المحتوى الرئيسى

«محطة الرمل»: ملهمة «كفافيس» التي تحولت إلى ساحة معركة

10/04 11:14

«من زهو الفخامه والجمال، الي بؤس القمامه والشحاته».. هكذا تبدل حال الميادين العامه والشوارع والطرق الرئيسيه في عروس البحر الابيض المتوسط، لتقف ميادين القناصله «المنشيه»، ومحطه الرمل، وشوارع سعد زغلول، والبطالسه، وأبي قير، وشريف، وطريق الكورنيش، شاهده علي ضياع جمال الاسكندريه.

سكان المنطقه: الاجانب كانوا يلتقطون صوراً تذكاريه للتباهي بالحي.. والان اصبح طارداً لاهله

وتحتوي الاسكندريه علي مجموعه من الميادين المصممه علي الطراز الاوروبي، ويُعتبر ميدان القناصل «المنشيه حالياً» من اقدم واكبر ميادين عروس البحر واعرقها، ويتوسط الميدان «الحي الخاص بالاوروبيين»، لذلك عُرف بميدان القناصل، كما عُرف ايضاً بميدان الجيوش ووضع تصميمه المعماري فرانسيسكو مانشيني.

كان الميدان قبل انشائه عباره عن قطعه ارض ملك ابراهيم باشا بن محمد علي باشا، ويتميز الميدان بشوارعه العريضه المستقيمه، والعقارات علي جوانبه لا تتعدي الـ3 طوابق، بالاضافه لاحتوائه علي عدد من المحلات ومستشفي، بالاضافه لساحه استعراضات عسكريه، لذلك عُرف بميدان الجيوش.

وصُمم ميدان القناصل «المنشيه» عام 1830، يتوسطه نافوره رخاميه تحيط بالمباني تاخذ شكل البلوكات المستطيله التي تتكون من دورين مرتفعين مزخرفه بالرسومات الاوروبيه البسيطه، فضلاً علي وجود محلات ووكالات تجاريه كبيره كـ«روتشمان للمجوهرات»، و«فوريلو للتصوير الفوتوغرافي»، والمقهي الفرنسي.

وتعرّضت هذه المباني للقصف سنه 1882 من الاسطول البريطاني، ولمده ثلاثه ايام، واقتحمت البحرية البريطانية المدينه بعد ان دمرتها بالكامل، وقُتل في القصف قرابه الـ2000 مصري، ولم يتبق الا تمثال محمد علي وكنيسه القديس مرقص.

وبعد انتهاء القصف اقيمت غرف خشبيه للمبيت وكمحلات، ويوجد علي يمين تمثال محمد علي مبني المحاكم المختلطه المعروف بـ«سراي الحقانيه»، وعلي اليسار الحدائق الفرنسيه، في هيئه شريط رائع يمتد علي هيئه زوايا حاده من الميدان حتي الميناء الشرقي، وعلي اليسار كنيسه القديس مرقص الانجليكانيه وبنهايته البورصه.

وقامت بلديه الاسكندريه بتطوير الميدان واعاده تخطيطه اكثر من مره، فقد اعدت عام 1916 مشروعاً لتوسعه الحدائق وانشاء فسقيتين بجانب التمثال، واعداد باكيات للموسيقي بطرفي الميدان.

وفي 2015 يمر المواطنون علي ميداني احمد عرابي ومحمد علي بمنطقه المنشيه فيجدونهما وقد تحولا الي «سوق العتبه» مصغراً، فالمنتجات مختلفه الاشكال والالوان تباع علي الارصفه باسعار اقل بكثير من تلك الموجوده في المحال التجاريه، ومنها الالماني والتركي والياباني والسوري والليبي والمصري ايضاً.

قطار «تبدل الحال» لم يتوقف عند حي القناصل، وطال ايضاً محطه الرمل، التي انشئت مع تدشين ترام الاسكندريه علي يد المهندس الايطالي الشهير «انطونيو لاشياك»، الذي وضع تصميماً انيقاً وفريداً لها عام 1887، ومنذ تشييدها وهي تضج بالحياه، وفُتحت حولها محال كثيره لتلبيه رغبات ركاب الترام، واكثرها لبيع الجرائد، واشهرها ركن الحاج محمد الرملي المتاخم لسنترال محطه الرمل الذي يقصده الكتّاب والمشاهير. ومن بين المشاهير الشاعر اليوناني الشهير «قسطنطين كفافيس» الذي عمل وقطن في محيط محطه الرمل، وتحول بيته الي متحف في شارع متفرع من شارع النبي دانيال واُطلق عليه اسم شارع كفافيس. وكذلك الروائي البريطاني «لورانس داريل» صاحب «رباعيه الاسكندريه». ولقد اثّرت المدينه وميدان محطة الرمل في كتّاب اخرين.. كالاديب البريطاني «اي ام فورستر»، والشاعر الفرنسي «جان كوكتو». كما يظل القائد البريطاني الماريشال «برنارد مونتجمري»، من بين ابرز من سكنوا في محطه الرمل، وزارها نجم الروك العالمي «الفيس بريسلي»، والروائيه البريطانيه العالميه «اجاثا كريستي»، واسطوره الملاكمه العالميه «محمد علي كلاي»، والنحات البريطاني العالمي «هنري مور»، والمغنيه والممثله الفرنكو امريكيه «جوزفين بيكر». كما عاش فيها المغني اليوناني - السكندري الشهير «ديميس روسوس»، والاديب العالمي نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، والشاعر امل دنقل، والاميره فوزيه، والملكه نازلي، ونجيب الريحاني، وليلي مراد، وعبدالحليم حافظ، وام كلثوم، وفريد الاطرش، ومحمد عبدالوهاب، وكان يقيم فيها الفنانان التشكيليان الاخوان ادهم وسيف وانلي، وغيرهما.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل