظيم الدوله علي عده مناطق يوجد فيها المسيحيون، حيث فرض التنظيم بمحافظه الرقه علي المسيحيين دفع الجزيه ذهبا وعدم اظهار ما يشير الي دينهم مقابل "عهد امان". وبث اصدارا يتطرق الي قيام "مسيحيي مدينه القريتين بريف حمص باعطاء التنظيم الجزيه"، والتزامهم بعقد الذمه. ووجه احد شرعيي تنظيم الدوله "رساله الي نصاري المشرق والمغرب، والي حاميه الصليب اميركا، اسلموا تسلموا، وان ابيتم فعليكم بدفع الجزيه".

كما تعرض عدد من رجال الدين المسيحيين والرهبان للقتل والاختطاف بينهم مطرانا حلب يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، اللذان مر اكثر من عامين علي اختطافهما من جهه مجهوله دون ورود اي اخبار عنهما.

ويعتبر احد المراقبين ان الكنيسه الشرقيّه في سوريا اقرب للنظام، وتساءل عن اسباب صمت وعجز الكنيسه المارونيّه بلبنان عن "مواجهه المخطط الروسي الحثيث السّاعي الي اعاده امجاد الامبراطوريه والانتقام التاريخي المتمثّل بالهيمنه علي الكنيسه الشرقيه واستعادتها".

ويقع في دمشق -التي زارها راس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك الراحل اليكسي الثاني وخلفه البطريرك كيريل عده مرات- كرسي بطريرك انطاكيه وسائر المشرق.

ويشير مدير مركز الدراسات المسيحيه الاسلاميه في "جامعه البلمند" بلبنان الاب جورج مسّوح حازم الي انه "لا حرب مقدسه في المسيحيه. كل حرب نرفضها، اكانت باسم اله اليهود، ام اله المسيحيين، ام اله المسلمين. لذلك، فان موقف الكنيسه الروسيه لا يعنينا، مسيحيو الشرق يؤمنون بان لا حرب مقدسه، ولا جهاد مقدسا، ولا حقا الهيا في الحرب".

ويتابع -في حديث صحفي- ان "العوده الي القرون الوسطي امر مرفوض، لا نريد ايضا الامبراطوريه البيزنطيه والبابويه اللتين شنتا حروبا باسم الله. ولا نقبل ايضا بداعش او باي كان يقاتل باسم الله".

وتوجه الي المسلمين بالقول "كما تتبرؤون من تنظيم الدوله وسواه ممن ينسب جهاده الي الله، نحن ايضا لا علاقه لنا بالكنيسه الروسيه وما اعلنته. للروس مصالح في هذه البلاد، المسيحيون الشرقيون لا يريدون اطلاقا دفع ثمن صراعات ونفوذ".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل