المحتوى الرئيسى

«متلازمة تلفزيون لبنان»: إملأ فراغ الشاشة بالإعادة المناسبة

10/03 01:26

يشكّل «تلفزيون لبنان» مادّه ثابته للتندّر علي مواقع التواصل، بسبب انفصاله الدائم عن الاحداث، واعاده بثّه لبرامج من الارشيف جزء منها بالاسود والابيض، ومعظم ابطالها فارقوا الحياه. باستثناء المحطّه اليوميّه مع البرنامج الصباحي، او اطلاله الشيف انطوان ونشرات الاخبار، يقوم بثّ التلفزيون الرسمي علي الاعاده حصراً التي تشكّل ما يقارب 80 في المئه من مجمل ساعات البثّ. هكذا، ارتبطت وصمه الاعاده من الارشيف بالتلفزيون الرسميّ حصراً، علي الرغم من انّ القنوات التلفزيونيّه اللبنانيّه الاخري لم تقصّر في علك ارشيفها خلال الفتره الماضيه، ما يجعل منها نسخاً محدّثه ان جاز التعبير عن «تلفزيون لبنان».

علي سبيل المثال، نبشت قناه «ال بي سي» من ارشيفها «سامي الثرثار» و«نونا الملبكه» وعادت لتعرض برنامج «كيف وليش» للاطفال في السابعه والنصف صباحاً، وهو للمفارقه وقت ذهاب معظم الاطفال الي المدرسه. لكن ان افترضنا انّ اطفال اليوم سيتمكنون من مشاهده البرنامج الذي مضي علي انتاجه نحو عشرين عاماً، فما الذي سيجذبهم فيه؟ احدي الحلقات تعرض هوايه التصوير بالكاميرا وتظهير الصور في الاستوديو، وذلك ما لن يفهمه اطفال كثيرون ولدوا في زمن الهواتف الذكيه، ولا يعرفون ربما شكل الكاميرا الفوتوغرافيّه. هل سيهتمون في زمن الايباد بمشاهده طفل يلعب امام شاشه كومبيوتر مكعّبه، لن يعرفوا علي الارجح لماذا تستخدم؟ هل سينسجمون مع طفلٍ لاعبه المفضّل دونغا في زمن نجوميّه لاعبي كره القدم ميسي وكريستيانو رونالدو ونيمار؟ تبقي المفارقه علي شاشه «ال بي سي اي» انه تمكن مشاهده الثنائي كارين رزق الله وفادي شربل بدور «الست حشوره» و«جوجو الكلون» صباحاً، وبدور فادي وكارين ليلاً في مسلسل «عيله ع فرد ميله» المعاد ايضاً.

يشكّل برنامج «كيف وليش» محطه في رحله الاعادات علي شاشه «المؤسسه اللبنانيه للارسال» التي تضمّ مسلسلات: «بيت خالتي» (1987)، «كابتن بوب» (1988)، «طالبين القرب» (1997)، «حكايه امل» (2001) ومسلسلات اخري حديثه العهد منها «باب الحاره»، ومسلسلات اميركيّه لاتينيّه مدبلجه باللهجه السوريّه مثل «الخيانه» (كولومبي انتج العام 2008). قد يشكّل عرض هذه المسلسلات مناسبه لاستعاده ذكريات جميله او مشاهد تمثيليه شكّلت علامات فارقه، لكنّ اعاده الاعاده اكثر من مرّه تؤشر الي خواء يصيب البرمجه التلفزيونيه.

لا يقتصر توسّع «متلازمه تلفزيون لبنان» علي شاشه «ال بي سي اي» فقط، اذ باتت اعاده المسلسلات السبيل الاسهل لملء الفراغ علي باقي القنوات المحليّه ايضاً. فيمكن ان يرتكز يومٌ تلفزيونيّ علي قناه «الجديد»، من الصباح حتي المساء، علي الاعادات، مع خرقٍ يسجله برنامجا «غفران» مع مريم نور، و «ولا اطيب» مع الشيف ريشار. القناه التي استعانت بارشيف «تلفزيون لبنان» وعرضت سابقاً «الدنيا هيك» و «ابو سليم» تعيش كمعظم القنوات علي البرامج الحواريّه السياسيّه والمحطّات الاخباريّه. امّا المسلسلات المستعاده فتتنوع بين التركي مثل «ليلي 2» و«شارع الظلام»، والسوري «عيله سبع نجوم»، واللبناني مثل «العائده 2» و «اتهام»... امّا اعاده المكسيكي فمن حصّه قناه «او تي في».

قد تكون الحاجه الي الاعادات مبرّره، في طور استعداد القنوات لبرمجه الخريف الجديده. لكنّ تلك البرمجه تاخّرت عن المعتاد، ولا يبدو انّها ستكون مبشّره، اذ انّ معظم البرامج المعلن عنها تشكّل مواسم جديده لبرامج قديمه او «نماذج» برامج اجنبيّه تبحث عن المواهب، او برامج معمّره ما زالت تحتفظ بشخصيات كوميديه منذ التسعينيات مثل «بسمات وطن» عبر «ال بي سي» او برامج سائره علي درب تكرار الشخصيات والنكات كبرنامج «ما في متلو» عبر «ام تي في».

تبقي برامج «حكي جالس» (ال بي سي)، «للنشر» (الجديد) «طوني خليفه 1544» (ام تي في) المسمّاه اجتماعيّه، او ما يصطلح علي تسميته «برامج الاثنين» مجال المنافسه الابرز بين القنوات الثلاث التي غالباً ما تحظي باعلي نسب مشاهده في لبنان. تكاد تكون هذه الفئه من البرامج الصناعه المحليّه الصرفه الوحيده علي الشاشات، لكن معظم ما تنتجه لا يخرج عن اطار الاثاره او الاستعراض، مع التكرار للصيغ والقوالب ذاتها في معالجه المواضيع.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل