المحتوى الرئيسى

سعد الدين الشاذلي.. البطل الخفي لحرب أكتوبر

10/05 20:42

يصفه البعض بانه العقل المدبر لحرب السادس من اكتوبر وصاحب خطه الهجوم المدبر الناجح علي خط الدفاع الصهيوني المنيع "بارليف".. انه الفريق سعد الدين الشاذلي احد ابطال حرب اكتوبر المجيده.

ولد الشاذلي بقريه شبراتنا مركز بسيون في محافظة الغربيه في 1 ابريل 1922 في اسره فوق المتوسطه منذ نعومه اظافره ارتبط وجدانيًا وعقليًا بحب العسكريه، كان الطفل الصغير يستمع الي حكايات متوارثه حول بطولات جده لابيه الشاذلي، الذي كان ضابطًا بالجيش، وشارك في الثوره العرابيه وحارب في معركة التل الكبير.

تلقي الشاذلي العلوم في المدرسه الابتدائيه في مدرسه بسيون التي تبعد عن قريته حوالي 6 كيلومترات، وبعد اكماله الابتدائيه، انتقل والده للعيش في القاهره وكان عمره وقتئذ 11 سنه، واتم المرحلتين الاعداديه والثانويه في مدارس القاهره.

بطولاته العسكريه في حرب اكتوبر

عرف الشاذلي ​ببسالته وتفوقه العسكري في كونه الوحيد الذي استطاع بفرقه من "الكوماندوز" عرفت باسم "مجموعه ​الشاذلي"، ان يعبر قناه السويس في حرب يونيو 1967 وان يتمركز بفرقته في صحراء النقب التي تحتلها ​اسرائيل وان يظل هناك ليومين متصلين متحفزا للهجوم علي العدو قبل ان تاتيه الاوامر من القياده ​بالانسحاب وهو الامر الذي كان اشد صعوبه من الحرب نفسها لانه يتطلب ان يعود مسافه 200 كيلومتر في ​قلب الصحراء التي تسيطر عليها اسرائيل ودون اي حمايه.​

ظهر الفريق الشاذلي تميزًا نادرًا وقدره كبيره علي القياده والسيطره والمناوره بقواته خلال نكسه 1967، عندما كان برتبه لواء ويقود مجموعه مقتطعه من وحدات وتشكيلات مختلفه (كتيبه مشاه وكتيبه دبابات وكتيبتان من الصاعقه) مجموع افرادها حوالي 1500 ضابط وفرد والمعروفه بمجموعه الشاذلي في مهمه لحراسه وسط سيناء (بين المحور الاوسط والمحور الجنوبي).

في يوم 6 اكتوبر 1973 في الساعه 14:05 (الثانيه وخمس دقائق ظهرًا)، شن الجيشان المصري والسوري هجوما كاسحا علي القوات الاسرائيليه، بطول الجبهتين، ونفذ الجيش المصري خطة المآذن العالية التي وضعها الشاذلي بنجاح غير متوقع، لدرجه عدم صدور اي اوامر من القياده العامه لاي وحده فرعيه، لان القوات كانت تؤدي مهامها بمنتهي الكفاءه.

 بحلول الساعه الثانيه من صباح يوم الاحد 7 اكتوبر 1973، حققت القوات المصريه نجاحا حاسما في معركه القناه، وعبرت اصعب مانع مائي في العالم وحطمت خط بارليف في 18 ساعه، وهو رقم قياسي لم تحققه اي عمليه عبور في تاريخ البشريه، وقد تم ذلك باقل خسائر ممكنه، بلغت 5 طائرات و20 دبابه و280 شهيدًا، ويمثل ذلك 2.5% من الطائرات و2% من الدبابات و0.3% من الرجال، اما العدو ففقد 30 طائره و300 دبابه وعده الاف من القتله، وخسر معهم خط بارليف بكامله، وتم سحق ثلاثه الويه مدرعه ولواء مشاه كانت تدافع عن القناه، وانتهت اسطوره خط بارليف التي كان يتغني بها الاسرائيليون.

تم تسريح الفريق الشاذلي من الجيش بواسطه الرئيس انور السادات وتعيينه سفيرًا لمصر في انجلترا ثم البرتغال، وفي عام 1978 انتقد الشاذلي بشده معاهده كامب ديفيد وعارضها علانيه مما جعله يتخذ القرار بترك منصبه وسافر الي الجزائر كلاجئ سياسي، وهناك اصدر ​كتابا عن حرب اكتوبر، لا يزال ممنوعًا من دخول مصر حتي الان، كما اعتبره البعض يفشي اسرارا ​عسكريه، فتمت محاكمته عسكريًا وتقرر سجنه ثلاث سنوات قضاها كامله في السجن عندما عاد الي مصر.

في عام 1978 اصدر الرئيس انور السادات مذكراته البحث عن الذات واتهم فيها الفريق الشاذلي بالتخاذل وحمله مسؤوليه التسبب بالثغره ووصفه بانه عاد منهارًا من الجبهه يوم 19 اكتوبر واوصي بسحب جميع القوات في الشرق، هذا ما دفع بالفريق الشاذلي للرد علي الرئيس انور السادات بنشر مذكراته (حرب اكتوبر)، والذي يعتبر من ادق الكتب الي تحدثت عن حرب اكتوبر.

اتهم الفريق الشاذلي في كتابه الرئيس انور السادات باتخاذ قرارات خاطئه رغمًا عن جميع النصائح من المحيطين به من العسكريين وتدخله المستمر للخطط العسكريه اثناء سير العمليات علي الجبهه ادت الي التسبب في الثغره وتضليل الشعب باخفاء حقيقه الثغره وتدمير حائط الصواريخ وحصار الجيش الثالث لمده فاقت الثلاثه اشهر كانت تصلهم الامدادات تحت اشراف الجيش الاسرائيلي.

كما اتهم في تلك المذكرات الرئيس انور السادات بالتنازل عن النصر والموافقه علي سحب اغلب القوات المصريه الي غرب القناه في مفاوضات فض الاشتباك الاولي وانهي كتابه ببلاغ للنائب العام يتهم فيه الرئيس انور السادات باساءه استعمال سلطاته وهو الكتاب الذي ادي الي محاكمته غيابيا في عهد محمد حسني مبارك عام 1983 بتهمه افشاء اسرار عسكريه وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات مع الاشغال الشاقه ووضعت املاكه تحت الحراسه، كما تم حرمانه من التمثيل القانوني وتجريده من حقوقه السياسيه.

امر الرئيس انور السادات بالتخلص من جميع الصور التي يظهر فيها الفريق الشاذلي الي جواره داخل غرفه العمليات، واستبدالها بصور يظهر فيها اللواء محمد عبدالغني الجمسي رئيس هيئه عمليات القوات المسلحه في ذلك الوقت، في محاوله منه بمحو اي دليل يشير الي دور الفريق الشاذلي في معركه العبور.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل