المحتوى الرئيسى

مترجم: 10 كوارث أنزلتها بريطانيا بالعالم - ساسة بوست

10/05 20:37

منذ 1 دقيقه، 5 اكتوبر,2015

“الامبراطوريه التي لا تغيب عنها الشمس”. كانت الإمبراطورية البريطانية، في مجدها، الاكبر علي مر التاريخ، واستمرّت كذلك حوالي قرنين من الزمان، هيمنت فيهما علي العالم. بحلول عام 1922، حكمت بريطانيا اكثر من 458 مليون انسان، وبلغت مساحه اراضيها 13,012,000 ميلًا مربّعًا – حوالي ريع مساحه الارض الكليه.

ولكن علي الرغم من هذه الانجازات العظيمه، فان الامبراطوريه كانت السبب في بعض من اسوا الكوارث التي حاقت بالبشريه. صحيح انها لم تكن مسؤوله عنها كلها مباشره، ولكن تدخلها في المشاكل الدوليه كانت له غالبًا اثار مدمّره. هذه عشر كوارث، انزلتها بريطانيا العظمي بالعالم.

الابارتهايد Apartheid هو نظام فصل عنصري تم فرضه تشريعيًا في جنوب أفريقيا، من قبل الحزب القومي الحاكم، في الفتره من 1948 الي 1994. بموجب هذا النظام استُلبت حقوق الاغلبيه السوداء، وتم فرض حكم الصفوه البيضاء.

صحيحٌ ان البريطانيين اجروا بعض الاصلاحات، بعد تمكنهم من انتزاع مقاطعه الكاب من يد البوير الهولنديين، لكن الحرب طالت لاكثر من 100 عام، واضطرت بريطانيا الي اتخاذ قرار تسبب في هلاك العديد من الجنوب افريقيين: اعطت بريطانيا الضوء الاخضر للجمهوريين البوير، ليحرموا كل الملونين من حق التصويت. وتم ترسيخ نظام الابارتهايد في دستور الاتحاد، الذي رسمت ملامحه ووافقت عليه الحكومه البريطانيه. وفي 2013، تم فرض قانون تنظيم امتلاك الاراضي علي السكان الاصليين بالقوه، ليطرد السود من اراضيهم التي يمتلكونها او يستاجرونها، واعاده تسكينهم في اكواخ علي اطراف المدن.

لم ينته الابارتهايد الا بعد تحرك حكومه ف. و. دي كلارك لرفع الحظر عن الاحزاب الافريقيه السياسيه. اجريت بعد ذلك انتخابات حره في عام 1994، ليربحها حزب المؤتمر الوطني الافريقي برئاسه نيلسون مانديلا.

في صيف 1845، دمّرت “افه زراعيه غير مالوفه” محصول البطاطس الايرلندي – الغذاء الرئيسي في ايرلندا. بعد بضعه ايام من حصاد البطاطس، بدت في التعفن، لتبدا مجاعه استمرت 10 سنوات وحصدت اكثر من 750 الف نفس، وادّت الي تهجير 2 مليون ايرلندي الي بريطانيا العظمي، كندا والولايات المتحده. وفي خلال 5 اعوام، تناقص عدد المواطنين الايرلنديين بمقدار الربع.

مما زاد الامر سوءًا هو عدم تناسب مجهودات الحكومه البرطيانيه مع حجم الفاجعه. امنت انجلترا بان السوق الحر كفيل بحل المشكله دون الحاجه الي التدخل. لاحقًا في 1846، في انتصار للتجاره الحره، الغت بريطانيا القوانين التي تحظر استيراد الذره، لكن ذلك فشل في حلّ الازمه، لعجز الايرلنديين عن توفير الاموال لشراء الذره من الخارج.

عام 1879، خرج مدفع جاردنر الرشاش الي النور. يطلق عشرات الالاف من الطلقات في 27 دقيقه بدقه عاليه. انبهر به قاده الجيش في بريطانيا.

عام 1881، زار المخترع الامريكي جيرام ماكسيم معرض باريس الالكتروني، وفي اثناء زيارته التقي برجل قال له: “ان كنت تريد جني الكثير من الاموال، اخترع شيئًا يساعد الاوروبيين علي ذبح بعضهم بعضًا بسهوله اكبر”.

هنا قرر ماكسيم الانتقال الي لندن وبدء العمل. وبعد 4 اعوام، قدّم ماكسيم الي الجيش البريطاني اول مدفع رشاش اوتوماتيكي محمول. استخدم ماكسيم القوه الارتداديه لكل رصاصه لطرد الفارغ وتلقيم الرصاصه التاليه. كان لمدفع ماكسيم الرشاش قوه تعادل مائه بندقيه.

ابتاعه البريطانيون، وبعدهم بعام النمسا، والمانيا وايطاليا وروسيا، ليشتعل سباق التسليح في القاره الاوروبيه. ويرتد الرصاص علي البريطانيين، في معركه السوم، التي خسر فيها البريطانيون اكثر من 60 الف جندي، في اليوم الاول فقط.

لم تبدا بريطانيا موجه تجاره الرقيق، ولم تكن اكثر الدول الجالبه لهم. هاتان الجائزتان ذهبتا الي البرتغال. ففي البدء، لم يقم التجار البريطانيون سوي بتوفير العبيد للمستعمرات الاسبانيه والبرتغاليه. لكن بعد ذلك، بداوا في جلب الرقيق من اجل المستعمرات الانجليزيه في امريكا الشماليه.

وفي ستينيات القرن السابع عشر، بلغ عدد العبيد المختطفين من افريقيا في السفن البريطانيه حوالي 6700 في العام الواحد. وبعد حوالي قرن، اصبحت بريطانيا اكثر الدول الاوروبيه انغماسًا في تجاره العبيد. يقدّر استاذ التاريخ ديفيد ريتشاردسون عدد العبيد الذين حملتهم السفن البريطانيه – منذ بدء التجاره وحتي انهاء العبوديه – بحوالي 3.4 مليون شخص استعبدهم الامريكان.

لم يرَ الامبراطور الصيني من اسره (تشينج) نفعًا كبيرًا من التجاره مع الدول الاوروبيه، لذا فقد سمح لهم بالتجاره في ميناء كانتون فقط، ومن خلال التجار الصينيين المرخّصين لذلك. لاعوام تقبّل التجار الاجانب القوانين الصينيه، لكن بحلول عام 1839 اصبح البريطانيون مهيمنين علي المجال التجاري، واستعدوا تمامًا لاظهار عضلاتهم.

وجد البرطانيون مخدّرًا ادركوا ان الصينيين سيبتاعونه: الافيون. كانت زراعه الافيون قانونيه في الهند البريطانيه، ولم يمض وقت طويل حتي تم تهريبه الي الصين، التي حرمت الاتجار فيه وتعاطيه بعد الاثار المدمره التي حاقت بالشعب الصيني.

ولانها المهيمنه علي البحار، استطاعت بريطانيا اغلاق الموانئ الصينيه الرئيسيه بسهوله، واجبار الصينيين علي التفاوض، لتبدا فتره عرفت بقرن الاذلال للشعب الصيني. انتهت حرب الافيون الاولي تحت تهديد السلاح بمعاهده نانچينج، التي الغت بعضًا من قوانين الحظر التجاري وسهّلت التجاره الخارجيه، وفرضت علي الصين تغطيه تكاليف الحرب، واستحوذت علي جزيره هونج كونج لصالح بريطانيا.

لكن المعاهده لم ترضِ ايًا من الطرفين، لتشتعل حرب الافيون الثانيه وتحتل القوات البريطانيه والفرنسيه بكين مشعله النار في القصر الإمبراطوري، وتنتهي بمزيد من المميزات الممنوحه للتجار.

بدا مؤتمر برلين الذي انعقد عامي 1884 – 1885 عمليه تقسيم افريقيا، بلا مراعاه للثقافه المحليه او الاختلافات الاثنيه بين الجماعات الافريقيه. تركت العمليه الكثير من ابناء القبيله الوحيده علي جانبين مختلفين من الحدود الصناعيه التي فرضتها اوروبا.

كان اهتمام بريطانيا منصبًّا علي الحفاظ علي خطوط تواصلها مع الهند، وهو ما يفسّر استهدافها لمصر، وجنوب افريقيا. ولكن بمجرد ان سقطت البلدان في يد الامبراطوريه البريطانيه، حتي سارع الامبرياليون الي تشجيع احتلال المزيد من الارض لتامين بناء سكك حديديه واصله بين جنوب افريقيا ومصر، وايضًا للاستحواذ علي ثروات مناجم الذهب والماس. ولم يات القرن العشرين حتي كانت بريطانيا قد سيطرت علي 32% من سكان افريقيا.

خسرت بريطانيا لاحقًا، بحلول عام 1965، قبضتها الخانقه علي القاره، لكن العواقب كانت هائله. تعرّضت الكثير من البلاد مثل جنوب افريقيا الي موجات من العنف الدامي نتيجه لانسحاب الحكومات الاستعماريه، وسقط اغلبها في ايدي حكام دكتاتوريين، لتعاني تلك البلاد حتي وصولها الي الاستقرار.

اليوم، افريقيا هي اكثر المناطق تاخرًا في العالم، يتفشي فيها الفقر وسوء التغذيه. والقول بان الاوروبيين ارادوا “تمدين” افريقيا هو محض هراء؛ مجرد كذبه استخدمت كغطاء لاستغلال القاره.

في مارس 1935، بدا هتلر التجنيد العام، واعلن ان بنود نزع السلاح بمعاهده فرساي “غير العادله” باطله وساقطه. ادرك القاده الاوروبيون الخطر، وحذروه من اتخاذ اي سياسات عدائيه اخري.

لكن الجبهه التي تكونت ضد هتلر سرعان ما تفككت بعد تبني بريطانيا لسياسه “الترضيه”، التي تقضي باعطاء هتلر كل ما يريد، تجنبًا لحرب عالمية جديده. كنت اخر فرصه لايقاف هتلر في مارس 1936، عندما سيّر جيوشه الي راينلاند، خارقًا معاهدتي فرساي ولوكارنو. لم تتحرك فرنسا ضد المانيا حينها انتظارًا لدعم بريطانيا، التي رفضت التحرك.

شهدت الاعوام التاليه صعود النجم الالماني بقوه، ففي 1936، تحالفت المانيا مع ايطاليا واليابان ليتكون “حلف مناهضه الكومنترن الشيوعي”. وتدخلت المانيا وايطاليا في الحرب الاهليه الاسبانيه ليهزم الفاشيون الاسبانيون الجمهوريه. تلا ذلك تهديد المانيا بغزو النمسا، ليصعد النازيون المحليون الي الحكم، وتدخل القوات الالمانيه في اليوم التالي الي النمسا بلا مقاومه. لم ينته الامر الا بالغزو الالماني لبولندا، لتعلن بريطانيا وفرنسا الحرب علي المانيا، وتبدا الحرب العالمية الثانية التي استمرت لسته اعوام، وازهق فيها قرابه الخمسين مليون نفسًا.

بدات الثوره الصناعيه في انجلترا في ثمانينيات القرن الثامن عشر، لتغيّر انماط العمل، وتنشئ بنيه جديده للطبقات المجتمعيه، وتقلب التوازن السياسي والعسكري راسًا علي عقب، معززه التوسع الاوروبي الي الاراضي غير الاوروبيه. صحيحٌ انها رفعت من المستوي المعيشي للكثر من العوام، لكن عواقبها كانت وخيمه لاغلب دول العالم.

اصبح مالكو المصانع فاحشي الثراء، بينما رزح العمال تحت نير الفقر الساحق. انشئت المدن سريعًا وبلا تخطيط حول المصانع، ومن المثير للسخريه ان المناطق العشوائيه فقيره الخدمات، والموبوءه بالامراض، كان اول ظهور لها في بريطانيا. كان عمل المصانع شاقًا وخطرًا، وساعات العمل غير ادميه. وعمد ملاك المصانع الي توظيف النساء والاطفال ودفع رواتب ضئيله لهم.

ايضًا ادت الثوره الصناعيه الي التضخم السكاني العنيف الذي شهدته الارض ليتخطي عدد السكان 7 مليار نسمه حاليًا، ليضغط ذلك بشده علي الموارد المتاحه، ويؤثر علي حياه العديد من الكائنات الحيه وعلي البيئه المحيطه، متسببًا في التغيرات المناخيه والاحتباس الحراري.

بعد هزيمه الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الاولى، لم يحرّر البريطانيون حلفاءهم العرب، وانما استعمروا فلسطين، الاردن، والعراق. تزايدت معدلات هجره اليهود الي فلسطين كثيرًا بعد انتهاء الحرب. واراد العديد من المسؤولين البريطانيين – عُرف البعض منهم بمعاداه للساميه – انشاء وطن قومي لليهود في الشرق الاوسط، لاخراج اليهود من اوروبا.

لاحقًا اعلنت بريطانيا عام 1947 انها تنتوي الانسحاب من فلسطين بعد عام. مررت الامم المتحده خطه لتقسيم فلسطين الي دولتين، واحده للعرب وواحده لليهود. قبل اليهود بذلك، لكن العرب رفضوا التقسيم. رحلت بريطانيا دون حل النزاع في الرابع عشر من مايو 1948، نفس اليوم الذي اُعلن فيه قيام دوله اسرائيل، لتهاجم الدول العربيه دوله اليهود الناشئه. لكن الاسرائيليين نجحوا في صدهم، بل واحتلال المزيد من الارض، ليهرب حوالي 900 الف فلسطيني من اراضيهم.

تركت هذه الحرب ميراثًا من المراره الشديده، والكراهيه العربيه لاسرائيل وحلفائها السياسيين، بريطانيا وامريكا. سبب الصراع العربي الفلسطيني صدعًا بين الشرق والغرب، وبين المسيحيه واليهوديه من جهه، والاسلام من الجهه الاخري. وما نشات الحرب الحديثه علي “الارهاب” الا من الدعم الامريكي والغربي لاسرائيل. تعرضت اسرائيل لاحقًا لاتهامات واسعه بارتكاب البشاعات في فلسطين، بدءًا من هدم المنازل بالجرافات، وانتهاءً باعمال ارهابيه ارتكبها جهاز الموساد الاسرائيلي.

بعد قرنين من استعمار الهند، وافقت بريطانيا علي استقلالها بعد عام 1945. لكن النزاع بين القوميين الهندوس والمسلمين ادي الي صدامات دمويه في 1946. وعندما صار من الجلي ان المسلمين لن يقبلوا الا بباكستان مستقله، اقترح المندوب البريطاني الاخير التقسيم، ووافق عليه الطرفان.

لكن التقسيم لم يؤد الا الي الماساه. اشتعل الصدام المجتمعي مره اخري لتقع المذابح الدمويه، والتهجيرات القسريه علي نطاق واسع. مخلّفه مئات الالاف من القتلي من الطرفين، وحوالي 5 ملايين لاجئ. لم يملك قاده حزب المؤتمر الهندي من امرهم شيئًا، ولم يتمكنوا من ايقاف العنف. عقب غاندي علي الاستقلال قائلًا:

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل