المحتوى الرئيسى

الغارديان: كيف قتل متطرفون هندوس مسلما لأكله لحم البقر؟ - ساسة بوست

10/06 12:06

منذ 28 دقيقه، 6 اكتوبر,2015

تقول صحيفه “الغارديان” البريطانيه ان التداعيات لا تزال مستمره لمقتل رجل مسلم في الهند ضرب رجلا حتي الموت؛ لاتهامه باكل لحم البقر في قريه بيشارا، التي تبعد مسافه ساعه بالسياره عن وسط مدينه دلهي.

ويذكر التقرير، الذي اعده جيسون بيرك، ان محمد اخلاق (50 عاما) قد مات متاثرا بالضرب الذي تعرض له، عندما هاجمه الرعاع في بلدته؛ لاعتقادهم انه وعائلته اكلوا لحم البقر، الذي يعد مقدسا لدي الهندوس. وقام متحمسون هندوس بجر اخلاق وابنه من فراشهما وضربا بالطوب، حيث مات الاب فيما لا يزال ابنه يصارع من اجل حياته.

وتشير الصحيفه الي زياره نائب المنطقه عن حزب باهراتيا جاناتا ماهيش شارما، الذي فاز بالانتخابات الهنديه في عام 2014 لتقديم العزاء للعائله. ونقلت “الغارديان” عنه قوله: “من المهم ان احضر لانني ممثل ديمقراطي”.

ويعلق بيرك بان زياره شارما، الذي يحتل منصب وزير الثقافه، هي اكثر اهميه من مجرد مجامله بسيطه لناخبيه. فقد حقق حزبه بهاراتيا جاناتا والقوميين الهندوس انتصارا ساحقا في ايار/ مايو 2014.

ويورد التقرير ان رئيس الوزراء نارنيدا مودي، زعيم الحزب الذي حرم حزب المؤتمر الوطني الهندي من النصر، بعد ان حكم الهند خلال الـ 68 عاما. ووعد مودي بانعاش الاقتصاد الهندي دون التخلي عن الثقافة الهندية.

وتنقل الصحيفه عن نقاد مودي، الذي زار الشهر الماضي الولايات المتحده، وحظي بترحيب من الرئيس الامريكي باراك اوباما، ومن مديري “سيلكون فالي”، قولهم انه منذ وصول مودي الي السلطه شعر المتطرفون الهندوس بالقوه. ويشيرون الي عده حوادث، منها اجبار الكثيرين عن التحول عن دينهم، والاعتداءات علي شاحنات تحمل البقر والهجمات المتكرره ضد افراد الاقليات الدينيه. ويشير معارضو الحزب الحاكم الي انه لم يقم بشجب هذه الحوادث.

وينقل الكاتب عن النائب عن حزب المؤتمر الهندي ايهشيك سنغي، قوله ان “صمت المستويات العليا مثير للدهشه”. مشيرا الي انه مثل مودي، فانه يثور جدل واسع حول شارما، الذي قضي حياته عضوا  في حركه “باهراتيا سوامي سيفاك سانغ”، وهي حركه دينيه احيائيه ثقافيه. وقال شارما في لقاء صحافي الشهر الماضي انه يجب “تطهير” الهند من التاثيرات الغربيه والحفاظ علي “الثقافه الهنديه”.

وتلفت “الغارديان” الي ان النقاش طرح عددا من الاسئله حول وضع الاقليات الاخري. فقد اثارت تصريحات لوزير الخارجيه العام الماضي عن “باهاغافاد غيتا”، وهو كتاب هندوسي ديني اقترح فيه جعل الملحمه الدينيه هذه مقررا وطنيا، وهو ما اثار احتجاجات من المسلمين (14%) والمسيحيين (2.3%) من مجموع 1.3 مليار هندي. كما اثار شارما جدلا عندما قال ان العالم النووي اي بي جي عبد الكلام “عالم عظيم ووطني هندي، رغم كونه مسلما”، وان القران والانجيل “ليسا مهمين للثقافه الهنديه”.

ويذكر التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، انه في زيارته يوم الجمعه لقريه بيشارا رفض شارما مناقشه تصريحاته السابقه، وركز في كلامه علي التصالح، وقال: “قيمنا ستعيش معا تحت قانون واحد في ظل الدستور”. واضاف: “هذا الحادث المؤسف، مقتل اخلاق، حدث في حراره الموقف، وحدث بسبب سوء الفهم”.

ويستدرك بيرك بان الاحداث التي ادت الي مقتل اخلاق الاسبوع الماضي واضحه. ففي نهايه الاسبوع عثر علي بقايا اقدام بقره خارج القريه. وفي يوم الاثنين استخدم احدهم مكبرات الصوت في المعبد قائلا ان احدهم تناول وجبه لحم.

وتنقل الصحيفه عن ديرات سينغ، الذي اعتقل ابنه بتهمه المشاركه في الهجوم، قوله: “اعتقد ان احدهم شاهد سيده تحمل كيسا فيه لحم، لا احد يعرف، ولكن قام اكثر من الف شخص بالهجوم علي البيت”، اي بيت اخلاق. واضاف: “شاهدوا اثار الدم، ومن ثم قام ما بين 60-70 شخصا بمداهمه البيت وجروه وضربوه حتي الموت”.

وينوه التقرير الي ان قتل الابقار يعد ممنوعا، لكن الحصول عليه واكله ليس حراما. وعثر علي كميه من اللحم في بيت اخلاق، حيث ارسلت للمختبر للتاكد منها، بحسب النائب العام راجيش كومار ياداف، المسؤول عن قريه بيشارا. ويقول ياداف ان الشرطه حضرت للتاكد من كل شيء والتحقيق فيه، وانها اعادت الامور لطبيعتها.

ويستدرك الكاتب بان التوتر لا يزال قائما، فعندما دعا شارما الي اجتماع في ساحه المعبد، ودعا الي التسامح، استمع الناس باحترام، لكن الجو كان عدائيا.

وتنقل الصحيفه عن احد قاده القريه جاغديش سيسوديا قوله للوزير: “لقد سلمنا اولادنا للشرطه، لكن هذا لا يعني التلاعب بمشاعرنا، فنحن نعرف ان ما اكل كان لحم بقر”. ويقول الناشط الهندوسي ساتيش سينغ، الذي حضر من دلهي للتضامن: “الهندوس كلهم يستنكرون هذا، والجميع متفق علي انه خطا، فبالنسبه للهندوس قتل رجل امر حساس يشبه قتل بقره، ونعامل البقره مثل امنا”.

ويفيد التقرير بان الجماعات المسلمه جاءت ايضا الي القريه، ويقول هلال مدني، الذي حضر مع 60 شخصا من دلهي: “ان كانت هذه الجريمه البشعه تحدث في مجتمع ديمقراطي، فما معني الديمقراطيه اذا؟”.

ويورد بيرك انه سبق الوزير شارما السياسي المسلم من جنوب الهند  اسد الدين اويس، حيث قال: “من المهم ان نكون هنا بسبب الجو العام الذي نشا ضد المسلمين في هذا البلد، سواء كانت اتهامات ضدهم بذبح بقره او كونهم ارهابيين، او اننا ننجب الكثير من الاولاد”. واضاف اويس: “ما حدث في بيشارا لم يكن عرضيا، بل كان جريمه قتل دينيه”.

وتحدث الكاتب مع حنيف، شقيق محمد، الذي يعمل مثله عاملا لمده 14 ساعه في اليوم كي يحصل علي 200 روبيه (اي ما يعادل جنيهين). وقال: “العمال كلهم هنا مسلمون، فنحن لا نملك ارضا. ونعيش في هذا المكان منذ مئه عام او اكثر، ولم تحصل لنا مشكلات مع جيراننا”. مشيرا الي ان معظم المسلمين يعملون في القري المحيطه ببيشارا، التي يملك اراضيها افراد ثاكرو، وهم ملاك الاراضي في الهند.

وقال حنيف: “كان محمد رجلا هادئا، مثلنا، كان يعمل بهدوء. وهناك 60 قريه للثاكرو، ولهذا يستطيعون عمل اي شيء، ويفروا من العقاب، اليوم شقيقي وغدا قد يكون اي شخص”.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل