المحتوى الرئيسى

مارغريت تاتشر أرادت تغيير العالم في أسبوع

10/04 08:03

بريطانيا تحسم: لا دور لبشّار في مستقبل سوريا

بريطانيا ترحّب بالنص الاممي لاتفاق الصخيرات

بريطانيا تزيد مساعداتها استجابه لازمه المهاجرين

بريطانيا تنتقد التدخل الروسي في سوريا

بريطانيا سترسل 70 جنديًا الي الصومال

بريطانيا: 5% فقط من الضربات الروسيه تستهدف داعش

مهاجر ايراني يطلب من بريطانيا اعادته الي بلاده

كتب شارلز مور، سيره حياه رئيسه الوزراء البريطانيه السابقه، مارغريت تاتشر، التي كانت اول امراه تتسلم منصب هذا المنصب، والوحيده ايضا حتي الان وكانت في تلك الفتره في عنفوان قوتها. 

اعداد ميسون ابو الحب: بعد انتصار البريطانيين واستعادتهم جزر الفوكلاند، تقدم المحافظون في انتخابات عام 1983 علي حزب العمال، وحققوا اغلبيه في مجلس العموم بـ 144 مقعدا. وفرضت رئيسه الوزراء مارغريت تاتشر سيطرتها اكثر من اي رئيس وزراء سابق في فتره سلام في بريطانيا، وكانت تتمتع ايضا بشهره اوسع في المسرح العالمي من اي رئيس وزراء اخر عدا ونستون تشرشل. 

وتظهر هذه المقتطفات الاولي، السيده تاتشر في قلب احداث مهمه، مثل مفاوضات السيطره علي الاسلحه خلال فتره الحرب البارده، حيث كانت تغادر الي كل مكان لاجراء محادثات مع قاده العالم، وكانت علي خلاف مع الكومنوولث ومع الملكه، بشان العقوبات المفروضه علي جنوب افريقيا وكانت في الوقت نفسه تعتني بشكلها وبهندامها. 

عرفت تاتشر باسم "المراه الحديده" ولكنها كانت تخفي في اغلب الاحيان احساسا عميقا بعدم الامان وشكا بمن حولها، يحمل الكتاب عنوان "كل شئ تريده" وهو عنوان اغنيه لفرقه وام، لانه يعبر عن رغبه تاتشر في الانجاز وفرض السيطره والتغيير في تلك الفتره. تاتشر كافحت طويلا من اجل كل شيء ارادته، ولكنها لم تحصل دائما علي ما تريد. 

هذا اسبوع واحد قبل عيد الميلاد في العام 1984 ، وضعت قدرات تاتشر المعنويه والجسديه علي التحمل، علي المحك، اضافه الي تاثيرها العالمي.

يوم الاحد 16 ديسمبر التقت ميخائيل كورباتشيف في جيكرز لست ساعات، واحتاج اللقاء الي تحضير كبير جدا. المساء التالي توجهت الي بكين لتوقيع اتفاق بشان تسليم هونغ كونغ للصين ثم زارتها.

 ويوم السبت 22 ديسمبر، طارت الي واشنطن للقاء مع الرئيس رونالد ريغان، في كامب ديفيد، ثم عادت الي لندن في ساعات الصباح الاولي من اليوم التالي، وكان كل هذا اسابيع قليله بعد محاوله الايرا اغتيالها في غراند هوتيل في برايتن ووسط صراع كبير مع اتحادات عمال المناجم الوطنيه. 

الاحد، 16 ديسمبر: جيكرز (مقر اقامه رئيس وزراء بريطانيا الريفي)

في ذلك اليوم من عام 1984 دعت السيده تاتشر ميخائيل غورباتشيف، الي قصر جيكرز وهو مقر اقامه رئيس وزراء بريطانيا الريفي مع زوجته رايسا، وبحسب المترجم البريطاني توني بيشوب ظلت تاتشر تتحدث عن تدني مستوي النظام المعتمد في الاتحاد السوفيتي مقارنه بمجتمع تنافسي حر. 

تساءلت تاتشر عن طريقه يطور بها الناس انفسهم في ظل نظام اقتصادي مركزي موجه وجامد، فاجابها غورباتشيف بان مساله فرص العمل في بلاده محلوله. 

تطرقت تاتشر ايضا الي طريقه تعامل السوفييت مع المنشقين مثل اندريه زاخاروف، واناتولي شخارانسكي، ومع الرافضين اليهود بشكل عام. فامتنع غورباتشيف عن الرد، فاستغلت ذلك لتنتقل الي الحديث عن اضراب عمال المناجم، وقالت حدث الكثير من الترهيب والعنف وحتي القتل.

"الشيوعيه مرادفه لتحقيق الاغراض عن طريق العنف. والشعار هو "اخوتي…. عندما تكونون احرارا ستفعلون ما تؤمرون به". 

واستطردت بالقول ان اشخاصا مثل زعيم عمال المناجم ارثر سكارجل ونائبه الشيوعي مك ماكغاهي "اعطيا الشيوعيه السوفيتيه سمعه سيئه"، ثم اتهمت الشيوعيين في بريطانيا بالسيطره علي اتحادات العمال "باسم حزب العمال" وباختراق الحزب لانهم ما كانوا سيستطيعون الحصول علي مقاعد في البرلمان باسمهم وحدهم. 

واعتبر غورباتشيف هذا هجوما علي الاتحاد السوفيتي، وقال انها المره الاولي التي يسمع بها بمثل هذا الكلام، ثم سالها ان كانت تعتقد حقا ان بامكان بلاده تنظيم اضراب لعمال المناجم او التاثير علي الراي العام البريطاني؟

وقال غورباتشيف لاحقا "كان الحوار في غايه التوتر" حتي ان كلا منهما ادار راسه عن الاخر. "ولكن تاتشر سرعان ما غيرت نبرتها وقالت ان الجزء الصعب من نقاشهما قد انتهي". وحسب راي بيشوب، كانت تعني ان غورباتشيف "نجح في المقابله الاولي". 

كان ذلك اللقاء والنقاش الذي دار خلال الغداء اهم نقاش يدور حول مائده طعام، لانه خرج عن المعايير الدبلوماسيه، ولم يؤد سوي الي عدم الاتفاق، وتحصن كل من غورباتشيف وتاتشر في خندقه الايديولوجي واطلق النار بقوه. ولكن اللقاء كان ناجحا بكل وضوح وهو ما اقر به الاثنان.  

بعد الغداء تم لقاء اخر في غرفه الجلوس، ماركسيه غورباتشيف حسب راي تاتشر، كانت اعتياديه "ولكن شخصيته لم تكن مختلفه عن لعبه خشبيه يحركها صاحبها ويجعلها تتكلم وكانها هي التي تتكلم". 

تاتشر رات ان ماركسيه غورباتشيف في حدود المعقول ولكنها رات ايضا ان "شخصيه غورباتشيف لا تختلف كثيرا عن لعبه خشبيه يحركها صاحبها، ويجعل الاخرين يعتقدون انها تتكلم". 

غدا في الصين وعلي الاعتناء بشعري 

وفي لقاء لاحق في صاله الجلوس، اوضحت تاتشر لغورباتشيف بانها قررت "ان تحاول فعل شئ ما" للدخول في حوار مع الاتحاد السوفيتي. اذ لا جدوي من ان يحاول نظام تغيير النظام الاخر وقالت: النقطه الرئيسيه هنا هو ان نقلل من العداء ومن مستوي التسلح. وقالت ايضا بان لبريطانيا والولايات المتحده تاثيرا اكبر من اي عضو اخر في حلف الناتو وهو ما سمح لها بان تؤكد بان البحث في مجال مبادره الدفاع الستراتيجيه امر جيد ولكن التحول الي انتاج اسلحه مساله اخري تماما. 

(وكان الرئيس الاميركي رونالد ريغان قد اعلن مبادره الدفاع الستراتيجي التي عرفت باسم "حرب النجوم" وتقوم علي بناء نظام دفاع صاروخي حتي في الفضاء، لحمايه الغرب من خطر اسلحه السوفييت النوويه". 

ثم جازفت تاتشر بالقول "كان لريغان حلم عبر عنه بهذه المبادره، وهو ان يكون قادرا علي تخليص العالم من الاسلحه النوويه، ولكنه لم يعش هذا الحلم للاسف، لان الحصول علي دفاع صاروخي بالستي سيؤدي بالتاكيد الي تغيير جديد في حلقه سباق التسلح". 

واجاب غورباتشيف، بانه لا يوافق السيده تاتشر في فكرتها عن نوايا الولايات المتحده الوديه، ولكنه يتفق معها علي اهميه التحاور. وكانت هذه هي النقطه المهمه في الحوار كله الذي وصل الي نهايته الان. وقال غورباتشيف "ما نحتاج اليه الان هي عمليه اجرائيه"" ثم اقترح مواصله الحوار. 

وقال توني بيشوب "كان وقع هذه الكلمات علي اذني رئيسه الوزراء بمثابه نغم جميل"، فقد افلحت جهودها كما يبدو لجعل الاتحاد السوفيتي يدخل في حوار. 

وطال اجتماع ما بعد الغداء، وتجاوز الوقت المحدد له حتي ان غورباتشيف لم يغادر الي لندن الا في السادسه مساء ليتاخر ساعتين علي حفل استقبال في السفاره السوفيتيه. اما تاتشر فتبادلت اطراف الحديث مع من حولها ثم قالت "غدا الصين ولم اسرح شعري حتي الان" ثم ركضت الي الطابق العلوي واختفت. 

الاربعاء 19 كانون الاول (ديسمبر) بكين

التقت تاتشر رئيس الصين دينغ كزاو بنغ في صاله الشعب الكبري، وكان مسنا جدًا ولا يسمع جيدا، وقال شارلز باول وهو سكرتير تاتشر الخاص للشؤون الخارجيه "تاثرت تاتشر به، فهذا الرجل صغير الحجم يسيطر سيطره كامله علي 1،3 مليار شخص. ولكن هل تقاربت معه كانسان؟ لا. لانه كان شيوعيا ومستبدا".

وسالها دينغ عن انطباعاتها عن لقائها الاخيرمع غورباتشيف. 

وهنا يبدو من الواضح ان هذا الاسبوع مهم جدا، فهي تتحدث عن رئيس الاتحاد السوفيتي مع رئيس اكبر دوله شيوعيه في العالم قبل ان تفعل الشيء نفسه مع رئيس الولايات المتحده.

وبعد اللقاء وقعت تاتشر اتفاق هونغ كونغ وفي اليوم التالي توجهت الي هناك. 

السبت 22 كانون الاول (ديسمبر) هونغ كونغ

استغرقت الرحله من هونغ كونغ الي واشنطن 24 ساعه ولم تكن الطائره وهي من نوع في سي -١٠ (VC-10) فخمه جدًا ولكن كان فيها سرير في مكان معزول. 

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل