الفريضة الغائبة.. «2»

انطلق "فرج" مما اعتبره مُسلمه.. بان الجهاد فريضه غائبه.. رساله بعث بها من اول كلمه في مبحثه.

وهي رسالته التي حاول الدكتور محمد عماره التصدي لها في رساله حملت نفس الاسم "الفريضة الغائبة".. وضمنها في 162 صفحه من القطع الكبير.. رغم ان الرساله الام لمحمد عبد السلام فرج في 31 صفحه فقط.

مشكورا.. تصدي الدكتور محمد عماره لما ورد في الرساله.. وبدا بدايه مهذبه.. يؤكد مخالفته لفرج واصحاب فكره ومنهجه.. بمقدمه صغيره مفادها: "ليس من طلب الحق فاخطاه.. كمن طلب الباطل فادركه" وهي كلمه منسوبه لعلي بن طالب.. رضي الله عنه.. يصف فيها الخوارج.. بانهم طلبوا الحق فاخطاوه.. ويصف فيها سيدنا معاويه ضمنيا بانه طلب "الباطل" فادركه.. مقدمه جديره بالتوقف والتركيز عليها.

الفريضه الغائبه.. لـ"عماره".. معارضه.. لـ"الفريضه الغائبه" لـ"فرج".. لكنها جاءت بعد ان "سبق السيف العذل".. فكنا نتمني رصد الفكر والتصدي له.. قبل ان يتحول الي فعل و"اغتيال" ومواجهه مسلحه.

ورغم قيمه كتاب "عماره" الكبري والمهمه.. الا انه لم يجد صدي لدي الجهاديين.. رغم محاوله الرجل ان يظهر بصوره الناصح المشفق.. لان الرجل اعتمد منهجا بحثيا علميا.. بعيدا عن لغه ومنهج الجهاديين.. فالجهاديون سلفيو العقيده والمنهج.. فاذا اردت مخاطبتهم.. عليك بمنهجهم.. دون ذلك فلن تجد اذانا صاغيه.

يعتمد "فرج" علي ذكر تجاهل الجهاد من قبل علماء الاسلام في العصر الحديث.. ويتجاهل شروطه.. مركزا علي انه "فريضه" غائبه.. لكنه نسي او تناسي او تجاهل.. فقهيه فرض العين وفرض الكفايه.. وان الجهاد.. ما بين فرض "كفايه" يتحول لفرض عين.

ففرض "الكفايه" حسب علم اصول الفقه: "كل امر مهم يقصد في الشرع تحصيله علي جهه الالزام دون تعيين فاعله".. وهو "المفروض شرعا دون تعيين فاعله، يثاب من يؤديه، وياثم الجميع اذا تركوه، واذا فعله البعض كفي، ويسمي كفايه لان فعل البعض يكفي حصول المقصود".

فرض العين.. هو الذي طلب الشرع حصوله من كل فرد مكلف.. كالصلاه والصوم والزكاه.. ولا يكون فرض كفايه ابدا.. وفرض الكفايه.. يتحول الي فرض عين "مؤقتا".. اذا لم يؤده احد.

هل الجهاد فريضه.. لا شك في ذلك.. ولا يمكن لاحد نكران فرضيه الجهاد.. وهل تلك الفريضه غائبه.. في ذلك التساؤل قفز علي حقيقه اخري وسؤال اوجب.. هل الجهاد فرض عين ام فرض كفايه.

الجهاد.. فرض كفايه.. ما يشمل فروض الكفايه من احكام يشمله.. في الاسلام لا توجد فرائض غائبه.. وفرائض حاضره.. ولم نجد تقسيما لسلف او خلف لمتقدم او متاخر.

وينتقل "فرج" الي الحديث عن دار "الاسلام" و"دار الكفر".. لينطلق الي تكفير "حكام العالم الاسلامي".. دون توقف.. ودون سؤال.. ودون عذر.. بالجهل او عجز او غيره.