المحتوى الرئيسى

أميركا: أيدن نعم ..محمد لا

10/05 13:55

نيويورك تايمز: لتكن نار اميركا برداً علي كل الاسماء الاسلاميه

نيويورك تايمز – وجاهات علي – ترجمه: محمد الصباغ

”الحمد لله، علي افضل نعمه، نعلن بسعاده غامره ميلاد ابننا الجديد ايدان.

“احتفلتُ بالخبر السعيد  بصدق، وعلي موقع التواصل الاجتماعي ضغطت علي زر ”اعجاب“ لما نشره صديقي. الطفل المسلم ايدن قد وصل الي العالم.

جاء ليلتحق بالقليل ممن يحملون نفس اسمه،  وبمن يحملون اسماء ريان وادامز وساره، وليلي وصوفيا، المبتسمين الذين مرّوا علي صفحه الفيسبوك. لم يثر الامر ضجه كبيره؟ ليس كما يفعل اسم محمد.

يقول المنطق ان اسم  ”ريان“ يتماشي مع  صاحبه ”ريان“ المعتدل، واسم ”ايدن“ لطيف، وغامض، ومحبوب بالطبيعه، اما اسم ”ادم“ فهو كاسم النبي، قوي وامين وموثوق به كجورج ووليام واوبرا. ومن لا يحب اسم ”ساره“ الطويله والبسيطه، او ”ليلي“ الغريبه التي جعلت ايريك كلابتون يجثو علي ركبتيه؟

عمليه اختيار اسم مخلوق بشري صغير تكون مليئه بالقلق من المسؤوليه وقد تقود الي مشاحنات زوجيه، وعمليات تعهيد جماعيه يائسه، وصلوات متاخره من اجل الالهام. اما بالنسبه للاباء المسلمين، يمثل الامر عبئاً اكبر.

سالت زوجتي عقب احتفالنا الكبير بعد اكتشاف حملها بعد عمل الاختبار اللازم منذ عام ونصف وقلت ”هل يجب ان نسمي ابننا اسما ليس اسلامياً جداً؟“ لم يكن من الجنون ان نتسلي بهذا السؤال. لماذا نضع عبئاً علي طفلنا باسم  “واضح”  بجانب المشاكل التي التي من المحتمل ان يواجهها بسبب لون بشرته او عرقه او دينه؟

هناك بعض الارقام يجب ان نضعها باعتبارنا: في احصاء اخير، قال 30% من مصوتي ايوا الجمهوريون انهم يريدون تجريم ممارسه الاسلام. وحوالي 30 ولايه قدموا مشاريع بقوانين تمنع تدخل القوانين الاجنبيه، مستهدفين بذلك الشريعه الاسلاميه، التي هي في اهميه وفائده مشاريع القوانين المضاده لمخلوق ”Bigfoot“ و اليونيكورن –حيوانات خرافيه-، والكثير من الامريكيين لا يريدون رئيساً مسلماً، حتي بالرغم من ان 29% منهم قد انتخبوا مسلماً مرتين.

كما ان المرشح الرئاسي الجمهوري بن كارسون قد ضاعف  خطاباته التحريضيه مؤخراً وقال انه لن يدعم مسلماً للرئاسه حتي يتخلي او تتخلي عن الاسس الرئيسيه للدين الاسلامي. وقوبل تعصبه بزياده ضخمه في اعداد طلبات الصداقه التي تلقاها علي الفيسبوك وفي التمويل ايضاً.

في عام 1980، اعتقد ان والدي المهاجرين اهتما اكثر بادخار الاموال وازاله الكركم من تحت اظافرهم اكثر من التفكير في عوائق تسميه ابنهم الوحيد ”وجاهات“. اسم من ثلاثه مقاطع ذو جذور عربيه يعني ”المبجل“، ويستخدمه كثيراً اباء باكستانيين بعينهم يريدون ضمان ان يتعرض ابنائهم المسلمين الامريكيين للسخريه في سن الطفوله.

كانت كلمات مثل ،الكوخ واجا، من ضمن اخطاء كثيره في اسمي لمده 34 عاماً. وكان يسالني كثيرون باستمرار اثناء فتره الدراسه الابتدائيه ”لماذا اسمك صعب الي هذا الحد؟“

وفي الصف الخامس، تم اعاده تصنيع السيف ذو الحدين، وللبساطه تحول الي مقطعين، فاصبحت ”واج“ الجار الودود الامريكي المسلم الذي يترك بقع العدي علي ملابسه.

ومثل الصلع المبكر وشعر الصدر، كبر اسم ”وجاهات“ معي عبر السنين. وكفرد من جيل 11 سبتمبر، حاولت تشريف الاسم و الدفاع عنه من كل ما يتعلق به.

عندما سقط البرجان، كنت في جامعه كاليفورنيا بسن 20 عاماً، طالباً مر بتجربه التعميد بالنار مثل الكثيرين من اقراني المسلمين.

برزت كناشط عن غير قصد وسفير ثقافي، موسوعه تسير علي الارض ومجلس للدفاع عن 1400 عاماً من الحضاره الاسلاميه و1,5 مليار شخص. اشرت دائماً الي وطنيتنا واعتدالنا، وحوكمت وادنت من قبل قاض يعتقد ان القاعده و اسامه بن لادن كانوا الاسماء التي تعبر عن الدين.

اعتقدت انه بمشاركتي في الادانات – عادات شهريه حيث يطلب من المسلمين  ادانه الافعال التي قام بها متطرفون عنيفون لم يقابلوهم في اي قاره زاروها- انني ساخفف من المخاوف ضد المسلمين.

في شبابي، كان اسوا اسم انادي به هو ”غاندي“، والذي هو بالاصل اطراء. حتي مع اطلاق اسم ”Apu“ اخد شخصيات مسلسل سيمسون عليّ لم اشعر بالاهانه. كان لديه شعارات رائعه، وتزوج من مانجولا الذكيه والجذابه.

ومع عام 2015، فتن ابني الصغير الذي ياكل الدجاج والبطاطس المهروسه بايلمو، ويري بعض المصوتين الامريكيين ذلك بانه مشكله بسبب هويته الدينيه.

وفي تكساس، تعرض مراهق ،14 سنه، للاذلال وتكبيل اليدين لانه صنع ساعه رقميه لابهار معلمته. لو لم يكن اسمه أحمد محمد، ما الذي كان سيحدث بدلاً من ذلك؟ ربما كان سيعامل كجيمي نيوترون او المراهق توني ستارك.

وكاغلب الاباء، لن استطيع مسامحه نفسي لو سببت اعباء اضافيه لطفلي. لكن لو استطاع ”وجاهات“ البقاء والنجاح في امريكا، اذا لم الخوف؟ لماذا لا اعطي ابني اسماً مشرفاً ورمزياً اسلامياً؟ لذا اسمينا ابننا ابراهيم.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل