المحتوى الرئيسى

عدن ..التاريخ اليمني في مهب الحرب

10/05 10:55

تُعتبر المعالم التاريخيه لاي بلد، مكسباً له قيمه كبيره، كونها ترتبط بالحضارات التي مرت به. واليمن الذي يعتبر واحداً من اقدم مراكز الحضاره في المنطقه، يزخر بـ "ثروه تاريخيه" ضاربه في القدم، ولكن الحرب اتت علي بعض المعالم التاريخيه اليمنيه، فاحالتها الي كومه من ركام.

مدينة عدن، العاصمه الاقتصاديه والتجاريه لليمن، فيها الكثير من المواقع الاثريه التي يعود بعضها الي مئات السنين، والتي ظلت محافِظه علي مكانتها التاريخيه والروحانيه الي وقت قريب، الي الوقت الذي دقت فيه الحرب التي اندلعت في مارس الماضي، ابواب هذا البلد، عقب سيطره الحوثيين علي العاصمة صنعاء، وامتدادهم الي مدن اخري.

ويبرز المتحف الحربي الذي يعود بناؤه الي العام 1918م، في مقدمه هذه الاماكن التي حل بها الدمار والخراب .

المتحف الذي كان مدرسه للتعليم الابتدائي، مطلع القرن الماضي، جري تحويله الي متحف مخصص للتراث العسكري اليمني، وفق قرار صادر من الرئيس الجنوبي الراحل، سالم ربيع علي، عام 1971م.

وبحسب هيئه الاثار والمتاحف اليمنيه، كان المتحف يتالف من 7 صالات، وتوجد فيه اكثر من 5 الاف قطعه اثريه، تم تنظيمها وفق التسلسل التاريخي والزمني للوقائع والاحداث التاريخيه المتعاقبه ابتداءً من العصور الحجريه، وعصور ما قبل التاريخ، والعصر الاسلامي، والاحتلال البريطاني، ثم فتره حكم الائمه ( اسره يحيي حميد الدين او ما كانت تعرف بالمملكه المتوكليه عام 1918م – 1962م)، وثورتي الـ26 من سبتمبر 1962م، و14 اكتوبر 1967م، وصولاً الي الوحده اليمنيه عام 1990.

وتُعد الاسلحه القديمه، وصور الثوار، ومعروضات عن تاريخ اليمن العسكري، ومراحل التطوير الحديث التي شهدتها القوات المسلحه، ابرز مقتنيات المتحف الذي يضم ايضاً صوراً واعمالاً يدويه صنعها الانسان من الحجاره قبل 6 الاف عام قبل الميلاد.

لكن هذا المعلم الذي يقع وسط مدينه كريتر، بمحافظة عدن (تحمل اسم المدينه نفسه)، تعرض الي خراب كبير، بعد ان دمرت المواجهات المسلحه بين اطراف الصراع، اجزاءً كبيره منه، وسُرقت معظم مقتنياته الثمينه، بحسب الاناضول.

وعلي مقربه من المتحف، يقع حي "القطيع"، الذي يعد واحداً من اعرق واهم الاحياء في المدينه، بحكم موقعه بالقرب من البحر، حيث شُيدت فيه منذ فتره مبكره من القرن التاسع عشر، ومطلع القرن العشرين، عده مبان سكنيه، ومنشات حيويه، ابرزها نادي التنس العدني العريق الذي اُنشئ عام 1902م، وبُني علي انقاضه مبني اداره الهجره والجوازات حالياً.

كما يوجد فيه اعرق الانديه الكرويه في المنطقه العربيه، وهو نادي "التلال" الرياضي الذي تاسس عام 1905م.

وفيه  يوجد مسجد "العلوي" الذي شيده احد ائمه الصوفيه في النصف الثاني من القرن العاشر الهجري، ويُرجع  بعض المؤرخين تاريخ بنائه الي السيده "بهجه" وهي اميره من اميرات بني زريع (قبيله حكمت اليمن في الفتره من 1138م – 1175م وتنتمي الي جشم يام احد قبائل نجران) ، الا ان المعلم التأريخي الديني بطابعه القديم قد طُمس بعد الوحده اليمنيه عام 1990، بحجه اعاده بنائه، مطلع تسعينيات القرن الماضي، قبل ان يتعرض الي دمار كامل، اثر غاره جويه استهدفت تجمعاً للحوثيين في مايو المنصرم، وفق الاناضول.

ويقع في الحي، مستوصف "الفارسي ادلجي"، بمبناه التاريخي الفريد الذي شُيد عام 1913م، وكان يقدم خدماته بالمجان، ليس لابناء حي القطيع فقط، بل لبقيه الاحياء في كريتر، كحي العيدروس، والخساف، والطويله، والروزميت الذي تعرض هو الاخر للدمار، اثر المواجهات المسلحه التي دارت رحاها ابان فتره الحرب علي عدن، بين القوات الحكوميه مسنوده بطيران التحالف العربي من جهه، والحوثيين والقوات المواليه للرئيس السابق علي عبد الله صالح، قبل ان يتم تحرير المدينه منتصف يوليو الماضي.

وبمحاذاه المتحف الحربي، تقع مكتبه "الفقيد عبدالله باذيب" الوطنيه،التي تُعد صرحا ثقافياً تنويرياً رائداً، ، يعود تاريخ بنائها الي اكثر من 5 عقود، ويتردد عليها عشرات الزوار يومياً، للاطلاع علي ما تحتويه اقسامها المتعدده التي تصل الي 12 قسماً، من كتب، ومطبوعات، وارشيف ثقافي وصحفي نادر.

لكن ذلك لم يشفع لها، فطالتها قذائف الحوثيين، لتغدو اثراً بعد عين، وفق الاناضول.

ما يميز عدن عن باقي مدن اليمن، انها الوحيده التي تعايشت فيها اديان سماويه وغير سماويه، حيث لا تزال كنسيه "سانت جوزيف" في حي البادري، بكريتر، التي بُنيت عام 1852 علي يد الكاردينال جي ماسايا، شاهده علي ذلك.

الكنيسه التي كانت مدرسه مخصصه للراهبات، قبل ان يتم اضافه ملحق بها خاص بالروم الكاثوليك، تعرضت للعبث والتدمير من قبل عناصر الحوثيين وقوات صالح.

اما كنيسه  "شيلدن" التي بُنيت عام 1952، ابان الحكم البريطاني لعدن، فخطّ الحوثيون علي جدرانها، شعاراتهم المعروفه بـ"الموت لامريكا"، "الموت لاسرائيل" .. الخ ".

في مدينه التواهي، بالمحافظه نفسها، يقع ميناء عدن الشهير، يوجد رصيف "ويلز" المشهور بـ"رصيف السواح"، والذي يعود تاريخ بنائه الي العام 1905م، ويتميز بطرازه الجميل، وسقفه القرمزي الاخاذ، زاد من جماله انه بُني بنفس طراز بوابه ميناء بومباي، الهنديه.

واثناء سيطرتهم علي المدينه، تمركز الحوثيون وقوات صالح، داخل الرصيف، ما جعل منه هدفاً لمقاتلات التحالف، حيث وصلت نسبه التدمير فيه، وفق مراسل الاناضول، الي  90%، وتحول سقفه البديع الي حطام متناثر.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل