المحتوى الرئيسى

مترجم: هل يمثِّل فيسبوك ماسنجر تحديًا لهيمنة جوجل على سوق البحث؟ - ساسة بوست

10/05 19:12

منذ 12 دقيقه، 5 اكتوبر,2015

كان اعلان فيسبوك عن المساعد الشخصي الالكتروني “ام” M الذي سيكون جزءًا من برنامج ماسنجر للمحادثه بمثابه تحذير شديد اللهجه لجوجل.

فلو استطاعت فيسبوك ان تقدم خدمات ام لكل عملائها (وقد يكون منهم مستخدمو واتساب ايضًا) فسيكون ذلك بمثابه تهديد مباشر لخدمات البحث والاعلان الموجه، وهو عَصب اعمال جوجل.

لفهم كيف يشكل مساعد شخصي رقمي داخل برنامج محادثات تهديدًا لجوجل فسنشرح بدايهً كيف وصلت جوجل لذلك الموقف.

جوجل تواجه معضله المبتكر الكلاسيكيه

معضله المبتكر Innovator’s Dilemma هي مشكله تواجهها الشركات التي تملك منتجات شديده النجاح. فتركز الشركه علي تلبيه احتياجات المستخدمين حاليًا فضلًا عن تطوير تكنولوجيا جديده، فتقوم شركه اخري بتطوير نسخه مبتكره تلبي الاحتياجات المستقبليه وتستحوذ علي هؤلاء المستخدمين.

بني عملاق التكنولوجيا المنضم حديثا تحت رايه شركه الفابيت عملًا ضخمًا حول الاعلانات الموجهه AdWords، وتم جني ارباح تقدر بمليارات الدولارات من تلك الخدمات عبر تاريخ وجودها.

تربح جوجل من نطاق عملها الرئيسي ذاك ارباحًا هائله بقدر يكفي ان يموّل وحده افكار جوجل وطموحاتهم العاليه مثل الاستثمار في البنيه التحتيه للانترنت وابحاث اطاله العمر والحقيقه المدمجه، بالاضافه الي السيارات التي تسير بدون قائد.

ان ماكينه النقود الضخمه المتمثّله في اعلانات جوجل الموجهه AdWords مبنيه علي محرك بحث رائع وسريع لدرجه ان معظم سكان العالم المتصلين بالانترنت يعتمدون عليه يوميًا لاستخراج معلومات او البحث عن المنتجات والخدمات التي يحتاجونها من الانترنت.

وهنا بالضبط يكمن لُب القضيه، ففي مكان ما مختبئ في خفايا ثقافه الشركه المتراكمه، فان جوجل تعلم ان البحث باستخدام الكلمات المفتاحيه – وهو الاساس الذي تبني عليه جوجل امبراطوريتها – ليس هو مستقبل البحث.

فمثلا، المدير التنفيذي لياهو ماريسا ماير قالت لجون باتيل John Battelle عندما كان يكتب كتابًا عن جوجل منذ سنوات وكانت وقتها ما زالت تعمل في جوجل: “لم نحل الا 5٪ فقط من المشاكل المرتبطه بالبحث علي الانترنت”.

ورغم اضافه يوتيوب والخرائط وقاعده معرفيه Knowledge الي تكنولوجيا البحث في جوجل بعد ان قالت ماير ذلك الكلام، الا ان تلك الجمله مازالت صحيحه اليوم كما كانت وقتها، فمازال البحث في جوجل عباره عن اضافه بعض الكلمات الي مربع البحث والحصول علي قائمه بالروابط المتعلقه بكلمات البحث.

وحيث ان لاري بيج وسيرجي برين يتطلعان للمستقبل برؤيه حالمه، فهما يعرفان ان مستقبل البحث لن يكون عباره عن مجموعه من الروابط بل سيكون اكثر شبهًا بكومبيوتر فيلم ستار تريك او نسخه مبسطه من A.I. في فيلم Her.

لكن السفن التي تحمل مليارات الدولارات من القيمه السوقيه يصعب تغيير اتجاهها فحسب قول احد مهندسي Google Now السابقين مارك برجن Mark Bergen مؤخرًا بعد صراع سياسي داخلي ادي الي تغيير في موظفي الشركه تسبب في فقد Google Now لقوته كمشروع داخل الشركه: “هذه هي الطريقه التي تعمل بها الشركات الضخمه”.

وكان للرحيل الجماعي المتلاحق داخل فريق Google Now تاثير سيء علي حصه جوجل في المساهمه في مستقبل البحث. حيث ان Google Now كان هو اقرب منتجات جوجل حتي الان لما سيكون عليه شكل البحث في المستقبل.

فالبحث في المستقبل سيكون علي هيئه مساعد رقمي ذكي يستطيع تنفيذ المهام.

فسيكون محرك البحث في المستقبل يشبه ما تقوم به جوجل حاليًا في انه سيقوم بالبحث والتنقيب داخل صفحات الانترنت عن المعلومات المرتبطه بموضوع البحث وتوصيلها لك في اجزاء من الثانيه.

ولكنه سيختلف كثيرًا عما تقوم به جوجل حاليًا في انه سيتعامل كمساعد شخصي رقمي حيث سيفهم ويتوقع احتياجاتك، ويوصلهم اليك دون ان تحتاج ان تذهب الي اي موقع علي الانترنت او ان تستخدام تطبيقات مختلفه.

فعندما تسال عن شيء ما، فلن يقوم محرك البحث بالرد بمجموعه روابط. بل سيرد بنتائج محدده او مهام تم تنفيذها. وعندما لا يملك محرك البحث نتائج محدده او يفشل في اكمال تنفيذ المهمه في المحاوله الاولي، سيقوم بطرح اسئله ليقترب اكثر واكثر حتي يتمكن من تحقيق ذلك الهدف بصوره صحيحه.

لتوضيح الامر سنورد بعض الامثله لطريقه التعامل مع محرك البحث في المستقبل:

السيناريو الاول: رحله الطيران القادمه

محرك البحث: اهلا دان، لديك رحله طيران اليوم لنيويورك. وستبدا اجراءات الصعود للطائره بعد 90 دقيقه، وحاله المرور بينك وبين المطار سيئه الان علي غير العاده. هل تريد ان اطلب لك سياره الان لتصل للمطار في موعد مناسب؟

دان: فكره جيده. نعم، قم بذلك.

محرك البحث: يبدو لي انك بالمكتب الان. هل اطلب مجيء السياره هنا؟

دان: نعم. سيكون ذلك شيئا ممتازًا.

محرك البحث: هل استخدم بطاقه امريكان اكسبريس لدفع التكلفه؟

دان: لا، استخدم البطاقه الدائنه.

محرك البحث: تم. ستاتي السياره في خلال دقيقتين.

محرك البحث: اهلا دان، اخبرتني سيارتك انه يجب تغيير تيل الفرامل. هل تريد ان احدد لك موعدًا للصيانه؟

دان: رائع انك اخبرتني. ارجو ان تقوم بذلك.

محرك البحث: هناك خمسه مراكز صيانه لهم سمعه طيبه في قطر ميل ونصف حول منزلك. هل تريد معرفه اسعار خدماتهم؟

محرك البحث: يبدو ان مركز جاي هو الاختيار الارخص، لكن لا يوجد لديهم مواعيد قبل خميس الاسبوع القادم الساعه الثالثه والنصف عصرًا. مركز جيم سيكلفك 30 دولار اكثر لكنك من الممكن ان تذهب له غدًا الساعه الحاديه عشر صباحًا او الثانيه والنصف بعد الظهر. ماذا تفضل؟

دان: افضل الذهاب لجيم غدًا الساعه الحاديه عشر.

محرك البحث: تم الحجز عند جيم الساعه الحاديه عشر. وساخبرك غدًا عندما يحين موعد التحرك.

مستقبل البحث سيشبه كثيرًا فيسبوك ام

قد نما الي علمنا منذ فتره ان فيسبوك تعمل بقوه في مجال التعلم العميق deep learning واشكال اخري من الذكاء الصناعي، لكننا لم نكن نعلم ماذا سينتج عن ذلك حتي الشهر الماضي.

الان عرفنا. ففيسبوك تعد الان لاطلاق مساعد رقمي يعتمد علي تكنولوجيا الذكاء الصناعي داخل برنامج ماسنجر. يستطيع ذلك المساعد الرقمي ان يحجز مواعيد ويشتري هدايا ويقوم بحجز مطعم او رحله واكثر.

لن يستطيع المساعد الذكي من فيسبوك ان يقوم باي من السيناريوهات السابق عرضها بدون تكنولوجيا البحث والتطابق بالاضافه لامكانيه الوصول للتقويم الشخصي والبريد الالكتروني. ولكن فيسبوك ام رسميًا منافسًا لتلك التطبيقات.

ومن المفيد لفهم لماذا يشكل فيسبوك ام والمنتجات الشبيهه تهديدًا لجوجل ان نشرح كيف وصل برنامج الاعلانات الموجهه AdWords ليصبح ذا قيمه عاليه بهذا الشكل:

احتل البحث علي الانترنت منذ فتره طويله دور الوسيط بين رغبه الشخص وتنفيذ الصفقه التي يحقق بها تلك النيه.

قد تكون تلك الصفقه لشيء مجاني مثل قراءه مقال او تدوينه. ووقتها يكون المقابل هو جذب الانتباه.

او قد تكون شيئا بين المجاني والمدفوع، مثل تنزيل محتوي معين مقابل الحصول علي بعض البيانات الشخصيه.

او ان تكون شيئًا بمقابل مادي مثل شراء منتج او خدمه من علي الانترنت.

ولان جوجل تتحكم في الوسط بين الرغبه وتحقيقها، فتقوم بتحصيل مقابل مادي كبير من الشركات او المؤسسات التي تريد الانتشار. فنظريه عمل جوجل هي “اذا كنت تريد اولئك المهتمين بمنتجك او خدمتك من الوصول اليك. ادفع لي مقابل ذلك”.

لكن المساعد الشخصي الذكي الذي سيقوم بتنفيذ تلك الصفقه بنفسه، سوف يشوش علي تلك العمليه.

فاذا كان بامكانك ان تطلب من المساعد الرقمي شراء تذاكر للسينما او طلب بيتزا او تحديد موعد لاصلاح السياره او ان ياتي لك باسعار وثيقه تامين، فلن يعود هناك داعٍ للضغط علي رابط او الدخول الي موقع معين علي الانترنت.

فلا يوجد مكان للاعلان الموجه بدون تلك الصفحه المليئه بالروابط، والتي تقع بين نيتك واتمام الصفقه. طريقه عمل البحث ستختلف كليهً .. وللابد.

فيسبوك ام هو احد المتنافسين في تحديد شكل البحث في المستقبل. فهل تكون جوجل/الفابيت بينهم؟

لا ادري ما هي المسؤوليات والمهام التي اوصي بها لاري بيج سوندار بيتشاي عندما سلمه مفاتيح مكتب اداره جوجل لكنها ستكون مفاجئه لو كان من ضمنها تقليل اهميه الاعلانات الموجهه AdWords.

ولن يكون من السهل توقع كيف ستقوم جوجل تحت اداره بيتشاي بصناعه مستقبل البحث داخلها خاصه مع انسحاب فريق Google Now من الشركه بسبب القرار الاداري بتقليل الاهتمام بذلك المشروع.

والي جانب فيسبوك ام نجد هؤلاء الفاعلون المحتملون:

ابل سيري: تزامنًا مع غياب دوافع ستيف جوبز العميقه للثار من جوجل، فشلت ابل في تضخيم دور سيري في السيطره علي السوق حتي الان. رغم ذلك يجب ان نعترف بان سيري شهدت تحسنات جوهريه مع iOS 9. وقد نري مع اقتراب ظهور سياره ابل تطورًا كبيرًا قادمًا في ذلك المشروع الذي بدا كمشروع بين وكاله مشاريع البحوث المتطوره الدفاعيه (DARPA) مع معهد بحوث SRI ثم خرج ليتحول لمنتج شركة أبل. مايكروسوفت كورتانا: افتقدت مايكروسوفت تحت اداره بالمر الرؤيه التي تسمح لكورتانا ان تصل لنهايه منطقيه. لكنها الان تملك مساعدًا شخصيًّا ذكيًّا متطورًا يمكنٌّها من القيام بدور كبير في ذلك المجال. بالطبع يمتلكون النيه لذلك لكنهم يحتاجون لجني خبره واسرار التعامل مع الاجهزه المحموله وهو ما قد يحتاج بعض الوقت والمجهود. سلاك بوت Slackbot: قد تتمكن شركه سلاك Slack من الوصول لقيمه سوقيه تقدر ببضع مليارات من الدولارات اذا استطاعت تقديم حلول لمشاكل التعاون والتواصل داخل المؤسسات. وسيكون بناء مساعد شخصي رقمي يمكنه من مساعده المستخدمين من القيام بتصرفات ذكيه معتمدًا علي كميه من البيانات التي تضيفها اطراف خارجيه داخل قواعد بيانات سلاك. فاذا كنت تظن ان سلاك بوت خارج المنافسه تمامًا، فاعتقد انك لم تنتبه جيدًا. بعض الشركات الناشئه غير المشهوره حتي الان: فالكثير من الشركات تعمل في مجال تعلم الاله هذه الايام. وقد تكون احدها هي الحصان الرابح في الفتره القادمه.

وبالطبع فان القائمه السابقه تفتقد الفابيت، التكتل الضخم متعدد الاسلحه والامكانيات – جوجل سابقا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل