المحتوى الرئيسى

أليس فيهم رجل رشيد؟

10/01 22:17

«لكل داء دواء يستطَب به الا الحماقه اعيت من يداويها». واعترف انني لم اكن اتصور ان الحماقه تصل بالاخوان الي الحد الذي يمنعهم من التفكير فيما مر بهم خلال السنوات الاخيره ويتدبروا اسباب انهيار جماعتهم في عام واحد مكثوه في الحكم، وقد ظلوا اكثر من 80 عاماً ينتظرون هذه اللحظه، وما ان وصلت لهم اعلنوا بانهم سيحكمون مصر 500 سنه، فاذا بهم يسقطون خلال عام واحد فقط.

وقد تابعت تلك الحماقه التي يعجز أطباء العالم عن اكتشاف دواء لها حينما نصب الاخوان في نيويورك كميناً للاعلاميين المصريين المرافقين للرئيس الاسبوع الماضي. وهو نفس السلوك الذي انتهجوه العام الماضي.. واقول «كمين» لانهم جمعوا قواهم العقليه وركزوها في كيفيه توجيه الاساءه والاهانه لاعلاميين مصريين سواء باستخدام الايدي او استخدام اقذر الالفاظ واحقرها بما يسيء حتي للمستمع، وعمدوا الي تصوير ذلك من عده زوايا في اكثر من واقعه، ويقومون ببثها علي وسائل الاعلام الالكتروني فوراً علي نطاق واسع باستخدام كتائبهم الالكترونيه والتي لم تنفعهم حينما كانوا يتولون حكم مصر.

والاخوان وتعليقاتهم علي المواقع الالكترونيه تصرخ فرحاً وتهليلاً بهذا الانتصار التاريخي الذي حققوه حينما يتجاوزون لفظاً وفعلاً مع مواطن يسير في الشارع بمفرده. ولم يكن فيهم رجل واحد رشيد يقول لهم ان نفس هذا الامر حينما فعلوه العام الماضي اتي بنتائج عكسيه تماماً، وزاد من كُره المجتمع المصري للاخوان. وهنا ينبغي ان نعود لتعريف «الغبي»؛ وهو الذي ياتي بنفس الفعل متوقعاً انه سيصل لنتائج مختلفه في كل مره.. ولم يكن فيهم رجل واحد رشيد يفكر في الاسباب التي ادت لهذا السقوط المزري، وقد كان الشعب متعاطفاً معهم قبل تولي الحكم. وهنا ينبغي ان يسال الاخوان انفسهم: هل الاعتداء علي اعلامي لفظاً وفعلاً في شوارع نيويورك كل عام سوف يعيد الاخوان للحكم؟

اي عاقل سيقول «لا يمكن». ولكن الاخوان يعتقدون ان ذلك مُجدٍ، وهناك مِن قادتهم مَن يوهمهم بان توجيه الاهانه والسباب للاعلاميين المصريين سوف يخيف هؤلاء الاعلاميين، ويمنعهم من الهجوم علي الاخوان وسياساتهم.. وهذا لم يحدث العام الماضي، ولكنه اتي بنتائج عكس ذلك تماماً.. ومن المؤكد ان ذلك سوف ياتي بنتائج اسوا علي الاخوان هذا العام، فالاعلاميون جميعاً سوف يبداون في شن حمله جديده علي الاخوان تذكر المصريين بافعالهم وتصرفاتهم بعد ما كان المجتمع قد بدا يفكر في امور اخري.

ولكننا امام ظاهره يعجز عن فهمها علماء النفس والاجتماع.. فهؤلاء الاخوان اعترفوا خلال احتلالهم لميدان رابعه منذ اكثر من عامين انهم سيحولون مصر لجحيم، وان ما يحدث في سيناء والذي ما زال مستمراً الي الان سوف يتوقف في اللحظه التي يعود فيها مرسي للحكم، وهناك من هدد منهم المصريين بالعمليات الارهابيه والسيارات المفخخه.. وكل هذا كان منقولاً علي الهواء مباشره علي قناه الاخوان الرئيسيه المسماه «الجزيره مباشره مصر». وامام ما شهدته مصر ولا تزال تشهده اصبح اصغر طفل في مصر يعلم ان الاخوان هم سبب ما يحدث في مصر، وانه من المستحيل ان يوافق شعب مصر علي ان تعود تلك الفئه الضاله لحكمها مهما كانت الظروف وانهم اصل الارهاب الذي ضرب المنطقه.

والاخوان - علي ما يبدو - بينهم ارتباط جيني، فتعليقاتهم علي الفيديوهات المنتشره علي مواقعهم تمتلئ بالشماته والحقد في الاعلاميين المصريين. ولم اقرا تعليقاً اخوانياً واحداً رافضاً هذا السلوك المنحط وتلك الالفاظ الدنيئه التي استخدمها الاخوان الذين نصبوا الاكمنه في نيويورك للاعلاميين المصريين.. وهي الفاظ لا يمكن ان تصدر من شخص مسلم، واستخدام هذه الالفاظ ينفي كل مزاعمهم بانهم يتحدثون باسم الدين، ويؤكد انهم فقط يستخدمون الدين لاغراض سياسيه.

ولم اجد في تلك التعليقات اي اشاره الي ان الافضل من الاعتداء علي الاعلاميين المصريين بتلك الصوره المسيئه لهم قبل ان تكون مسيئه للاعلاميين، هو ضروره انتهاز الفرصه والدخول معهم في نقاش ربما يكون صعباً في ظروف اخري.. ولكنهم لم ينتهزوا هذه الفرصه، ولن يستغلوها ابداً، لان عقولهم الصغيره تتوقف عند فكره الانتقام. وهي فكره غبيه بعيده عن العقل.

عموماً.. اقول للاخوان: شكراً علي هذه الفيديوهات الحقيره، لانها ذكّرت المصريين بكم، فالشعب المصري في معظمه شعب متسامح ويميل للصفح عن الغير.. ولكنكم تريدون ان تظلوا في تلك المكانه التي اخترتموها لانفسكم، وتريدون ان تذكّروا المصريين دائماً بانكم الاخوان الذين حكموا مصر عاماً فاعادوها للخلف مائه عام.

والمضحك في الامر ان الشعب المصري كان قد انصرف عن برامج «التوك شو» وانصرف عن الاعلاميين الذين يقدمونها، ولكن حادثه مثل التي ارتكبها الاخوان في نيويورك تعيد المشاهده والاهتمام بهذه البرامج وبهؤلاء الاعلاميين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل