المحتوى الرئيسى

مريم بورجة اختارت تسلق الجبال لنبذ العنف ونشر السلام ومحاربة السرطان

10/05 14:14

في سن الـ18 عاماً، ركبت مريم بورجه صهوه التحدي وتسلّقت اعلي قمه في المغرب، وهي جبل توبقال (4167 متراً) خلال مشاركتها في رحله مدرسيه. مريم، المولوده في مدينة سطات (جنوب الدار البيضاء)، قالت لـرصيف22 انّ صعودها عام 1998 الي جبل توبقال الذي يُعدّ ثاني اعلي قمه في القارة الأفريقية، حمّسها للانخراط في مغامره تسلق المرتفعات.

واضافت انها منذ تلك اللحظه وهي تفكر جدياً في تحقيق احلامها بالصعود الي اعلي القمم الجبليه في العالم. بعد ذلك، قامت بجولات استكشافيه في بعض المناطق الجبليه في المغرب، وواصلت في الوقت نفسه مسارها الدراسي في مجال التدبير والتسويق المقاولاتي، في انتظار توفر الدعم لتحقيق حلم الصعود الي القمم العالميه السبع.

توضح مريم ان لقاءاتها ببعض الاجانب خلال جولاتها الاستكشافيه المغربيه، شجّعها علي التفكير في تسلّق اعلي القمم في العالم. فانطلقت عام 2008 وتسلقت اعلي قمه في افريقيا هي جبل كليمنجارو (5895 متراً). وعدتها "تجربه مهمه في حياتي"، مشيره الي ان ذلك عزّز لديها روح التحدي والمغامره لتحقيق حلمها. 

اندماج مريم في سوق العمل في العاصمه الاقتصاديه، ساعدها علي توفير موارد ماليه للسفر ومواصله تحدي تسلق القمم العالميه. فكانت محطتها الثانيه سنه 2009 في روسيا، حيث تسلّقت جبل ألبروز (5642 متراً)، والذي يُعدّ من القمم السبع العالميه. وبعد عام، ذهبت الي اعلي القمم في فرنسا، الحبل الابيض (4810 امتار). عام 2011 وصلت الي استراليا، وتسلقت جبل كوسيوسكو، ثم بعد 3 سنوات، سافرت الي الارجنتين، وتسلّقت جبل اكونكاكوا (6962 متراً). واشارت الي انها تُعدّ اليوم اول مغربيه تصعد الي القمم الجبليه في استراليا وروسيا وتانزانيا والارجنتين، واكدت انّها ما زالت مصممه علي تسلق بقيه القمم الجبليه الاكثر علواً في العالم، وابرزها جبال الهمالايا، وسلسله الاسكا.

ولفتت مريم الي ان "العائق المادي هو الذي يؤخّر مواصله تحقيق حلمها بتسلق القمم السبع". اما عن الدعم الرسمي في مشوارها الرياضي، فاجابت: "لم يسبق لي ان قمت باي اتصال بالوزاره الوصيه، لانني ببساطه  امارس رياضه التحدي. احاول ان اتحدّي جميع الصعاب لبلوغ هدفي وممارسه هوايتي المفضله". وفي ما يخص الاحتضان Sponsorship، اضافت انها "لا ترفض الفكره"، مشيره الي انّها "تلقّت بعض العروض من المغرب، لكنها لا تتماشي مع مبادئها وطموحاتها".

وعلي الرغم من ان تسلق الجبال هو هوايتها المفضّله، تقول مريم ان "نمط عيشها يفرض عليها التضحيه بمجموعه من الامور، للحفاظ علي اللياقه البدنيه العاليه التي تتطلبها هذه الرياضه". واوضحت انها "تخوض نوعين من التدريب، الجري الخفيف والتمارين علي الطريق، وركوب الدراجه الهوائيه. اما النوع الثاني، فيتمّ في احدي القاعات الرياضيه الخاصه بتقويه العضلات والايروبيك. كما تقوم مره في الشهر بتسلق احد المرتفعات الجبليه في المغرب، للحفاظ علي التاقلم مع الاجواء العاليه. وتابعت: "النمط الذي اعيشه اثّر علي علاقتي ببعض المقربين. فالتدريبات الصارمه تفرض علي عدم التاخر في النوم، والاستيقاظ باكراً قبل سطوع الشمس".

تؤكد مريم انها "تحمل رساله انسانيه تود نشرها من خلال ممارستها رياضه تسلق الجبال"، فصعودها الي القمم الجبليه وتحدي قسوه الطبيعه له هدفان: الاول التوعيه من مخاطر داء السرطان، خصوصاً سرطان الثدي، والثاني يحمل شعار "لنمشٍ من اجل السلام"، من خلال تسلق مجموعه من القمم العاليه في عدد من البلدان، التي تعاني اضطرابات سياسيه. وتضيف انّها "ترغب في تسلّق احدي القمم في سوريا، بهدف التعبير عن رفض كل اشكال الحروب التي يعيشها هذا البلد". وفي السياق نفسه، اشارت الي انه "سبق ان تسلّقت جبل موسي في مصر، خلال الاضطرابات التي شهدتها ارض الكنانه"، وهي تقصد هنا احداث مسجد رابعه العدويه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل