المحتوى الرئيسى

الفتقُ السعودي أكبر من أن يُرتق

10/04 10:54

الاحد 4 اكتوبر 2015 - 07:15 بتوقيت غرينتش

الفتقُ السعودي اكبر من ان يُرتق

استخدمت السعوديه وبذكاء سلاح المال، علي مدي عقود طويله، لتجميل صورتها، ونشر وهابيتها، ولاسكات منتقديها وارعابهم، وللضغط علي خصومها واثاره المشاكل لهم، وشن حروب عليهم بالوكاله، فجندت لذلك جيوشا جراره من الاعلاميين والسياسيين، واسست القنوات التلفزيونيه والفضائيات والصحف والمجلات، وتنظيمات وجمعيات دينيه، حتي وصل الامر ان يفكر اي اعلامي او سياسي او مثقف، الف مره، قبل ان يوجه ادني انتقاد للسعوديه وسياستها و وهابيتها.

الملفت ان الارهاب الذي اشاعته السعوديه في العالم العربى، بقوه المال، اخفي كثيرا الوجه المخيف للنظام السعودي بشقيه السياسي والديني، فالمال السعودي خلق هاله حول هذا النظام، شغل الكثيريين عن النظر الي القبح المخيف في هذا النظام الذي يعود الي اكثر العصور جاهليه وتخلفا.

من سوء حظ السعوديه، ان ثوره المعلومات، لم تات في صالحهم، رغم انهم حاولوا استخدامها من اجل الابقاء علي قبح نظامهم في الظل، ولكن هذا لم يحدث، فهذه الثوره عرت السعوديه من كل اللبوس التي حاولت التستر به عن الاخرين، فظهرت علي حقيقتها، نظام شاذ قبلي ونظام ديني تكفيري، وزاد هذا القبح بروزا ما عرف بثورات الربيع العربي، التي قلبت اوضاع المنطقه راسا علي عقب، بعد ان اضطرت السعوديه ان تتجرد من كل شيء وتنزل بطبيعتها الحقيقيه في الميدان من اجل الدفاع عن كيانها الذي اخذت تتهدده المتغيرات المتسارعه.

نزول السعوديه في الميدان تجسد في اغراق العراق بالمجموعات التكفيريه وشرائها الذمم هناك لضرب كل محاوله لاستقرار هذا البلد، واحتلالها البحرين، ونشر الموت والخراب في سوريا، عبر ذات المجموعات التي ارسلتها الي العراق، واحرقت اليمن، وحاولت احراق لبنان، الا ان كل محاولاتها هذه لم تبعد الخطر عن كيانها، بل الذي حصل هو العكس تماما، فقد انتقلت بعض المجاميع التكفيريه من العراق وسوريا اليها.

السعوديه وبعد مرور نحو خمس سنوات علي فرضها الحروب والفتن والجماعات التكفيريه علي المنطقه، لم تحقق اي من اهدافها، فمشروعها في سوريا فشل فشلا ذريعا، واخذت تغرق في المستنقع اليمني، وخرج العراق من هيمنه عملائها، وافتضح امرها في البحرين، الامر الذي جعلها تعيش حاله احباط وانكسار، ارتدت حتي علي ادارتها للحج، فكان موسم الحج هذا العام من اكثر الاعوام ماساويه، حيث شهد سقوط الرافعه علي الحرم المكي، واندلاع حريق هائله في احد فنادق مكه، واما الكارثه الكبري فتمثلت بفاجعه مني واستشهاد اكثر من الف حاج من مختلف الدول الاسلاميه، الامر الذي اسقط اخر اوراق التوت التي كانت تتستر بها السعوديه، لاخفاء فشلها وعجزها واحباطها وتخبطها.

السعوديه وعوضا من اعاده النظر في سياستها الكارثيه علي الصعيدين الداخلي والخارجي، نراها تتمادي فيها، وتلجا الي “اسرائيل”، بعد ان عجز المال من ان ينقذها، اعتقادا منها ان “اسرائيل” لما لديها من حظوه لدي امريكا والغرب، قد تشكل لها طوق نجاه، من الخطر الداهم الذي يتهددها.

حاله الهلع والاحباط والتخبط هي التي تفسر، هذا الغزل السعودي الرخيص ل”اسرائيل” ومحاولتها لكسب ودها وبشكل علني وامام الجميع ومن دون خجل او وجل، بل ان السعوديه و “اسرائيل” تصران علي الكشف عن اللقاءات التي تجري بين مسؤوليها، لجعلها طبيعيه، واخراجها من نطاق “المحرمات”.

قبل ايام كشف وسائل اعلام “اسرائيليه” عن لقاء رسمي جري بين الامير تركي الفيصل مسؤول الاستخبارات السابق و رئيس حزب “هناك مستقبل” الصهيوني يائير لابيد، يوم الثلاثاء الماضي في نيويورك، بعد ان كانت لقاءات الامير تركي المعلنه مع مسؤولين من الكيان الصهيوني، تقتصر علي حضور ندوات سياسيه مع شخصيات “اسرائيليه ” ومن بينها الوزيره السابقه تسيبي ليفني.

الملفت ان لبيد قال في هذا اللقاء: ان (السعوديين)، يعلمون انني لن اقبل بحق العوده، ولم نتحدث عن تقسيم القدس او عن الانسحاب من الجولان، ولكن الاتفاق كان حول وجود اساس لعقد مفاوضات اقليميه وليس فقط فلسطينيه!!.

هذا اللقاء جاء بعد اللقاء الذي جمع الجنرال السعودي المتقاعد انور عشقي بمدير عام وزاره الخارجيه الصهيوني دوري غولد، في ندوه سياسيه بواشنطن بحثت ملف الشرق الاوسط، وما تلاها من مقابله مثيره خص بها عشقي احد القنوات “الاسرائيليه”، وكشفت وقتها عن مدي التقارب السعودي - “الاسرائيلي”، حين وصف بنيامين نتنياهو بـ “الرجل القوي والواقعي”، وتحدث عن ايران كعدو..

صهيونيا، واصل رئيس الوزراء الصيوني بنيامين نتنياهو، هذيانه حول ايران، خلال خطابه امام الجمعيه العامه للامم المتحده، والذي تحدث فيه عن “الخطر الايراني” علي “اسرائيل” والمنطقه، وضروره ان يكون هناك تعاون بين كيانه وبعض الدول العربيه من اجل مواجهه هذه “الخطر”.

يبدو ان التعاون “السعودي الاسرائيلي” لم ينحصر في الكلام فحسب، فقد انتقل الي التطبيق الواضح والفاضح، حيث اكدت مصادر محليه في منطقه عسير جنوبي غربي السعوديه ان طائره من نوع بوينغ 747 تابعه للقوات الجويه “الاسرائيليه” تقوم بنقل الاسلحه والصواريخ والمعدات الي قاعده خميس مشيط في اماره عسير لدعم القوات الجويه لتحالف العدوان السعودي علي اليمن.

واكدت هذه المصادر ان جسرا جويا اقامه الكيان الصهيوني مع القاعده الجويه حيث يجري امدادها بالذخيره وتعويض مخزونها من الصواريخ، من اجل السيطره علي باب المندب، وهو المضيق الذي اشار اليه نتنياهو بخطابه امام الجمعيه العامه للامم المتحده، والتي “حذر فيه من سيطره ايران علي هذا المضيق وتهديدها للملاحه الدوليه هناك”، وهو ما يستوجب العمل علي عدم وقوع ذلك.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل