المحتوى الرئيسى

إلى الأمان: حماة الوطن.. وانتصارات أكتوبر

10/03 09:26

بقلم - لواء دكتور محسن الفحام:

اسعدتني الظروف بان التقي مع كوكبه من خيره قيادات سلاح الصاعقه المصريه والمخابرات الحربية الذين يعتبرون بالفعل جزء اصيلا من حماه هذا الوطن قولا وفعلا، والتي يقودها ببراعه واقتدار الفريق جلال الهريدي، هذا الرجل الذي قاد سلاح الصاعقه وهو برتبه نقيب في سابقه لم تحدث في تاريخ العسكرية المصرية من قبل.

قضيت الاسبوع الماضي استمع واستمتع بذكريات هؤلاء الرجال خلال حرب الإستنزاف التي قادت الي انتصارات اكتوبر 1973 ... وكان من الجميل ان كل منهم ينسب الفضل الي الاخر؛ فرجال الصاعقه يتذكرون ما قام به ابطال المخابرات الحربيه، وهؤلاء يشيدون بما قام به البدو والعرب من اهل سيناء لمساعدتهم في تنفيذ المهام التي تم تكليفهم بها فيما وراء خطوط العد. ثم ياتي دور القوات البرية والجويه والبحريه في العبور الكبير الي الضفه الشرقيه للقنا.. وكما قال الزعيم الراحل انور السادات "لقد سطرت القوات المسلحه في اكتوبر معجزه باي مقياس عسكري".

وبعد عده محاولات مع تلك القيادات التي اعتادت انكار الذات تمكنت من الوقوف علي بعض البطولات التي قاموا بها حيث علمت ان المخابرات الحربيه كان لها دور فاصل في حسم تلك المعركه قبل بدايتها ومنها ما قامت به الكتيبه 9 استطلاع التي تمكنت من التسلل الي داخل الاراضي المحتله في سيناء ومعهم بعض رجال الصاعقه، حيث اندمج افرادها داخل العائلات البدويه لمده سته اشهر وارتدوا ملابسهم واطلقوا لحاهم وتحدثوا لغتهم وقاموا برصد تحركات العدو البريه والجويه تمهيدا لعبور القناه. وكان تعاون اهالي سيناء معهم عنوانا للوطنيه والانتماء حيث قام احدهم بالاختباء في احد الخنادق تحت الارض مخفيا جهاز لاسلكي كان يلتقط اشارات طائرات العدو بمطار العريش، وقام بتغطيه نفسه بالرمال لمده يومين كاملين يتنفس خلالهما من انبوب من البوص الرفيع وفشل قصاصو الاثر في الوصول اليه رغم رصد الاشارات من المنطقه التي كان مختبئا به... والاخر يقوم بلحام بعض الاجهزه الاخري التي تعرضت للكسر معرضا نفسه للاعتقال.. والثالث يرفض الادلاء باي معلومات عن هؤلاء الابطال عندما تم القبض عليه... ثم جاء دور رجال الصاعقه وكانت اولها مجموعه الشهيد ابراهيم الرفاعي التي عبرت القناه قبل بدء القتال، تلتها قوات اللواء نبيل شكري التي انقسمت لثلاث مجموعات منها مجموعتان عبرتا القناه مع بدايه الضربه الجويه والمجموعه الثالثه اتجه اليها رجال الصاعقه داخل 4 طائرات نجحوا رغم قله عددهم في تعطيل تقدم العدو حتي الساعه الثالثه من صباح يوم السابع من اكتوبر وصمد هؤلاء الرجال لمده 13 يوم تمكنوا خلالها من تكبيد العدو اكبر قدر من الخسائر اعترفوا بها في حينها... ثم جاء دور القوات البريه التي صالت وجالت فور عبور القناه اقتحام خط بارليف المنيع في ملحمه اسطوريه يتحدث عنها العالم حتي يومنا هذا مع غطاء جوي محكم استطاع تكبيد العدو خسائر فادحه ساعدت في تقدم القوات البريه في وقت قياسي.

نحن نتحدث يا ساده عن ابطال كانوا يتسابقون لنيل الشهاده ...كانوا يسارعون للتقدم امام قياداتهم للقيام بمهام قتاليه يعلمون جيدا انهم لن يعودوا منها الا شهداء... وهذا غيض من فيض؛ فاين نحن الان من هؤلاء؟ ها نحن نري الذين يسارعون في هدم الوطن من الداخل من خلال اعمالهم الارهابيه والتخريبيه الخسيسه، وهؤلاء الذين يحاولون القفز علي سلطات الدوله مستغلين سيطره راس المال لاحراج النظام داخلياً و خارجياً، واولئك الذين يعيثون في الارض فسادا. اما ان لنا استرجاع روح اكتوبر العظيمه لكي نتكاتف معاً لرفعه شان الوطن بعيداً عن تلك الصراعات الشخصيه الرخيصه.

الي الرجال من حماه الوطن، اشكر الله انني التقيت بكم وعملت تحت رايتكم التي رفعتموها في السادس من اكتوبر عام 1973 ودفعتم ثمناً لذلك ارواحكم ودماءكم فداءً لوطنكم.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل