المحتوى الرئيسى

أسرار غامضة في حياة أجمل ملكات مصر «نفرتيتي»

10/04 17:44

اقوي نساء مصر القديمه وزوجه فرعون الاسره الـ18

المانيا استقبلت تمثالها مهربا .. وهتلر تعهد ببناء متحف خاص

لا احد يعرف جذورها الحقيقيه.. وزوجها يامر بتجميل التمثال

اذا كانت مقبره الملكه “نفرتيتي” مخباه بالفعل خلف جدار الحجره التي دفن فيها الملك توت عنخ امون، فان ذلك سيلهم علماء الاثار ومطاردي الكنوز حول العالم، بالعثور علي مرقد الملكه نفرتيتي، الذي لا يزال مجهولاً الي الان.

لا يزال الامر مجرد احتمالاً نظرياً، لكن اكاديميًا بريطانيًا يٌدعي نيكولاس ريفز يعتقد ان هناك ابوابًا سريه في مقبره الفرعون الشاب توت عنخ امون تؤدي الي مقبره الملكه نفرتيتي.

واستند ريفز في نظريته الي بعض الصور الضوئيه والرسومات المتعلقه باشكال مقابر المصريين القدماء في فتره بناء تلك المقبره، ولاحقا من خلال الكشف باستخدام الرادار بعد ان حصل علي التصريح من السلطات المصريه.

لفت انتباه زملائه من علماء الاثار، وذلك بعد ان اقترح ان مقبره الفرعون المصري الواقعه في وادي الملوك قرب الاقصر ربما تكون اكبر مجمع يضم بين جنباته سرًا ومقبره اهم تحتوي علي رفات امه وكنوزها، مؤكدًا ان “العواقب ستكون استثنائيه” .

من جهته، قال وزير الاثار المصري ممدوح الدماطي انه يامل في ان يتم التاكد من صحه نظريه عالم المصريات البريطاني، الخاصه باكتشاف مقبره نفرتيتي في منطقه وادي الملوك في الاقصر بجنوب مصر، قبل شهر نوفمبر المقبل الذي يتزامن مع ذكري اكتشاف مقبره توت عنخ امون في عإم 1922.

واضاف الدماطي في مؤتمر صحفي للرد علي تصريحات العالم البريطاني، ان العمل علي تلك النظريه سيمتد ربما لثلاثه اشهر، مشيرا الي اهميه هذا الكشف اذا ثبتت صحته. السطور القادمه تحمل اسراراً عن حياه الملكه الجميله.

نفرتيتي، التي تعني “المراه الجميله التي اقبلت”، عاشت قبل 3300 سنه، وكانت زوجه الفرعون اخناتون “امنحتب الرابع” فرعون الاسره الثامنه عشر الشهير، وحماه توت عنخ امون. وكانت تعد من اقوي النساء في مصر القديمه.

عاشت فتره قصيره بعد وفاه زوجها، وساعدت توت عنخ امون علي تولي المُلك، وكانت لهذه الملكه الجميله منزله رفيعه اثناء حكم زوجها، ومثلما حدث مع زوجها، فقد تم محو اسمها من السجلات التاريخيه كما تم تشويه صورها بعد وفاتها.

لا يُعرف الكثير عن نفرتيتي، ولكن هناك نظريات تشير الي انها كانت من الاسره الملكيه او اميره اجنبيه او ابنه مسئول حكومي رفيع يدعي اي، الذي اصبح فرعون بعد توت عنخ امون.

انجبت نفرتيتي ست بنات لاخناتون، احداهن هي عنخ اسن اتون (التي عرفت فيما بعد باسم عنخ إسن امون) زوجه توت عنخ امون. اختفت نفرتيتي من التاريخ في السنه الثانيه عشره من حكم اخناتون، ربما لوفاتها او لانها اتخذت اسمًا جديدًا غير معروف. كما ادعي البعض انها حكمت لفتره وجيزه بعد وفاه زوجها.

شاركت الملكه نفرتيتي زوجها في عباده الاله الجديد اتون قوه قرص الشمس وكانت هي وزوجها الوسيط بين الشعب واتون، وقامت نفرتيتي خلال السنوات الاولي لحكم زوجها بتغيير اسمها طبقًا لتغيير عقيدتها الي نفر نفر اتون “نفرتيتي” الذي يعني “اتون يشرق لان الجميله قد اتت”.

كانت نفرتيتي تساند زوجها اثناء الاصلاحات الدينيه والاجتماعيه، ثم انتقلت معه الي اخيتاتون او تل العمارنه. وظهرت معه اثناء الاحتفالات والطقوس، وبالمشاهد العائليه، حتي في المناظر التقليديه للحملات العسكريه والتي صورت فيها وهي تقوم بالقضاء علي الاعداء.

توفيت احدي بناتهم وهي ميكيت-اتون، وقد صور حزنهم عليها في بعض الرسوم الحائطيه. وبعد وفاه ابنتهم، اختفت نفرتيتي من البلاط الملكي وحلت ابنتها ميريت اتون محلها، وحصلت علي لقب الزوجه الملكيه العظمي. بعد العام الثاني عشر لحكم اخناتون اختفت نفرتيتي ولم يوجد اي ذكر لها ويعتقد انها توفيت ودفنت في مقبره باخت اتون ويعتقد ايضا ان توت عنخ امون، نقل مومياءها مع والده اخناتون عندما هجرت اخت اتون. ، توفيت نفرتيتي عام 1330 قبل الميلاد، عندما كانت بين 29 و 38 عاماً من عمرها.

اشتهرت نفرتيتي بالتمثال النصفي لوجهها المصور والمنحوت علي قطعه من الحجر الجيري في واحده من اروع القطع الفنيه من العصر القديم وهو اشهر رسم للملكه نفرتيتي، وقد عثر عليه عالم المصريات الالماني لودفيج بورشاردت في 6 ديسمبر 1912 بورشه تحتمس النحات في تل العمارنه.

هرّب بورشاردت التمثال الكامل “غير المخدوش” الي منزله في حي الزمالك بالقاهره، ومن هناك هربه الي المانيا مخفياً ضمن قطع فخار محطمه غير ذات قيمه، مرسله الي برلين للترميم. ويوجد تمثال اخر لراس نفرتيتي بالمتحف المصري من الكوارتز الاحمر والمزين بلمسات من المداد، وهو لا يقل في دقه الصنع عن الراس الموجوده ببرلين ولكنه اقل شهره.

من غير المعروف حتي الان هل هناك مومياء للملكه نفرتيتي ام لا؟. المؤكد هو ان العلماء عثروا علي مومياوات في الغرفه السريه لقبر اخناتون. ففي القرن التاسع عشر، عثر عالم الاثار الفرنسي فيكتور لوريت، عندما قام بفتح احد جدران الاقبيه، علي سرداب جانبي يحتوي علي ثلاث مومياوات، واحده لرجل واثنتان لنساء، احداهن كانت اصغر سناً من الاخري.

وقتذاك لم تثر هذه المومياوات اي اهتمام يذكر، وقد تم تصويرهن في عام 1907، واصبحن في غياهب النسيان. ولكن مؤخراً، راود العلماء بعض الشكوك بان احدي هاتين المومياواتين هي نفرتيتي .

في عام 2002، اعلنت الباحثه البريطانيه جوان فليتشر من جامعه نيويورك وهي خبيره في المومياوات ان رفات المومياء الشابه تعود للملكه نفرتيتي، واكدت بان هذه حقيقه لا غبار عليها. واضافت جوان مبتهجه انه الاكتشاف الاروع في حياتي! قالت ذلك، بعد ان سمح لها ان تخضع المومياء الي فحوصات منها الاشعه السينيه. وخير دليل علي ان احدي هاتين المومياواتين هي “المراه الجميله التي اقبلت” هي الجوده العاليه من التحنيط والتشابه التشريحي مع اوصاف لرفات نفرتيتيّ. ولكن هذا الادعاء اصبح محط جدال متنازع عليه لاحقا من قبل السلطات المصريه، حيث ششك علماء الاثار في ذلك، واعربوا عن اعتقادهم ان هذه الرفات ليست الا مومياء لامراه شابه من العائله المالكه، لقيت حتفها خلال عهد السلاله 18 .

كما انتقد الدكتور زاهي حواس وزير الدوله لشئون الاثار المصريه الاسبق، انتقد الباحثه فليتشر مؤكداً ان المومياء التي اشارت اليها الباحثه هي لفتاه يتراوح عمرها بين 16-20 عاماً، في حين ان الملكه نفرتيتي كانت اكبر سناً.

في 6 ديسمبر 1912، عثرت بعثه المانيه للتنقيب علي الاثار بقياده عالم الاثار الالماني لودفيج بورشاردت علي تمثال نفرتيتي في تل العمارنه، في ورشه عمل النحات المصري “تحتمس”، والتي عثر بها ايضًا علي عدد من التماثيل النصفيه التي لم تنته لنفرتيتي.

وصف بورشاردت الاكتشاف في مذكراته، قائلاً: “تمثال نفرتيتي فجاه، اصبح بين ايدينا افضل الاعمال الفنيه المصريه الباقيه. لا يمكن وصف ذلك بالكلمات، لابد ان تراه”.

في عام 1924، عثر في ارشيف الشركه الشرقيه الالمانيه (التي تولّت اعمال التنقيب) علي وثيقه حول اجتماع دار في 20 يناير 1913 بين لودفيج بورشاردت وبين مسؤول مصري رفيع لمناقشه تقسيم الاكتشافات الاثريه التي عُثر عليها في عام 1912 بين المانيا ومصر.

عرض بورشاردت علي المسئول المصري صوره ذات اضاءه سيئه للتمثال، كما اخفي التمثال في صندوق عند زياره مفتش عام الاثار المصريه “غوستاف لوفبفري” للتفتيش. كشفت الوثيقه عن ان بورشاردت، ادعي ان التمثال مصنوع من الجبس، لتضليل المفتش. القت الشركه الشرقيه الالمانيه باللوم علي اهمال المفتش، واشارت الي ان التمثال كان علي راس قائمه التقسيم، وان الاتفاق كان نزيهًا.

وصل التمثال الي المانيا في عام 1913، حيث تم شحنه الي برلين، وقُدّم الي “هنري جيمس سيمون” تاجر الاثار وممول حفائر تل العمارنه، بقي التمثال عند سيمون حتي اعار التمثال وغيره من القطع الاثريه التي عثر عليها في حفائر تل العمارنه الي متحف برلين. وعلي الرغم من عرض بقيه مجموعه تل العمارنه منذ عام 1913، الا ان تمثال نفرتيتي ظل في طي الكتمان بناء علي طلب بورشاردت.

وفي عام 1918، ناقش المسئولون عن المتحف مساله عرض التمثال للجمهور، ولكن مره اخري ظل التمثال دون عرض بناء علي طلب بورشاردت. وهب سيمون التمثال لمتحف برلين نهائيًا في عام 1920. واخيرًا في عام 1923، تم عرض التمثال لاول مره للجمهور بعد موافقه كتابيه من بورشاردت.

طالبت السلطات المصريه بعوده التمثال الي مصر، منذ ازاحه الستار رسميًا عن التمثال في برلين في عام 1924. وفي عام 1925، هددت مصر بحظر التنقيب الالماني عن الاثار في مصر، الا اذا اعيد تمثال نفرتيتي. في عام 1929، عرضت مصر مبادله التمثال مقابل بعض الاعمال الفنيه الاخري، لكن المانيا رفضت.

في الخمسينات، حاولت مصر مره اخري بدء مفاوضات حول التمثال، ولكن دون استجابه من المانيا. علي الرغم من معارضه المانيا الشديده لعوده التمثال الي مصر، الا انه في عام 1933، طالب هيرمان غورينغ وزير سلاح الجو النازي باعاده التمثال للملك فؤاد الاول كمبادره سياسيه. عارض هتلر الفكره، وقال للحكومه المصريه، انه سيبني متحفًا مصريًا جديدًا لنفرتيتي.

وحين اصبح التمثال تحت سيطره الامريكيين، طالبت مصر الولايات المتحده الامريكيه بتسليمها التمثال، الا ان الولايات المتحده الامريكيه رفضت، ونصحت مصر ببحث القضيه مع السلطات الالمانيه الجديده. وفي عام 1989، زار الرئيس المصري محمد حسني مبارك تمثال نفرتيتي، واعلن انه “خير سفير لمصر” في برلين.

تمثال نفرتيتي طوله 47 سم، ويزن حوالي 20 كيلوجرام، وهو مصنوع من الحجر الجيري ملوّن بطبقه من الجص. جانبا الوجه متماثلان تمامًا، وهو في حاله سليمه تقريبًا، ولكن العين اليسري تفتقر الي البطانه الموجوده في اليمني. بؤبؤ العين اليمني من الكوارتز المطلي باللون الاسود والمثبت بشمع العسل، بينما خلفيه العين من الحجر الجيري. ترتدي نفرتيتي تاجًا ازرق مميز مع اكليل ذهبي، وعلي جبينها ثعبان كوبرا “وهو مكسور الان”، بالاضافه الي قلاده عريضه منقوشه بالزهور. الاذنان ايضًا عانت من بعض الاضرار.

اصبح تمثال الملكه نفرتيتي واحد من اكثر القطع الفنيه اثاره للاعجاب، وبمثابه نجمه في سماء متاحف برلين. كما اعتبر رمزًا للجمال، فهو يعرض امراه ذات عنق طويل وحواجب انيقه مقوسه وعظام بارزه وانف نحيل وابتسامه غامضه وشفاه حمراء، مما جعل من نفرتيتي واحده من اجمل وجوه العصور القديمه. كما يعتبر اشهر تمثال من الفن القديم، ولا يماثله شهره سوي قناع توت عنخ امون.

طابع بريد الماني يحمل وجه نفرتيتي

وصف هتلر التمثال بانه “تحفه فنيه فريده من نوعها، وانه كنزًا حقيقيًا”، وتعهد ببناء متحف ليحتويه، اصبح تمثال نفرتيتي رمزًا ثقافيًا لبرلين. وبلغ عدد زواره نحو 500,000 شخص سنويًا. كما اعتبر التمثال افضل عمل فني من مصر القديمه، عبر كل العصور القديمه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل