المحتوى الرئيسى

حادثة منى تدق طبول الحرب بين السعودية وإيران

10/04 12:08

دخل الحج دائره الصراع الاقليمي بتصعيد طهران لهجتها تجاه الرياض علي خلفيه مصرع حجاج ايرانيين في مني، فيما دعت السعوديه نظيرتها علي الضفه الاخري من الخليج الي الكف عن "تسييس" الحج.

ولوح الرئيس الايراني حسن روحاني بامكانيه اللجوء لـ"استخدام القوه" اذا دعت الحاجه فيما يتعلق بحادثه تدافع مني في موسم الحج الحالي، والتي اودت بحياه المئات من الحجاج الايرانيين.

وياتي التصعيد الجديد وعلو نبره التهديد في كلمه القاها روحاني اثناء مراسم استقبال جثث 104 ايرانيين من ضحايا التدافع في مني، وقال الرئيس الايراني ان بلاده تعاملت مع الحادثه "بلغه الاخوه والادب واستخدمت لغه دبلوماسيه"، لكنها "سوف تلجا الي لغه القوه اذا دعت الحاجه".

ونقلت وسائل اعلام ايرانيه عن القائد العام لقوات حرس الثوره الاسلاميه اللواء محمد علي جعفري جهوزيه حرس الثوره الاسلاميه لرد سريع وحازم علي فاجعه مني، واكد ان "قوات حرس الثوره الاسلاميه وظفت جميع امكانياتها للتحضير لرد سريع وحازم علي فاجعه مني وارغام ال سعود علي تحمل مسؤولياتهم فضلا عن استيفاء حقوق الحجاج الايرانيين، وانها تنتظر الاوامر".

السعوديه من جانبها وجهت اتهامات لايران بـ "تسييس" الحج، ودعا وزير الخارجيه السعودي عادل الجبير الاسبوع الماضي المسؤولين الايرانيين الي الكف عن استغلال الحادثه سياسيا، واعرب عن اعتقاده بانه "من الافضل للايرانيين ان يفعلوا شيئا غير ان يستغلوا سياسيا ماساه طالت اناسا كانوا يؤدون الشعائر الدينيه المقدسه".

ودعا الي تحكيم لغه العقل وانتظار نتائج التحقيق، مؤكدا ان بلاده لا تخفي شيئا وانه "اذا كانت هناك اخطاء قد ارتكبت فان الذين ارتكبوها سوف يحاسبون".

وتعد حادثه التدافع في حج العام الحالي في 24 سبتمبر اكبر كارثه منذ 25 عاما، واعلنت السعوديه في وقت سابق ارتفاع عدد الضحايا الي 769 قتيلا، و934 جريحا. وتقول ايران ان من بينهم 465 حاجا من رعاياها.

واضح ان حادثه مني صبت الزيت علي علاقات طهران والرياض التي الهبها التنافس علي قياده الدور الاقليمي وزادها اشتعالا مواقف البلدين المتناقضه علي خلفيه ثورات "الربيع العربي" وخوضهما حروبا بالوكاله في سوريا والعراق عبر ارسال مقاتلين وتشجيع الاطراف المشاركه في الصراع، او ادت الي تدخلات مباشره في البحرين واليمن للحد من نفوذ طهران الذي وصل الي حد تباهي مسؤولين ايرانيين بالسيطره علي اربع عواصم عربيه خريف العام الماضي.

ومما لاشك فيه ان حده لهجه التهديدات، وكيل الاتهامات بين الرياض وطهران لا يمكن ان تعزي الي حادثه مني وسقوط ضحايا فحسب، فمن المنطقي توقع حصول حوادث في مناسبات وطقوس تضم مئات الالوف من البشر، ولا يمكن لاي طرف انكار الجهود السعوديه الكبيره المبذوله في السنوات الاخيره لتطوير البنيه التحتيه في مكه المكرمه والمدينه المنوره والمشاعر المقدسه لجعل موسم الحج اكثر سلاسه فقد انفقت المملكه عشرات المليارات في عمليات توسيع الحرمين وبناء الجسور وسواها.

واي تحليل منطقي يجب الا يفصل ما يجري في الاقليم عموما عن التصعيد الحالي بين الطرفين والتلويح باستخدام القوه العسكريه.

ففي اليمن يخوض التحالف العربي معركه حاسمه ضد الحوثيين المدعومين من ايران، وتقترب المعركه رغم الصعوبات والطرق الوعره الي العاصمه اليمنيه.

وفي سوريا يفتح التدخل الروسي صفحه جديده مختلفه بدخول القوي العظمي علي خط الصراع ما يعني تراجع دور القوي الاقليميه، وفي العراق ما زالت الاوضاع بعيده عن الاستقرار وحسم المعركه ضد تنظيم "داعش" فيما تتعالي الاصوات لاشراك العرب السنه في التصدي للتنظيم الارهابي الذي يسيطر علي مساحات واسعه من بلاد الرافدين، وتواصل السعوديه وحلفاؤها انتقاد دور "الحشد الشعبي" الذي تسيطر عليه فصائل شيعيه تتهم بولائها لايران اولا.

وفي المقابل فان ايران تشعر بفائض قوه بعد انجاز الاتفاق النووي مع المجتمع الدولي عقب مفاوضات ماراثونيه، فبوادر الانفتاح الغربي لاحت مع تهافت البلدان للدخول الي السوق الايرانيه والاستثمار في مشروعات البنيه التحتيه.

بعض الخبراء وصفوا تصريحات المرشد الاعلي للثوره الاسلاميه الايرانيه ايه الله علي خامنئي يوم الاربعاء الماضي بانها اعلان حرب علي السعوديه، فقد اكد قائد الثوره الاسلاميه امام حشد من القاده العسكريين الايرانيين ان ايران لديها اليد العليا في المنطقه. وانه "يجب ان يعلم السعوديون ان ايران تملك المزيد من القدرات. واذا قررت التحرك فان موقفهم لن يكون جيدا".

ايرانيون يتظاهرون امام سفاره السعوديه

تصريحات لن تتطور، علي الارجح، الي حرب ساخنه مفتوحه بين القوتين العظميين في منطقه الخليج. ففي المقابل فان اصواتا في البلدين تدعو الي التهدئه وتلفت الي ان الامر قضاء وقدر.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل