المحتوى الرئيسى

الجد والهزل!

10/02 10:32

مررت، مثلما يمكنكم ان تمروا، وقد تكونون مررتم مثلي ومثل غيري، علي ورشه بناء يسيرها او يشتغل بها صينيون، فكانت سرعه الانجاز واضحه، ولا يمكن تجاهلها او اخفائها. وبالمقابل، مررت بورشه مماثله، لكن هذه المره من تسيير وانجاز محليين فكان فيها «الداب راكب مولاه».

لهذه الاسباب والفروقات، قد ينتابنا القلق والارتجاف، نتيجه انباء منسوبه الي السفير الصيني تقول ان ما لا يقل عن 40 الف عامل صيني سيُغادرون الجزائر قريبا، ليفسحوا المجال للايادي المحليه من اجل تعويضهم في الورشات والمناصب التي يشغلونها منذ سنوات هنا بالجزائر!

هل اليد العامله المحليه «مؤهله» لتعويض ايادي و«كرعين» الشناوه؟ ام ان الصينيين الذين دخلوا الجزائر بالالاف «اختطفوا» مناصب الشغل من الجزائريين؟ وهل اليد المحليه قادره علي رفع التحدي ومنافسه اليد المستورده والانتصار عليها بالكد والجد؟

العديد من التجارب الناجحه في بلدان عربيه وغربيه، وقعها اجانب تم توظيفهم هناك في اطار تشغيل العماله الاجنبيه، لكن ظل «التسيير» و«المراقبه» مهمه حصريه للمحليين وابناء البلد الاصلي. وفي وضعيه الجزائر، يتخوف المواطن نفسه، قبل الخبير والمسئول، من تعثر المشاريع وموتها في حاله تحويلها من «الاجنبي» الي المحلي!

الاكيد ان هناك بناءين ومهنيين واصحاب حرف، ماهرين ومؤهلين و«قادرين علي شقاهم»، وشركات وطنيه تستحق التقدير والعرفان، لكن الانطباع العام لدي عامه الناس، وفي ذلك ظلم وحق في نفس الوقت، «الجزائري ما يخدمش»، فهل هذا صحيح؟ مع العلم ان هذا الجزائري «ما يعيفش الخدمه»، عندما يطير او «يحرق» الي اي بلد.

قد يكون الاتكال، والاستسهال، والاهمال والتسيب واللامبالاه، من بين الاسباب المباشره لمثل تلك النظره الدونيه والسلبيه تجاه اليد العامله المحليه، وقد يكون «التمييز والمفاضله» في الاجور والحقوق والامتيازات، هي الاخري من بين الاسباب كذلك، لكن اليس علينا ان نعترف بان الكثير منا متاثر الي حد التخمه بمرض «راقده وتمونجي وتستني الكونجي»؟

العديد من مشاريع السكن مثلا انجزها «شناوه» مثلا في رمشه البصر، ودون الحديث عن نوعيتها، فان مشاريع موازيه استفاد منها محليون عُمرها بعمر شباب ومراهقين، ان لم يكن قد توفي منتظروها من سنوات!

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل